قبلان:القتل غير المبرر وأعمال العنف تعيدنا الى عصر الجاهلية

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول "إن الصائم في عبادة وتوجه صحيح من التواصل مع الله والعمل في سبيل الله تعالى من اجل الكرامة والمكرمة وتحقيق العدالة والانصاف والمساومة. ان شهر رمضان محطة سنوية يلتقي فيها الصائمون في رحاب ضيافة الله لاحياء شعائره والتمسك بنهج الحق والعمل في طاعة الله، وعندما يصوم المؤمن فإنه يكون مكرما في ضيافة الله تعالى، مما يستدعي أن يكون على استعداد للتواصل مع سيرة النبي محمد والائمة المعصومين، ولا سيما أن لكل مأموم إماما، ونحن أئمتنا اهل البيت الذين علمونا كيف نعمل لما يرضي الله ويخفف عنا البلاءات ويبعد عنا الشرور، وعلينا كمؤمنين ان نصحح مسيرة الاعمال ونستفيد من بركات شهر رمضان فنتحلى بالصبر الذي هو الصوم، ونعمل الخير ونتمسك به وندعو اليه، فشهر رمضان فرصة في كل سنة علينا اغتنامها، وخصوصا أن الله تعالى فتح أبواب الجنان وأغلق أبواب الشيطان، فهذا العمل يجعلنا ننتهز فرص الخير ونبتعد عن الشر في القول والفعل والمعاملة والسلوك".

وأضاف: "إن شهر رمضان منحة ربانية تستدعي ان نستفيد منها في اكتساب الرحمة الالهية والدخول الى رحاب الطاعة من خلال اعمالنا واقوالنا ومكارم افعالنا، فنقلع عن كل السيئات والمعاصي ونستغفر الله ونندم عن كل فعل سيئ. إن الله اراد ان يجعل شهر رمضان فرصة ليتخلص منها العباد من كل سيئة، إذ اختص الصوم به فقال الصوم لي وانا أجزي به، وبذاك فإن الله يخفف عن الصائم ليجعله في حرز وحصن وعافية، محاطا بالثواب بعيدا عن العقاب، وعلينا نحن المؤمنين أن نستثمر وجود شهر رمضان لنزيد أعمالنا الحسنة ونبعد أنفسنا عن كل إساءة وظلم ومنكر وبغي".

وأكد أن "أهل البيت ثروة كبرى لا مثيل لها، إذ طهرهم الله من كل رجس وسوء، فكانوا أهل الخلافة لله، لأن المؤمن هو خليفة الله على الارض، وأهل البيت هم خلفاء الله وأوتاد الارض وأهل الزهد والتقوى والحكمة والموعظة، والله أمرنا بأن نسير على نهج أهل البيت ونعمل عملهم، فنتجنب الحرام والمعاصي ونبتعد عن الظلم، ونتمسك بالحق ونواجه الباطل ونزكي انفسنا ونصلحها ونتعامل معها بكل صدق وحق، فننفتح على الآخرين ونتعالى عن الرذائل والهمجية، فنضع نصب أعيننا كل ما فيه صلاح وخير وعبودية، فنكون مؤمنين منصفين ونعمل لحفظ كرامة الانسان وعدم الاساءة اليه. وعلى المسلمين ان يعودوا الى دينهم ويصلحوا ما بينهم وبين الله ويستغفروا الله على كل فعل سيئ ويكونوا في خدمة الحق عاملين بما امرنا الله تعالى".

وتساءل عن "جدوى القتل غير المبرر وأعمال العنف من تمثيل للجثث وسحل لها، بما يعيدنا الى عصر الجاهلية والتخلف، فيلتزم البعض العنف والارهاب منهجا في حياتهم، فيما المطلوب أن نلتزم القيم الدينية والاخلاقية، فنتمسك بالدين باعتباره خشبة خلاص وسبيل نجاة وقدوة تستحق أن نلتزمها، فنحارب الشيطان الذي هو عدو للانسان، لذلك نطالب الجميع بالندم على الماضي والتوبة والاستغفار، وعلينا جميعا أن نعمل بجدية وصدق لخلاص الانسان من كل هم وغم وشر، فالإنسان خليفة الله على الأرض، وعلينا أن نتعامل مع الانسان بمضمون القرآن الذي وصف النبي بقوله: وانك لعلى خلق عظيم، فالنبي في عمله وقوله وسيرته كان ربانيا وروحانيا وملائكيا يسير في خط الاستقامة، مما يحتم أن نستقيم ونعتدل في القول والفعل، فنعطي الحق لاهله ونسير على نهج النبي محمد، متمسكين بمكارم الاخلاق ومرضي الافعال، وعلى الصائمين ان يتمسكوا بقدسية شهر رمضان فيكونوا على الدوام في طاعة الله تعالى".

ورأى قبلان أن "التنظيمات التكفيرية هي من صناعة الشيطان والاستعمار والكفر، وهي بذرة سيئة لتفريق شمل المسلمين وشرذمتهم حتى تكون الامة في تفرق وشرذمة، وعلى المسلمين ان يتقوا الله في شهر الله، فيواجهوا كل دعوة للتكفير ويكونوا عناصر مؤمنة وصادقة ومخلصة لابرار نقاء الاسلام واستقامته، وعلينا ان نعمل للحفاظ على الشعب باحترامه وانصافه والتعاون مع الجميع ليكون الجميع في خدمة المجتمعات، يعملون ويجتهدون ليكونوا من أهل الخير، وخصوصا أن الله غني عن طاعة عبده ولا تضره معاصيهم، فالمعصية تضرنا، وهو أمرنا بأن نكون من أهل الصدق والانصاف، فنبتعد عن كل ضلالة".

واعتبر أن "قتل الإعلامي محمد ضرار جمو عمل اجرامي بعيد عن الاخلاق ويتنافى وتعاليم الدين، فهذا انتهاك خطير لحرمة الانسان يستدعي معاقبة مرتكبيه وكشف كل الفاعلين والمتورطين لإنزال أقسى العقوبة بحقهم، ليكونوا عبرة لغيرهم، ونطالب الدولة اللبنانية بإنجاز كتاب تربوي ديني اخلاقي تؤخذ تعاليمه ونصوصه من سيرة الانبياء والاوصياء والعلماء والحكماء، وعلى الجميع القيام بعمل إنقاذي للانسان في لبنان، يبعده عن الوحشية والغرائزية، وعلى اللبنانيين أن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا، فيشكروا الله ويحمدوه إذا أحسنوا، ويستغفروا الله اذا اساؤوا، وعلى الجميع ان يتحلوا بالصبر والتأني والارادة الحسنة، فيعملوا لما يرضي الله تعالى".
  

السابق
زغيب: لملاقاة مبادرة ابراهيم واطلاق مخطوفي اعزاز
التالي
ميركل: للإفراج عن مرسي وإجراء عملية سياسية تشمل كافة الأطياف