شهادة وفاة للسلام

يا لها من رمزية أنه بالذات في التاسع من آب أمر الاتحاد الاوروبي الدول الاعضاء فيه عدم التعاون مع جهات اسرائيلية تعمل خلف الخط الاخضر. ليس مفاجئا أنه بالذات أول أمس تمت التوصية في أن كل اتفاق يوقع من الان فصاعدا بين الاتحاد واسرائيل لن ينطبق على المستوطنات، وان الامر سيشار اليه صراحة، وان الاتحاد يطلب حتى من اسرائيل ان تتبنى هذا الموقف بشكل رسمي في كل اتفاق مستقبلي يوقع معها. هذا استمرار لسياسة التأشير على المنتجات: في اوروبا يصعب عليهم الانفصال عن تقاليد ‘نطاق الاقامة’، الغيتوات والتأشير على اليهود.
ولكن، بشكل ساخر ربما، دفن الاتحاد الاوروبي رسميا في واقع الامر وهم احزاب اليسار في اسرائيل بالدولتين. هذه المرة كان الاتحاد الاوروبي واضحا جدا، وقاطع مناطق يعيش فيها اكثر من 700 ألف نسمة اكثر من 10 في المئة من مواطني اسرائيل تقاطعهم اوروبا اليوم.
قرار الاتحاد الاوروبي هو ايضا نهاية أوهام السياسيين، من نتنياهو يسارا، ممن اعتقدوا بانهم سيحصلون على اسناد في العالم على مطلب ان تبقى في ايدينا الكتل الاستيطانية وشرق القدس. فالمقاطعة تتمسك بدقة بالخط الاخضر، تخلد الرفض العربي وتجعل صعبة اكثر محاولة كيري تحريك المفاوضات.
يلعب الاوروبيون لعبة قذرة. فهم يمولون بالمليارات منظمات اليسار المتطرف، وهكذا يشترون لانفسهم بالكثير من المال صورة عالم كاذبة وزائفة.
لا ينقص عرب بائسون في ارجاء الشرق الاوسط في الجزائر، في اليمن، في مصر، في سورية وفي لبنان. وبالذات اخوانهم في يهودا والسامرة يحظون بميزانيات وبدعم غير مسبوق من اوروبا، مع أن وضعهم الانساني فائق. الهوس الاوروبي لمساعدة ‘الفلسطينيين البائسين’ لا يمكن أن تفسر الا بوجودهم في موقف يطلب من اسرائيل التقزم وتسليم قلب وطنها. هذه السياسة الشريرة احادية الجانب تبدد الوهم في ان اللاسامية انقضت مع نهاية الحرب العالمية الثانية. فلا يتخلى المرء بهذه السرعة على عادة تمتد الى الفي سنة. كما أن هذا هو السبب في أن الاتحاد الاوروبي المزايد أخلاقيا منع بكل قوته الاعلان عن حزب الله كمنظمة ارهابية.
في اوروبا يعرفون بان الطريق الى جعل اسرائيل دولة عاجزة هو في الانسحاب وفي اقامة دولة فلسطينية. هذا هو السبب للحرب ضد الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة. ولكنهم عمليا يحققون العكس: المقاطعات التي بدأت بمبادرة منظمات اليسار المتطرف، لم تمس بالانتاج خلف الخط الاخضر. فالمقاطعة ليست محكمة. والعديد من الدول لا تشارك فيها، وصعب جدا متابعة مصدر المنتجات. مصانع تضررت بالفعل تمكنت من المبادرة الى خطوط انتاج جديدة، زادت في نهاية المطاف من الانتاج وجعلت المشكلة فرصة. وادراج الكتل والقدس في المقاطعة يقلص احتمالية التسوية، والنتيجة هي أن الاحتمال في ابعاد اسرائيل عن مناطق يهودا والسامرة آخذ في الابتعاد.
إن فكرة الدولتين واقتلاع مئات الاف اليهود من يهودا والسامرة لم تكن منطقية وقابلة للتطبيق منذ البداية، قيميا وأمنيا، وهي تحولت في السنوات الاخيرة مع 730 الف مواطن خلف الخط الاخضر الى غير واقعية. قرار الاتحاد الاوروبي هو شهادة الوفاة الرسمية لها.

السابق
بماذا تشير اسرائيل لايران
التالي
حينما لا يمكن التأثير يمكن التشويش