حان وقت هزيمة الأسد

أدلى النائب مستشار مجلس الأمن القومي السابق إليوت أبرامز بشهادته أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب. وكان جوهر التصريحات المعدة سلفا أن سوريا هي أهم وكيل لإيران، ومعركة ضد الهيمنة الإيرانية.

وأوضح أن سقوط بشار الأسد سيمثل هزيمة ثلاثية لقوى الشر في المنطقة وخارجها، المتمثلة في روسيا وإيران وحزب الله.

يثير تدخل حزب الله في سوريا السخط بين اللبنانيين، بما في ذلك الشيعة الذين يتساءلون عن سبب مقتل أبنائهم من أجل بشار الأسد، وأن الهزيمة في سوريا تعني تقويض نفوذ حزب الله داخل لبنان. فقوة حزب الله آخذة في الارتفاع منذ عقود، وقد بلغت الآن نقطة تحول، وربما تبدأ في التراجع. ونظرا للامتداد العالمي لحزب الله، فإن هذا يصب بشكل كبير في مصلحتنا.

وبالمثل، وربما الأهم من ذلك أن صعود القوة الإيرانية في المنطقة قد يعتبر متوقفا إذا سقط نظام الأسد. ويرى البعض أن النفوذ الإيراني ينمو بشكل مطرد، ويرجع ذلك في جانب منه إلى زوال نظام سني معاد في العراق (على يد أميركا) والنفوذ الإيراني المتزايد هناك؛ وإلى دور إيران المعروف في أماكن مثل اليمن والبحرين، وغيرهما؛ والتقدم المطرد في البرنامج النووي الإيراني، وإلى الشعور بأن أميركا، القوة العظمى في الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية، تفتقر إلى الرغبة أو القدرة على منع إيران. وإذا هزمنا إيران في سوريا، فسوف يتغير كل ذلك.

وأود أن أضيف نقطتين فقط. أولاهما أن علينا التحرك وفق «الخط الأحمر» الذي وضعه الرئيس أوباما، والتحرك الهادف لإسقاط النظام الذي استخدم أسلحة الدمار الشامل ضد شعبه أمر ضروري لمصداقية الولايات المتحدة (كما هو الحال) في وقف انتشار واستخدام أسلحة الدمار الشامل. والثانية، «الجهاديون» وهذا أمر ينبغي أن ننبه على أنه غير مقبول تماما. وامتناعنا عن تزويد غير الجهاديين بالأسلحة خشية وقوعها في أيدي الجهاديين خاطئ، لأنهم يمتلكونها بالفعل، والطريقة الوحيدة للحد من هذه الممارسة هي نفس القدر من المساعدة إلى غير الجهاديين، وهو ما سيظهر أن تمويل الجهاديين سوف يكلفهم الهيبة والكنز.

إن المخاطر المرتبطة بالتحرك تعتبر ضئيلة مقارنة بالمخاطر المرتبطة بعدم التحرك. (المزيد من اللاجئين، على نحو يهدد الاستقرار في الأردن ولبنان والسطوة الإيرانية ويقوي شوكة حزب الله داخل لبنان وإيران عبر أنحاء الشرق الأوسط). من المرجح بدرجة أكبر أن تصبح دولة إيران متحمسة، حين ترى انعداما لرغبة الأميركيين في مواجهتها.

وفي الوقت الذي جرى فيه تجاوز الخط الأحمر، اقترحت هجوما من دون إنذار مسبق على الأسد. أبرامز اليوم يقدم حجة قوية لتأييد ذلك على أسس عملية (أكثر أمانا من فرض منطقة حظر جوي). هل أعتقد أن الإدارة ستتصرف بمثل هذه الطريقة؟ مطلقا ولو بعد مليون عام. لكن هؤلاء الذين يعترضون بقوة على أسلوب أوباما المعتاد الممثل في عدم اتخاذ إجراء وحجج الجمهوريين الانعزاليين الذين يستنكرون تقديم مساعدة لمنع إبادة جماعية ملتزمون بتقديم بديل. إن الهجوم دون إنذار مسبق المقترح من قبل أبرامز (الذي لا يختلف عن ذلك الذي شنه الإسرائيليون عدة مرات)، إضافة إلى مساعدة هادفة مقدمة للثوار غير الجهاديين يعتبر بالتأكيد مزيجا مقنعا.

حينما يجري حساب القتلى في النهاية في سوريا، يمكننا أن نقيم بالكامل ماهية الفجائع التي عجزت إدارة أوباما عن وقفها. إن الدفعة التي قد منحها تقاعسه لإيران يصعب تقديرها، لكنها أهم بكثير، نظرا لأن قبضة النظام الإيراني على المنطقة تزداد إحكاما.

السابق
الخازن: لا ثقة لحكومة من لون واحد
التالي
الافراج عن عدد من السجينات في سوريا مقابل مخطوفي اعزاز