بروس ويليس: أدركت متأخراً أن العائلة أهم من المال والشهرة

 بروس ويليس هو أحد ألمع نجوم هوليوود، لا سيما في أفلام المغامرات. وبين أبرز الأعمال التي سببت شهرته العالمية «داي هارد» الذي يحتل المكانة المميزة، خصوصاً أن هناك أربعة أجزاء مكملة له صورت في خلال 25 سنة، أي منذ 1988، وهو عام صدور الفيلم الأساسي، غير أن الشخصية التي يؤديها ويليس في هذه السلسلة من الأفلام، أي مفتش الشرطة جون ماكلين، دخلت تاريخ الفن السابع وصارت رمزاً للبطولة.

في ما يخص حياته الشخصية، فقد ظل ويليس متزوجاً من الممثلة ديمي مور طيلة 13 سنة أنجبا خلالها ثلاث بنات. وإثر طلاقهما عقد النجم قرانه على عارضة الأزياء إيما هيمينغ وله منها ابنة.

زار ويليس باريس للترويج لفيلمه الجديد «ريد 2» المكمل لفيلم «ريد» النازل إلى صالات السينما قبل ثلاثة أعوام. ويحكي الجزء الثاني إذاً عن قيام مجموعة من الجواسيس المحترفين المتقاعدين باستئناف نشاطهم إثر تعرض العالم كله لخطر الدمار بسبب عصابة من المجرمين يتزعمها مجنون يحلم بالسيطرة على الكون وثرواته. وكانت الدولة الفرنسية قد كرمت النجم الهوليوودي قبل فترة مانحة إياه وسام الشرف في الفنون والآداب. «الحياة» التقت ويليس وحاورته.

> أنت معتاد على زيارة فرنسا في شكل دوري، أليس كذلك؟

– نعم، وأتكلم الفرنسية إلى حد ما، لكن بلكنة أميركية أعجز كلياً عن التخلص منها. أنا معتاد على القدوم إلى مهرجاني دوفيل للسينما الأميركية، ثم «كان» الدولي، بما أن أفلامي تعرض في شكل دوري في إحدى هاتين المناسبتين السينمائيتين المهمتين، غير أنني أتمتع بصداقة قوية مع المنتج والمخرج السينمائي الفرنسي لوك بيسون وهو كثيراً ما يدعوني مع عائلتي إلى زيارته هنا في باريس. أنا أعشق فرنسا وأعتبرها وطني الثاني بعد الولايات المتحدة، أكثر من إنكلترا مثلاً أو أي بلد آخر في العالم.

> في العام 2010 شاهدناك تحضر حفلة المبتدئات في فندق «لو كريون» الباريسي بصحبة كل من زوجتك السابقة ديمي مور وبناتكما الثلاث. حدثنا عن هذه المناسبة؟

– حفلة المبتدئات هي من أهم المناسبات الاجتماعية الراقية، لذا تنعقد دورياً في أحد أفخم الفنادق الباريسية «لو كريون». وأعترف بأنني نادراً ما شاهدت في حياتي منظراً خلاباً مثل ذلك الذي يتسنى للمرء مشاهدته من غرف وشرفات هذا المكان المطل على ساحة كونكورد، أحد أكبر الميادين في العالم. ويتلخص مضمون السهرة في قيام عائلات من المجتمعات المخملية بالقدوم إلى باريس والمشاركة في الحفلة بهدف إطلاق بناتها في الدنيا. وترتدي الفتيات المدعوات أحلى الفساتين التي ابتكرها كبار مصممي الأزياء، وعقب تناول العشاء تعزف الفرقة الموسيقية ألحان رقصة الفالس.

> ها هي فرنسا تكرّمك بمنحك وسام جوقة الشرف في الفنون والآداب، فما شعورك تجاه هذا التقدير؟

– شعرت بالخوف والقلق حينما سمعت خبر هذا التكريم، ذلك أن التكريم عادة ما يكون للذين انتهوا فنياً أو رحلوا عن الدنيا، وقد تقبلت الفكرة شيئاً فشيئاً. وفي النهاية أقول إنني مسرور وفخور بكون فرنسا فكرت في منحي أحلى أوسمتها، ثم لأن إدارة نادي السينما الفرنسي المرموق «سينماتيك فرانسيز» قررت عرض مجموعة من أهم أفلامي في فصل الشتاء الفائت. أنا إذاً رجل سعيد وأشارك فرحتي مع زوجتي التي ترافقني في كل جولاتي الفنية حول العالم.

> لقد ابتعدت بعض الشيء عن أستوديوات السينما في السنوات الخمس الأخيرة، وأقصد كممثل، فهل تنوي الآن العودة إلى نشاط مكثف؟

– نعم، والواقع أنني عدت في العام الفائت إلى النشاط المكثف بأفلام عدة هي «لوبر» و «إكسبندابلز 2» ثم «جي أي جو 2» و «داي هارد، يوم جيد للموت»، والآن في 2013 بفيلم «ريد 2». لقد احتجبت فترة محددة عن الشاشة كممثل وفضلت خلالها تكثيف عملي كمنتج وأيضاً كمؤلف موسيقي، وأنا مستمر في هذين النشاطين، إلا أن التمثيل كان قد بدأ ينقصني وبالتالي قررت استئنافه من جديد من دون ان أتجاهل الباقي.

 

العائلة أولاً

> ما كان سبب قرار الابتعاد أصلاً؟

– قررت تخصيص وقتي لعائلتي في شكل أساس، لأنني تعلمت من أخطائي السابقة ومن طلاقي الذي كان سببه الأول منحي الأولوية المطلقة لعملي الفني، مهما حدث. لكنني تقدمت في العمر وأدركت الكثير من الأمور وبينها الدور الذي تلعبه العائلة في حياة أي رجل بالمقارنة مع المهنة مثلاً، ثم المال والشهرة وأمور أخرى كثيرة كنت أعتبرها ذات أهمية قصوى في سنوات شبابي، غير أنني كنت أعتقد أن الجمع بين كل هذه الأشياء هو في إطار الممكن بالنسبة الى رجل ذكي، ومن دون أن يضطر الشخص الذكي هذا إلى تقديم أي تضحيات. وحتى ألخص لك الموقف، كنت مقتنعاً بأن النجاح المطلق هو مصيري، ولم أستمع الى كلام أصدقائي الذين كثيراً ما قالوا لي إن العائلة لا تعوض بشيء آخر وذلك مهما كنا نتمسك بهذا الشيء الآخر ونوهم أنفسنا بأهميته. وبما أن زوجتي إيما تصغرني سناً ولا تزال في أوجّ مجدها الفني في دنيا الموضة، اقترحت عليها الاهتمام بالأمور العائلية وبنفسها، وكل ذلك من طريق قضاء أكبر وقت ممكن إلى جوارها. وذات يوم طلبت مني أن أعود إلى عملي كممثل لأنها شعرت بأن الوقوف أمام الكاميرا هو أمر له أهميته بالنسبة الى توازني النفسي، لكن في شكل عاقل ومن دون أن يطغى عملي على حياتنا الخصوصية. وهذا ما حدث بالفعل وربما أنه يحدث أكثر وأكثر منذ صرت أباً للمرة الرابعة حديثاً.

> في فيلمك الجديد «ريد 2» يتحول البطل الذي تؤديه، وهو جاسوس متقاعد، إلى شخصية كوميدية نوعاً ما، من دون التنازل في طبيعة الحال عن عضلاته البارزة، لماذا؟

– لأن الجدية لازمت الجاسوس هذا في الفيلم الأساس «ريد» ، من أوله إلى آخر لقطة فيه، وقد اعتبرت أن الجمهور صار في حاجة إلى مشاهدة هذا الرجل يسخر بعض الشيء من نفسه، وعرضت فكرتي على الشركة المنتجة التي وجدتها غير مقنعة في أول الأمر قبل أن تغير رأيها بعدما رويت للمنتجين مواقف ساخرة كنت أراها تناسب الحبكة. وهناك عنصر التقدم في العمر الذي يلعب دوره في حكاية الكوميديا هذه ، فالبطل التقليدي عموماً ليس في حاجة إلى أن يضحك جمهوره كي يقنعه بحركاته البطولية بالتحديد، بينما تتحول الفكاهة إلى عنصر ضروري إذا كان بطل الفيلم فوق سن الخمسين.

> تتكلم عن العمر، فكيف تحافظ على لياقتك البدنية؟

– عمري 57 سنة الآن، ولا أزال أسبح وأركض وأمشي وأمارس الفروسية والألعاب الرياضية الآسيوية. أنا مولع بشيء اسمه الرياضة ولا أتردد في قضاء ساعات في التدريب الجسماني كلما سمح لي وقتي بذلك.

> وهل تفعل ذلك من أجل أدوارك أساساً؟

– لا بل مثلما ذكرته للتو، محبة في الرياضة نفسها، لكن الأمر يفيدني مهنياً طبعاً.

> ما هي أفلامك المفضلة كمتفرج؟

– صدق أو لا تصدق، أنا أهوى الرسوم المتحركة، والذي أحبه في شكل خاص هو «راتاتوي» الذي يحكي قصة الفأر الطباخ.

 

السابق
“المصارف” تناقش مع بري نقل الأموال عبر الحدود
التالي
تحسين شروط الفشل