النازحون ثلث سكان لبنان

بلغ عدد النازحين السوريين إلى لبنان ثلث عدد سكان لبنان، فيما السياسيون فيه ما زالوا يتلهون بالثلث المعطِّل.
فما أبعد هذا الثلث عن ذاك الثلث!!
إنها مأساةٌ ما بعدها مأساة أن تتصاعد الأزمات في لبنان وتتكاثر وتتوالد، فيما السياسيون اللبنانيون يُصعِّدون شروطهم الاستيزارية وكأننا في بلدٍ مستقر لا يستورد حروب الآخرين إليه كما يستورد الطحين والمحروقات!

والمواطن العادي يسأل بأسف وأسى:
إلى متى سنبقى هكذا، على هذه الحال وهذا المنوال؟
هل لدينا ترف الإنتظار وكأننا قادرون عليه؟
هل نتذكَّر كيف كان الوضع عند صدور مرسوم التكليف؟
لم تكن هناك اغتيالات، لم تكن هناك سيارات مفخخة، لم تكن هناك عبوات ناسفة، لم تكن هناك صواريخ عابرة للمناطق، ولم تكن هناك كل هذه البلبلة الأمنية، لكن في المقابل كانت هناك تحذيرات من انه إذا ما طالت مرحلة التكليف من دون التأليف فإن الوضع سينكشف ويُخشى أن يتحوّل من دون ضوابط، وها قد وصلنا إلى ما كنا نخشى منه!

هل قرأ القيِّمون على تشكيل الحكومة أن الحكومة المصرية تألفت في غضون أسبوع بين تكليف حازم الببلاوي وإعلانه حكومته؟
مصر بلد الإثنين والتسعين مليون نسمة، وبلد الثورتين في أقل من عامين، وبلد المليونيات التي تتنافس في الميادين، مصر هذه تستطيع تشكيل حكومة بأقل من أسبوع، وبتشكيلةٍ من أربعة وثلاثين وزيراً من خيرة المصريين، كما ان المرأة تشكَّلت في هذه الحكومة.
في لبنان، بلد الأربعة ملايين نسمة، أي ان كل الشعب اللبناني لا يملأ مليونية واحدة من مليونيات الميادين المصرية، لم يستطع حتى الآن تشكيل حكومة، على الرغم من أن لا ثورات فيه ولا مَن يثورون! فماذا بقي منه؟
وإلى متى الإنتظار؟

عندنا بماذا يتلهون؟
حيناً بإطفاء المحرِّكات ثم إعادة تشغيلها، وحيناً آخر بتذكير الناس ان هناك طاولة حوار ولا بد من إعادة إحيائها. وإذا كانت مسألة المحرِّكات باتت من اختصاص الرئيس المكلَّف، فإن طاولة الحوار تُعتبر حقاً حصرياً لرئيس الجمهورية الذي يعتبر ان الحوار يجب أن يعاود بعد تأليف الحكومة لئلا يكون بديلاً من الحكومة الجديدة، لذا فهو ينصح القوى السياسية بمساعدة الرئيس المكلف تمام سلام على تشكيلها والتزام عدم رفع سقوفها في عملية التشكيل، لأن الحكومة يجب أن تتشكل لحاجات الناس وان هذه الحاجات تتقدَّم مطالب القوى السياسية.

هل هناك مبرر لأن يقوم مسؤول بشرح الأسباب الموجِبة لتشكيل الحكومة؟
هل يُعقَل أن تُزج قضايا الناس لتبرير المطالبة بالإسراع في تشكيل الحكومة؟
هل الحكومة تُستجدى؟
والى متى الطاقة على الإنتظار؟
هل إلى حين أن تُصبح التفجيرات والعبوات والاغتيالات عملاً يومياً؟

السابق
هل ينجح التحدي الأوروبي لإسرائيل؟
التالي
عسكر على السلّة