مناطق حزب الله: ترسيخ الامن الذاتي

 
بدأت الاستهدافات المتتالية لحزب الله في لبنان بتخويف أهالي البيئة المحتضنة له، ودفعت الحزب الى اتخاذ الإجراءات لطمأنة هذه البيئة وتأمين حماية المناطق الواقعة تحت نفوذه، خاصةً الضاحية الجنوبية لبيروت.

ولم يكد أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت يلملمون بقايا الانفجار الأسبوع الماضي، حتى تفاجأ اللبنانيون بوقوع انفجار آخر في البقاع استهدف حزب الله، على خلفية انخراطه في الصراع الدائر في سوريا، كما يقول البعض.

ولا يزال أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت حتى اليوم يتفقدون مكان الانفجار ويلتقطون صورا للسيارات المتفحمة المركونة في المرآب حتى الآن، وسط إجراءات أمنية مكثفة اتخذها حزب الله في هذه المنطقة ومحيطها التي تقع تحت نفوذه مباشرة.

"الوضع لا يطمئن"


ويقول الناشط علي فخري، وهو من سكان الضاحية أيضا، إن "الوضع أصبح لا يطمئن"، معرباً عن تخوفه من تكرار الحادث. ويضيف فخري: "أصبحنا ننتبه أكثر ونحترس أثناء مرورنا في المنطقة، خاصة أننا نسمع أكثر وأكثر عن تفكيك لمتفجرات مزروعة هنا وهناك".

ويكشف فخري قائلاً: "بتنا نلحظ تدابير أمنية أكثر يتخذها الحزب، لكنها تبقى طبيعية نظرا لحجم الواقع الأمني المرشح أن ينفجر في أية لحظة". ويعتقد فخري أن ما حصل هو نتيجة المعارك التي حصلت في صيدا مؤخراً ويؤكد وجود مجموعة تسعى للفتنة السنية الشيعية.

ومن جهتها تقول منال، وهي أم لثلاثة أولاد تقطن في العمارة المقابلة للمرآب حيث وقع الانفجار، إنه للوهلة الأولى اعتقدت أن إسرائيل تضرب صواريخ كالتي أطلقتها في حرب تموز 2006. وتتابع منال حديثها لـ"العربية.نت" قائلاً: "عندما شاهدت تصاعد النيران من السيارات وحجم الدمار الذي لحق بالمكان نتيجة الانفجار قدرت أن يكون قد سقط مئات الضحايا".

وتؤكد منال أنها لا تخشى تكرار الحادث، هي التي صمدت خلال الاعتداء الإسرائيلي الذي لم يبق حجرا على حجر في الضاحية، حسب تعبيرها.

مجموعات تكشف على السيارات المركونة


وفي ظل هذه الأجواء غير الآمنة، يتجه أهالي الضاحية الجنوبية الى إقامة أمن ذاتي حيث بدأت مجموعات من الشبان تعمل على مراقبة كل منطقة من المناطق التي تقع تحت نفوذ حزب الله مداورة، تحسبا لزرع متفجرات. وعند حلول الظلام، تجول سيارات تابعة للحزب ذات زجاج داكن داخل الأحياء.

كما بدأت مجموعة بعمل كشف على السيارات المركونة في هذه المناطق حيث تدون نوع وأرقام السيارات وأسماء مالكيها. وتطلب هذه المجموعة من السكان التقيد بإيداع بطاقة على زجاج السيارة لإظهار أن السيارة تم مسحها من قبل اللجنة المكلفة، حسب ما يؤكده عيسى وهو أحد سكان منطقة الـ"سانت تيريز" في الضاحية.

وفي البقاع، الوضع ليس أفضل حالا من الضاحية، ويؤكد مهدي، أحد سكان مجدل عنجر حيث تم استهداف إحدى شخصيات حزب الله التي كانت متوجهة الى سوريا، أن الوضع مرشح للتفاقم في ظل استمرار حزب الله تدخله العسكري في سوريا بما يوحي بانتقال المواجهة الى داخل الأراضي اللبنانية.

ويصف مهدي الوضع بـ"كرة ثلج ستكبر أكثر وأكثر". ويكشف أن عناصر سراي المقاومة التابعة لحزب الله هي من تقوم بتأمين الطريق لمواكب حزب الله التي تسلك طرق مختلفة للوصول الى سوريا.

 

المصدر: العربية نت
 

 

السابق
صناعة التطرف
التالي
“عصبة الانصار” الى مائدة “حزب الله”الرمضانية