فرنجية: من دون الثلث الضامن في الحكومة لا نستطيع ايقاف اي قرار غير وطني

اكد رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية، في حديث الى برنامج "السياسة اليوم" عبر اذاعة النور، ان "لا مصالح انتخابية، ولا جغرافية تربطه بالمقاومة، انما هو موقف نابع عن قناعة ثابتة، وهذا ليس منة، منذ ايام الرئيس الراحل سليمان فرنجية الى اليوم، وقد اثبتت الايام ان هذه المواقف كانت صائبة، فالرئيس الراحل سليمان فرنجية كان من الداعمين للرئيس الراحل جمال عبد الناصر لانه كان يتبنى القضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية والعداء لاسرائيل، لذا نحن ندعم اي مقاومة، فكيف اذا كانت هذه المقاومة من صلب هذا الوطن، لذلك الظروف لا تغير القناعات".

اضاف: "انا اراهن على قضية المقاومة المحقة، واعتبر ان هناك عدة اوجه لضرب هذا المشروع، ولكني انظر دائما الى المراحل البعيدة التي لا بد ان ينتصر فيها لبنان، وما يوصلنا الى الحل هو السلام العادل والشامل، لذا ارى ان المقاومة وضعت نصب اعينها استعادة الارض وتحريرها فمن يستطيع الوقوف في وجهها".

وتحدث عن "الخوف الذي تأتي منه الخيانة باوجهها المتعددة، انما هناك خوف من نوع اخر هو حماية المسيحيين، وان مشروع المقاومة، والقضية الفلسطينية، والعداء لاسرائيل، والعروبة الحقيقية، هي الضمانة لكل الاقليات في هذا الشرق، فاذا دخلنا في مشروع طائفي نصبح اقلية، بينما اذا دخلنا في مشروع قومي عربي نصبح شريكا، فقوتنا نحن الاقليات هي بالمشاريع الكبرى، فضمانة المسيحيين هي المقاومة من خلال مشروعها، وافكارها، اما اذا دخلنا في خلافات سنية ـ شيعية فلا نجد لنا دورا في هذا الموضوع".

واعتبر فرنجية ان "كل ما تخططه اميركا هو مخيف خاصة التفتيت، فالتوسيع بالمعنى السياسي لا يخيف، انما التفتيت يوصل الى خلق رهانات عند بعض الاقليات، ويبدأون التصرف على هذا الاساس، وبعد ذلك يبدأ الغرب بالتسويات التي تكون على حساب الاقليات، ومصلحتنا نحن المسيحيين في هذا الشرق ان لا ندخل في مشاريع التفتيت لاننا اقليات" معتبرا ان المشاريع الطائفية خطيرة".

وعن نظرته الى الاحداث في المنطقة قال: "كل ما يفكرون به هو ضرب نفوذ ايران في المنطقة، الذي يلخص بدعم القضية الفلسطينية، ودعم المقاومات العربية، ومن يريد نزع النفوذ الايراني عليه تبني القضايا العربية بطريقة صحيحة، ودعم المقاومة". وعاد فرنجية بكلامه الى مؤتمر بيروت وورقة الملك عبدالله "التي هي وحدها كانت كافية، الا ان ما حصل هو انه عندما تخلى العرب عن القضايا العربية جاء دور ايران الداعم لها"، مشيرا الى ان "صداقة الرئيس سليمان فرنجية مع المملكة السعودية مبنية على هذه القناعات "اما انا فلا علاقة لي حاليا مع المملكة لا ايجابية ولا سلبية، وكيف لي ان اقيمها انا شخص وهم مملكة".

واشار الى "فشل مشروع ضرب سوريا وتفتيتها، وان المخطط لم ينته الى الان لقد قطعنا اكثر من نصف الطريق، باعتراف الخصم قبل الحليف، ويبقى النصف الاخر غير اننا ارتحنا بفعل التوازن الدولي الذي بات موجودا، وهو يميل اكثر الى مصلحتنا وليس الى مصلحة الخصم، والامور اصبحت واضحة في سوريا فالدولة والجيش متماسكان، وان النظام السوري قد "نظف" من الفساد الموجود فيه، وقد تحدثت مع الرئيس الاسد وسألته عن الوضع تبعا للاخبار اجاب حصل ان البعض فسر ارسال بعض التعزيزات الى حلب هو بداية المعركة، وعلى كل حال كل شي في وقته". واشار فرنجية الى ان "المعارضة السورية التي تقاتل النظام مدعومة عالميا ولديها اسلحة ومجاهدون وجيوش، وان الحرب التي حصلت على سوريا اكبر بكثير من الحرب على بعض الدول العربية المجاورة". ونفى فرنجية علمه ان تكون اللاذقية قد قصفت " فالاميركان قالوا انها قصفت، والسوريون نفوا، وانا بالتالي لا اعلم، ولكن اتخوف من ان هذه الخبرية قد تكون اشبه بالخبر الذي نشر حول قصف المطار الدولي وفي اليوم التالي قصف جبل قاصون اذا هذا الخبر قد يكون تمهيدا لعملية ما".

واكد فرنجية "ان شخصية الرئيس الاسد هي نصف المعركة، وان النظام قبل بالحل السلمي واعلن ذهابه الى جنيف 2 وسمى الوفد المشارك، ولم نر عند المعارضة ومن يدعهما اي اتفاق حول هذا الموضوع، فقرروا ان يرجئوا الامر كي يحصلوا على بعض المكاسب". وسال "من هي المعارضة؟ هل هي الجيش الحر، ام جبهة النصرة، ام غيرها؟ واذا اتفقوا في جنيف من سينفذ الاتفاق من قبل المعارضة؟. اما الدولة فهي قادرة على تنفيذ الاتفاق على ارض الواقع".

وتحدث "عن 1400 فريق باعتراف الامم المتحدة يقاتل على ارض سوريا، وان صمود النظام كشف عالميا من سيكون البديل، وتحرك الراي العام الاميركي الذي اصبح خائفا من البديل، وان ضرب النظام يخلق حالة من الفوضى في المنطقة".

ولفت فرنجية الى "ان هناك جبهة نصرة في لبنان وهناك قاعدة رغم ان البعض اعترف بوجودها ولو متاخرا"، مشيرا الى "ان لبنان بلد مفتوح وان الوضع الامني اصبح خطيرا جدا وان المعالجة تأخرت كثيرا، هناك مليون لاجىء سوري في لبنان، بينهم خمسون الف مسلح، اضافة الى السلاح الفلسطيني، موجودون منذ بداية الازمة وليس نتيجة ردة فعل على تدخل حزب الله بالقصير، الى السلاح الطائفي المذهبي المحقون في لبنان". واشار الى "اهمية القصير لانها الموقع الاستراتيجي لتسليح المعارضة السورية من لبنان، وهي نقطة ارتكاز للتمون بالسلاح، ومن كان يمد المعارضة بالسلاح هو التضامن الدولي، والشحن الطائفي في لبنان، وان عبارة تدخل حزب الله بالقصير هي منظومة اعلامية كسابقاتها".

وعن الوضع الامني في زغرتا وتصريح اللواء ريفي حول تسليح جبل محسن من زغرتا قال: "منذ شهرين كان ريفي مديرا عاما، واذا كانت لديه هذه المعلومات لماذا بقي صامتا، واذا كنا نرسل سلاحا الى جبل محسن لكنا اعلنا ذلك، لا شيء عندنا نخفيه. طرابلس هي مدينة عربية ومقاومة وعندما لم يجدوا طريقة لتطويعها، قالوا لها هؤلاء شيعة جاؤوا كي يقتلوكم، والامر المسيء جدا اننا بتنا متهمين باننا نداوي الجرحى من ابناء جبل محسن. هل مداواة الجريح اصبح اتهام، وهل المطلوب ذبحهم كي نكون مع المشروع الاخر؟ نقول نحن مع المشروع العربي ولسنا مع المشروع الطائفي".

وفي الشان الحكومي رأى فرنجية انه "من الافضل ان تشكل حكومة، واي خيار سيء سينعكس على الشارع، فلنبقى خلافاتنا في المؤسسات افضل، فالخلاف هو فقط على النظرة الى لبنان وتكوينه، هناك بعض السياسيين لا يتأثرون بالبعض المتهور، وحتى القرار الدولي لديه اناس متهورون، وما يهم اميركا هو مشكل في لبنان، لخلق الفوضى وضرب مشروع المقاومة وتحويل سلاحها الى الداخل". واشار الى ان "تشكيل حكومة من لون واحد سيؤدي الى وضع اسوأ من عدم تشكيلها". لافتا انه في "موضوع التعينات لا السنة ولا الشيعة لديهم مشكلة، اما المسيحيون فلديهم مشكلة كبيرة بسبب انقساماتهم".

وشدد فرنجية على "الثلث الضامن في الحكومة لاننا من دونه لا نستطيع ايقاف اي قرار غير وطني، ونحن لا نقبل بان يقرر احد عنا ويقرر مصيرنا". وكشف ان "حزب الله وحركة امل هما من يفاوضان باسمه في المفاوضات الجارية مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، لانهما تباحثا معنا بالموضوع". واستطرد "اذا سألنا الجنرال عون رأينا فليفاوض باسمنا واذا لم يسألنا كيف لنا ان نفوضه"، نافيا ان تكون هناك قطيعة مع التيار الوطني الحر، مشددا على "العلاقة الجيدة مع شخص العماد عون، نحن معه في تكتل واحد، ونوابنا يشاركون في الاجتماعات لكن كل قراراته نسمعها عبر وسائل الاعلام".

وتابع: "لن اتنازل عن حصة المرده في الحكومة، ولن اعطيها لاحد، التيار الوطني الحر يعتبر البعض حلفاء له، مثل حزب الله وحركة امل، واخرون يعتبرهم من الاتباع ونحن ممكن ان نكون من بينهم، نحن بحياتنا لم نكن اتباعا لاحد، وهذه هي المشكلة، لكني اكن كل التقدير والاحترام لشخص الجنرال عون، نحن حلفاء ونبقى معا وهو يتقدمنا طالما هو في نفس قناعاتنا السياسية".

واعلن فرنجية عن دعمه "وصول الجنرال شامل روكز الى قيادة الجيش"، لافتا الى انه "لو خير بين روكز وقهوجي لاختار روكز، غير ان هناك صعوبة في تأمين الاكثرية لتعيين قائد للجيش. اذا استطاع الجنرال عون تشكيل اكثرية لاي قائد جيش نحن معه. نريد قائد جيش غير متآمر علينا، ونحن نرى بالعماد قهوجي شخصية وطنية غير متآمرة على المقاومة، واعود واكرر اذا كان الخيار بين التمديد للجنرال قهوجي والفراغ او مع قائد جيش متآمر علينا وعلى المقاومة، انا مع الجنرال قهوجي".

ووصف ما اعتبره "قرار سعد الحريري التمديد للعماد قهوجي ومن ثم تراجعه عنه بانه متسرع"، وقال: "الحريري عودنا مذ كان في الرئاسة بل منذ بدء حياته السياسية ان يتسرع، يتكلم، يراجع، فيتراجع". وجاهر فرنجية بصداقته للرئيس ميقاتي الذي "لم يتآمر ضدنا وانا احترمه رغم الضغوط التي مورست عليه بالموضوع السوري". ولفت الى "ان العلاقة مقطوعة مع رئيس الجمهورية الذي تآمر على المقاومة في بعض المرات، السياسة هي التي تجمعنا وهي التي تفرقنا". اما عن موقف بكركي الاخير حول السلاح فقال: "موقف بكركي مبدئي من السلاح في كل لبنان واذا ارادت نزع السلاح من كل لبنان فنحن معها، اما سلاح المقاومة فليجدوا حلا له، واذا تعهدت بكركي باستعادة الارض والتحرير، فلا مشكلة لدينا".

وختم فرنجية الحديث ردا على سؤال عن العلاقة بالنائب وليد جنبلاط فقال "علاقتي مع وليد بك مقطوعة"، معتبرا "ان صدر النظام السوري رحب". اما بالنسبة لعلاقته برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فاجاب: "لا علاقة".
  

السابق
الداود: حذار أن يكون التشكيك في الجيش ممرا لحرب أهلية
التالي
مذكرات وجاهية بتوقيف 5 في أحداث عبرا