جهاد النكاح في رابعة العدوية

عندما يعجز خصمك عن مجارات إنجازاتك، او الوصول إلى القمة التي سبقته إليها لدنو همته، فإنه لا يجد من حيلة للانتقاص من نجاحك سوى السخرية منك او الاستهزاء بتميزك.
ويبدا بطرح شبه كذبة حتى يبتعد الناس عنك، وهذه خصلة من علامات المنافق الذي إذا خاصم فجر.
ومن المؤسف ان ينتشر اختلاق الاكاذيب في الوسط الإعلامي خاصة، وهو منتشر عند الخصومات السياسية عموما، اتعجب عندما يتهم البعض بعض الجماعات الإسلامية كالإخوان مثلا بانهم عملاء لاميركا، وهو يرى بام عينه ويدرك في قرارة نفسه ان هذا الكلام غير صحيح ولا يمت للحقيقة بصلة، واكبر دليل على ذلك الدور الاميركي الحالي في الانقلاب العسكري في مصر، او عندما يتهم الإسلاميين بانهم وصلوا إلى الحكم في مصر عن طريق التزوير والبلطجة، وهو يعلم بانه لم تشهد مصر عبر تاريخها انتخابات نزيهة كما شهدتها في انتخابات مجلس الشعب الاخير وانتخابات الرئاسة.
إن من ابشع صور الفجور في الخصومة عندما يتم مهاجمة الخصم من خلال الطعن في عرضه، ولقد استخدم البعض هذا الاسلوب عندنا عندما اتهم بعض الناشطات السياسيات باوصاف لا تليق عندما تمت الدعوة إلى مبيت المعارضة في ساحة الإرادة اعتراضا على قرارات الحكومة ومراسيم الضرورة.
ووجدنا ذلك هذه الايام عند بعض الإعلاميين والسياسيين في مصر من المؤيدين للانقلاب العسكري، والمعارضين لحكم الرئيس مرسي، فلقد صُدِموا بالملايين التي خرجت إلى الميادين والمعارضة للحكم العسكري، فلم يجد بائعو الضمير من حيلة لتشويه تلك الاعتصامات سوى تلفيق التهم وطرح الشبه، ومن آخرها ما عرف بجهاد النكاح، والذي يزعمون انتشاره بين المعتصمين في ميدان رابعة العدوية من المناصرين للشرعية ولعودة الرئيس مرسي.
يذكرني فعل هؤلاء بمثلهم الاعلى راس المنافقين ابن سلول، والذي دفعته خصومته مع الرسول عليه الصلاة والسلام إلى اتهام الطاهرة العفيفة ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالوقوع بالفاحشة مع احد الصحابة، والحمد لله ان الله تعالى فضح ذلك المنافق وكشف عداوته عندما انزل عزّ و جل براءة ام المؤمنين بآيات تُتلى في القرآن إلى يوم الدين.
اتعجب ممن لم تردعه اخلاق الإسلام ولا مروءة العرب ولا القيم الإنسانية ولا الشرف الإعلامي من ان يتشفى من خصمه من خلال ترديد هذه الشبه والاتهامات.
يا اخي اختلف مع الإخوان والإسلاميين كما شئت، اكرهم فلن يطلبوا محبتك، ولكن كن منصفا في خصومتك، اقرع الحجة بالحجة، وادعم الشبهة بالدليل ولكن لا تكذب او تفتري.
واقول لمن يطعن في اعراض من يختلف معه، إنما هي اخلاقك التي تدل عليك، وكل يعمل ويكتب بحسب تربيته، وكما قال الشاعر :
هي الاخلاق تنبت كالنبات.. إذا سُقيت بماء المكرمات
وحتى لا نجعل الصورة قاتمة تماما فإننا نشكر بعض المنصفين من خصوم التيار الإسلامي والذين يرفضون التخوين، ويشهدون بالحق، وقد استمعت إلى بعض منهم على منصة ميدان رابعة العدوية، عندما قال احدهم انا من اليساريين، لكنني اشهد بان الإسلاميين اثبتوا انهم اكثر الناس التزاما بالديموقراطية من التيارات اليسارية والعلمانية والليبرالية، وكما قيل فإن الحق هو ما شهدت به الاعداء.
ختاما نتمنى الفرج القريب لاهلنا واحبابنا في مصر من خلال عودة الرئيس الشرعي، فالملايين التي تتزايد في الميادين تاييدا للرئيس مرسي، والمحاولات اليائسة من العسكر للبحث عن مخرج للازمة من خلال تنحي الرئيس باءت بالفشل، ومن بين 190 دولة لم يتم الاعتراف بالانقلاب إلا من اربعة دول فقط، فالنصر آت بإذن الله.
ونقول للشعب المصري الكريم اثبتوا فإن ثورتكم إلهام للشعوب العربية المقهورة فلا تفشلوا التجربة.
  

السابق
“الإخوان” يحرقون الجسور والسفن مع الشعب المصري!
التالي
نحو مخرج دولي… إذا توافق لبنان!