في النهاية نظام الأسد لن يدوم!

 سألتُ في بداية اللقاء عن إيران وموقف الرئيس أوباما منها. أجاب المسؤول الرفيع في "إدارة" اميركية ثانية مهمة جداً وعلى علاقة مباشرة بالقرارات وتنفيذها في غير منطقة من العالم: "عندما يلتزم الرئيس أمراً ما يتقيّد به وينفِّذه. وهذا يعني أنه إذا أكد أنه سيوجّه ضربة عسكرية إلى إيران في حال أصرت على أن تصبح نووية عسكرياً فإنه سينفِّذ تأكيده". ثم دار حديث عن وسائل التوصل الى تفاهم بين أميركا وإيران ومنها الحوار حول "النووي" وحول كل القضايا الخلافية بينهما وحول الدور الإيراني في المنطقة. فسأل عن ماهية الدور وحجمه ونوعه. ثم قال ان إيران دولة متهمة برعاية الإرهاب. فقلت: عال ان هناك طريقتين للتعامل معها في هذه الحال. إما ضربها عسكرياً وإما التفاهم معها. وأضفت ان التفاهم مع إيران أو بالأحرى التفاوض معها لن يكون ناجحاً إذا لم تستعمل أميركا أوراقاً صالحة للضغط عليها بها. منها ورقة التفاهم الدولي وتحديداً الأميركي – الروسي – الصيني – الأوروبي. ومنها ورقة الخطر السنّي الأصولي التكفيري عليها. ومنها تشليحها أوراق تمتلكها مثل سوريا الأسد و"حماس" ولبنان "حزب الله". بعد ذلك تناول الحديث الأزمة السورية بالتفصيل. وقال المسؤول الرفيع نفسه من جملة ما قال: "كانت أميركا ابتعدت كثيراً عن الموضوع السوري وتحديداً عن كل ما له علاقة بالسلاح والتسليح. ربما تضطر إلى إعادة النظر في موقفها. كانت ضد أي عمل عسكري في سوريا وضد إقامة منطقة حظر طيران وما شابه. ربما تضطرها الظروف والتطورات الى تغيير موقفها السلبي هذا. كان يجب إجراء عمليات تقويم دورية للسياسة الأميركية حيال سوريا وأوضاعها وتطوراتها وذلك لمعرفة الخطأ والصواب ولتحديد ما يجب القيام به. وذلك يعني عدم تكرار تجربة العراق". ثم خضنا في احتمالات تطور الوضع السوري إلى أن سأل عن الأردن وقال انه يهتز، وأن فيه فساداً وإسلاميين ومشكلات عدة، وأنه في حاجة إلى مساعدات مالية. ثم أشار إلى أن تركيا أعطت آمالاً كثيرة للعرب لكنها لم تكن على قدرها. أما مصر فالتخوُّف من الفوضى فيها كان واضحاً على المسؤول الرفيع نفسه.

ماذا في جعبة مسؤول مهم في "إدارة" أميركية مهمة ثالثة أو ربما تكون الأهم؟

بدأ هو الحديث قائلاً: "لنتكلم عن لبنان. دائماً كان هناك خوف أن الأمور فيه ستفلت، وأنه قد يشهد حرباً داخلية وتحديداً بين سنته والشيعة. لكن الأمور على سوئها لم تصل الى هذا الحد. وسبب ذلك في رأينا هو أن "حزب الله" لا يريد حرباً داخلية تلافياً لأن يخوض حرباً على جبهتين، واحدة داخل سوريا وأخرى في لبنان. وهو أيضاً أن نظام الأسد يهمه استمرار الحزب في الحرب إلى جانبه في الداخل السوري". علّقتُ: ما ذكرته من أسباب قد يكون صحيحاً، لكنها لن تمنع في رأيي حرباً أهلية سنّية – شيعية في مستقبل غير بعيد، وخصوصاً إذا اكتملت ظروفها، وإذا "طرطشت" الحرب في سوريا التي فيها "حزب الله" فريق لبنان وعلى نحو كبير. أولاً دعني ألفتك إلى أمرين. الأول، ان "قتال" الحزب في سوريا يتم في مناطق تعتبر مكملة جغرافياً للبقاع الشمالي. أما في المناطق السورية الأخرى فوجوده القتالي فيها إما رمزي (مقدسات) وإما يقتصر على الخبراء. أما الأمر الثاني، فهو أن "الحزب" متمسك بـ"أجندته" التي هي "أجندة" إيران وسوريا. وهو يرفض الانجرار إلى حرب في لبنان. لكن فريقين يريدان استدراجه اليها هما النظام السوري واعداؤه من الأصوليين السوريين واللبنانيين و"الامميين". في اختصار الحرب مستمرة في سوريا، وربما تؤدي الى تقسيم واقعي (Defacto) إذا انكفأ الأسد إلى مربعه الفئوي جراء عجزه عن الاحتفاظ بدمشق. ردّ: "المعارضة في سوريا تتقدم في بطء. لكنها ستتقدم". ثم سأل: "ماذا تعني بضعف بشار"؟ أجبت: عدم قدرته على الاحتفاظ بدمشق أو بمدن أخرى. وعدم استعداده لأن يُمنى بهزيمة عسكرية كبيرة لانه يحتاج الى جيشه كما هو لحماية مربعه في حال الانكفاء اليه. في اي حال ان حرب سوريا طويلة وفيها طلعات ونزلات كثيرة. علّق: "على كل نحن نقوم بكل ما نستطيع على صعيد المساعدات الانسانية للاجئين. وبدأنا نسمع بمساعدات من نوع آخر للثوار. لكن ما نخشاه هو وصولها إلى أيدي المتطرفين. ولذلك فإننا نبذل كل الجهود اللازمة لتلافي ذلك. طبعاً نعرف في النهاية ان النظام في سوريا لن يدوم. لكننا نفضّل الاستقرار للوصول الى حل متفاوض عليه بين المعارضة وواحد من النظام". سألت: هل يكون الأسد؟

المصدر: صحيفة النهار اللبنانية
 

 

السابق
مسؤولون أميركيون: اسرائيل نفذت ضربات جوية ضد سورية
التالي
الداهية باراك أوباما