زوج رلى تفنن بتعذيبها حتى الموت


لم يخيل لليلى والدة الضحية رلى يعقوب أن تشهد جريمة قتل ابنتها الوحيدة، وأن «يتفنن زوج الضحية بتعذيبها وتعنيفها حتى الوفاة»، رلى (31 عاماً) لا تزال طفلة في نظر والدتها.
«ربيتها برموش عيني ولم أبخل عليها يوماً بأي شيء، فهي ابنتي الوحيدة، حتى أنني أسكنتها وزوجها في منزلي. ورهنت المنزل والمحال التجارية لكي يتمكن كرم البازي من تحسين أحواله المادية. ظننت أن المستقبل قد يبتسم يوماً لابنتي، ولم يخطر ببالي أن كرم يخطط لقتلها».

الرواية رددتها الوالدة المفجوعة بابنتها أمام المعزين والمتضامنين، الذين توافدوا أمس، إلى كنيسة حلبا للروم الأرثوذكس لتقديم واجب العزاء. «الحرقة كبيرة» تقول ليلى. «ماذا سأفعل لآخذ حق ابنتي؟ كيف لي أن أجاوبها عندما تسألني عن بناتها، اللواتي تحملت كل شيء لأجلهن وكانت ترفض الطلاق وتكتم بقلبها التعنيف المستمر من قبل زوجها؟ لم يسمحوا لي برؤية أحفادي الخمسة وهم لم يحضروا جناز والدتهم ولم يشاركونا العزاء، فلقد قام المجرم بتسليمهم فور وقوع الحادثة إلى عائلته».

وتضيف: «الجريمة مدبرة ومخطط لها، فالجاني قام قبل أسبوعين بالتأمين بمبلغ مالي كبير على حياة زوجته، وانتظر ذهابي إلى بيروت لزيارة أختي وقام بفعلته الشنيعة من دون أي سبب، لقد حاولت سابقاً أن أتدخل عندما كان يقوم بضربها لكن ابنتي منعتني خوفاً من الفضيحة، أشكر الله أن والدها متوفى لأنه لم يكن ليتحمل فظاعة الجريمة».

وتتابع: «هناك محاولات للفلفة القضية على أساس أن كل من يعرف زعيماً أو رئيس حزب يمكنه أن يرتكب جريمة ويخرج منها، ولكن ليعلم الجميع أن هذه القضية لن تمر مرور الكرام، ولن نسكت عن جريمة موصوفة ارتكبت بإصرار وتصميم وببرودة دم». وتسأل ميشلين يعقوب (من العائلة) «لماذا كل هذه التباينات في الإفادات وتقارير الأطباء الشرعيين الذين عاينوا الجثة؟ وأين اختفى تقرير الطبيب الذي كشف على رلى لحظة وصولها الى المستشفى، الذي ذكر أن سبب الوفاة هو الضرب المتكرر على الرأس؟ وماذا فعلوا لابنتها البكر غلادس (12 عاماً) حتى تراجعت عن إفادتها وهي التي خرجت إلى الشارع تستنجد بالمارة والجيران لإسعاف أمها؟ وقالت في إفادتها إننا حاولنا الدفاع عن الماما، لكن والدي استمر بضربها وضربنا معها؟ وكيف لفحص الحمض النووي أن يكون جاهزاً خلال ربع ساعة»، مؤكدة «أننا طلبنا فحص الشعر الذي كان مرمياً على الأرض وقيل لنا إن الفحوصات أظهرت أنه لابنتها غلادس».

«صمتت طوال الوقت بالرغم من تعنيفها المستمر نفسياً وجسدياً، بهدف حماية بناتها ولكن ليتها تركته منذ زمن لكانت وفرت على بناتها القهر النفسي الذي سيعانون منه طوال حياتهم بسبب الجريمة التي شاهدوها أمامهم»، تقول خالة الضحية ماري خوري.

تضيف: «كيف ستنسى غلادس، وغبريال، وغريس، وغايل صورة والدتهم، وكيف ستتمكن غلوريا إبنة الستة أشهر من الاعتياد على الحليب الجاهز بعدما فقدت والدتها؟ ومن سيـعوض البنات حنان الأم التي لم تكن تفارقهن أبدا؟».

صراخ الطفلة غلوريا، لا يفارق جارة الضحية التي تحفظت عن ذكر اسمها، «خرجت على صوتها، فالطفلة تريد أن ترضع، ووالدتها مرمية ومدججة بالدماء على الأرض»، نطقت غريس ابنة الأربع سنوات بما عجزوا عن تلقينها إياه وقالت: «البابا ضرب الماما على رأسها وقتلها».

روايات كثيرة يسردها أهالي وعائلة الضحية، الذين استدعوا ليل أمس الأول إلى التحقيق، لأنهم خالفوا قرار النيابة العامة التي طلبت بداية تسليم الجثة إلى عائلتها، ثم عادت عن القرار وطلبت تسليم الجثة إلى عائلة البازي. الأمر الذي أثار غضب عائلة يعقوب التي قامت باقتحام المستشفى، وأخذت الجثة ودفنتها في مدينة حلبا مسقط رأسها.

«لن يتم إغلاق الملف ولن نرضخ لكل الضغوط التي تمارس علينا، تقول عائلة يعقوب بكبيرها وصغيرها. والجريمة يجب إدراجها ضمن جرائم العنف الأسري.

 

السابق
امرأة قد تكون المسؤولة عن تفجير بئر العبد
التالي
ما بين السنة والجيش واقع غير سليم!