“النقد البناء”.. نقد علمي افتراضي

"لأن النقد أب الثورة وجَدّ الحقيقة الأخرى"، لأن مجتمعنا بحاجة الى "الكثير من النقد البنّاء لتخطي التحليل والإلتزام العاطفي…"، لأن "النقد في ذاته حالةٌ رفضية مُعلنة وفاعلة…". قرر جو حمورة انشاء مدونة بحثية علمية نقدية، يطرح من خلالها مواضيع متعددة، ركيزتها النقد والبحث، مدونة "النقد البناء".

البحث عمله اليومي، لم يخطط حمورة يوماً لانشاء مدونة خاصة به، الا أنه، بعد مراقبة العالم الافتراضي واعجابه بالمساحة الافتراضية التي تمنحه اياها المدونة كي يعبر عن نفسه وعن أفكاره، قرر أن ينشئ مدونة في تشرين الثاني 2011، مدونة "النقد البناء".
يشرح حمورة لـ"نهار الشباب" أنه "رأى في المدونة مساحة كي يتدرب على الكتابة، اضافة الى أنها مساحة مهمة كي أعبر من خلالها عن أفكار تتعلّق بالوضع السياسي في لبنان والعالم العربي والعالم". مقالات وبحوث علمية ينشرها حمورة عبر مدونته، التي تتضمن كتابات ومقالات سياسية، اجتماعية، دينية، تاريخية، ثقافية، أدبية…
يكتب في مدونته " النقد أب الثورة وجَدّ الحقيقة الأخرى"، ويشير الى أن "النقد يقدم حقيقة ثانية، وهذه الحقيقة تقدم نقداً دائماً يؤدي الى ثورة..". ويشرح عبر مدونته أن "الحقيقة المطلقة غير موجودة .. لأن كل رأي هو جزءٌ من الحقيقة .. وما النقد إلا رأي آخر في إطار البحث المُستدام عنها، وما أحوج مجتمعنا الى الكثير من النقد البنّاء لتخطي التحليل والإلتزام العاطفي لشتى أمورنا السياسية… النقد بذاته حالةٌ رفضية.."، لذلك اختار حمورة "النقد البناء" اسما لمدونته، يعكس مضموناً نقدياً علمياً. يضع حمورة صورة على المدونة لعلم لبناني ممزق، هذه الصورة، وفق ما شرح لـ"نهار الشباب"، تعبر عن حالة بلده، فـ"لبنان ممزق بين الأطراف السياسيين".
يملك المدون الشاب مجموعة كبيرة من الصور القديمة والنادرة عن لبنان، والمراحل التي مر بها خلال السنوات الماضية، سنوات الحرب الأهلية، صور لسياسييه، فيعمد الى نشرها، ومن خلال هذه المدونة، يسترجع القارئ أيام الحرب اللبنانية، يسترجع صورة السياسيين في تلك المرحلة. صوراً ينشرها جو اضافة الى التدوينات البحثية التي يكتبها بعد اجراء بحث عميق في اي موضوع يختاره.
يشير المدون-الباحث الى أن المقالات العلمية لا تجذب الكثير من القراء، الا أنه يشدد على أهمية "نوعية" المقالات التي ينشرها عبر مدونته، مؤكداً أن الأرقام لا تهمه. ويلفت الى ان القراء يتواصلون معه، ويناقشون افتراضياً الأفكار التي تطرح والبحوث والكتابات التي ينشرها. يكتب بأسلوب علمي – بحثي بعيد من الآراء الشخصية، كما أنه يكتب بالأسلوب الذي يتبع في المقالات الصحافية العادية تتضمن رأيه من دون تحيّز وبموضوعية. يدوّن باللغة العربية، ويحرص على أن يقدم الأفضل لقرائه.
"نقد بناء"، نقد علمي يطرحه المدون جو حمورة، نقد "يضع الاصبع على الجرح"، نقد لا يقف عند حدود "الانتقاد" السطحي بل يتعداها ليكون نقداً يغوص في عمق المشكلة، نقد بناء يطرح المواضيع بشفافية، وببراهين علمية تكشف الواقع، نقد يكتبه جو حمورة في مدونة النقد "البناء".

السابق
الغباء القاتل
التالي
اتحاد بلديات جبل عامل ينظم ورشة تدريبية عنوانها “إدارة الأزمات والكوارث”