الحياة: بري يحسن التشاطر ومفاوضات التأليف تعود الى نقطة الصفر

يتعامل الرئيس المكلف تمام سلام مع الأفكار التي طرحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لتسهيل مهمته في تأليف الحكومة على أنها جديرة بالاهتمام وفيها جوانب لا يجوز تجاهلها وتستدعي الانفتاح عليها، لكنه ينتظر ما سيحمله إليه المعاون السياسي لرئيس المجلس الوزير علي حسن خليل من تفاصيل لتوضيح بعض النقاط لئلا يبقى تفسيرها خاضعاً للاجتهاد من هنا أو من هناك.

اكد زوار الرئيس سلام لصحيفة "الحياة" أنه "يرفض التشكيك بهذه الأفكار أو يسمح لنفسه بإطلاق رصاصة الرحمة عليها، خصوصاً أن الافتراض بأن صاحب هذه الأفكار ينطلق في طرحها للتداول من نيات مبيتة ليس في محله، لكن لا بد من جلاء بعض الجوانب فيها بغية توضيح الأمور لإعادة بناء جسر الثقة الذي يتيح له تكثيف مشاوراته في اتجاه الأطراف الآخرين".

وعلى رغم أن قيادياً بارزاً في 14 آذار يفضل التعامل معها بتحفظ وحذر خشية أن يؤدي فتح الباب أمام الرئيس المكلف للقيام بجولة جديدة من المشاورات إلى "ابتداع" المزيد من العقد، فإنه في المقابل يسأل هل أن الظروف السياسية باتت مواتية للإسراع في ولادة الحكومة العتيدة، وكيف يمكن "صرف" ما طرحه الرئيس بري في عملية التأليف؟".

وسأل القيادي نفسه عن "رد فعل "حزب الله" على إقرار بري بعدم وجود الثلث الضامن في الحكومة وهل يترك للرئيس المكلف أن يتدبر أمره مع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الذي لن يقبل تحت أي اعتبار أن يمثل بأقل من 5 وزراء في حكومة من 24 وزيراً؟ وبالتالي عودة المفاوضات إلى نقطة البداية في حال رفض الحزب أن يفك ارتباطه بحليفه التيار الوطني الحر".

ورأى أنه "لأمر طبيعي أن يترك لكل طرف أن يفاوض وحده مع الرئيس المكلف، لكن عندما يرفض عون المشاركة في الحكومة، فهل ينسحب رفضه على "حزب الله"، خصوصاً في ضوء قول عضو تكتل التغيير النائب إبراهيم كنعان في أول رد فعل على الأفكار التي طرحها بري: "سنحصل على الثلث الضامن بالمفرق إذا ما تعذر علينا ضمانه بالجملة".

واكد أن "بري يحسن التشاطر ويحاول من خلال حصر اختيار الوزراء الشيعة بـ"حزب الله" وحركة "أمل" أن يوحي بأن المشكلة في تأليف الحكومة لم تعد قائمة بين الشيعة والسنة وإنما في مكان آخر وعلى الرئيس المكلف أن يقلع شوكه بيده. ناهيك بأن في الأفكار التي طرحها بري أكثر من قطبة لا بد من معرفة كيف يمكن الوصول من خلالها إلى تفاهم، وأولها هل يعني قوله إسقاط الثلث الضامن أن لديه قراراً يتناغم فيه مع حليفه "حزب الله" ويقضي بأن يشارك التحالف الشيعي في حكومة يرفض عون المشاركة فيها احتجاجاً على أن حصة التمثيل الخاصة بتكتل التغيير ليست وازنة؟".

السابق
النهار: مصادر نيابية: اجتماع لجنة الدفاع بروفة
التالي
السفير: شقراء وضعت متفجرة الضاحية