احمد الاسعد: حجبوا عنا تقريرا طبيا يدحض كلام نصرالله

منسقحزب الانتماء اللبناني


كشف المستشار العام لحزب الانتماء اللبناني احمد الاسعد في حديث لـ"جنوبية " عن عراقيل عدة يضعها حزب الله لاعاقة التحقيق في قضية اغتيال رئيس الهيئة الطلابية في حزب الانتماء الشهيد هاشم السلمان الذي أعدم بدم بارد امام السفارة الايرانية في بيروت ، مشيرا الى ان التحقيق لا يزال في عهدة مخفر قوى الامن الداخلي في الاوزارعي وهو خاضع لنفوذ حزب الله .

وأعلن ان القيمين على التحقيق رفضوا طلبا لاهل الشهيد بالحصول على نسخة من تقرير الطبيب الشرعي والذي يدحض كلام السيد حسن نصر الله عن الجريمة .

وقال الاسعد ردا على سؤال عن الجديد في قضية السلمان : للاسف فان لا دولة في لبنان ولا رجال دولة يصوبون الامور . نحن نعيش في غابة حيث يمسك حزب الله مقاليد الامور والدولة هي مجرد ديكور . في هذه الغابة ثمة اشخاص يتولون مراكز هامة ويريدون الاحتفاظ بها ولو كان الثمن بيع الضمير والوجدان والاخلاق وحس المسؤولية . وطبعا حزب الله هو الذي وظف هؤلاء وهو على ثقة انهم سيكونون مطيعون ينفذون تعليماته . وهنا تبرز فداحة الاخطاء التي ارتكبتها قوى 14 ذار عندما رضيت في محطات حساسة بتعيين هكذا اشخاص ، ولم تبادر الى الضرب على الطاولة والاعتراض .

اضاف : قضية هاشم السلمان تختلف عن كل قضايا الاغتيالات السابقة . كل الناس تعرف من هو القاتل . فهو لم يقتل بعبوة ناسفة مجهولة المصدر حتى يخرج من يقول انه "العدو الصهيوني" . القاتل معروف واسمه حزب الله الذي قتل وعلى عينك يا تاجر . هناك شهود وصور واثباتات وادلة دامغة ، فالشهيد السلمان أعدم بدم بارد ، ومع ذلك يجهلون الفاعل … ولا دولة تحاسب . الكل خاضع للحزب او يخشاه .

وتابع الاسعد : مثال على ذلك لقد طالبنا مع اهل الشهيد ان تتسلم التحقيق في الجريمة جهة قضائية مستقلة كي تتمكن من العمل بحرية ونزاهة فرفضوا ولا يزال الملف في مخفر الاوزاعي . وما ادارك ما مخفر الاوزاعي الخاضع لنفوذ حزب الله . لذا لم يحصل اي تقدم في الموضوع . وكما اعتدنا في لبنان فكل قضية يراد لفلفتها يقال انها قيد التحقيق . وهذا ما حصل في سلسلة الاغتيالات منذ ثلاثين سنة حيث لم يكشف اي تحقيق لبناني الحقيقة.. والانكى من ذلك انه في قضية الشهيد السلمان القاتل معرف ولا احد يجروء على الاقتراب منه .

وقال : ما اود كشفه اليوم اننا تقدمنا مع اهل الشهيد الحصول على نسخة من تقرير الطبيب الشرعي في مستشفى رفيق الحريري ، فرفضت السلطات تلبية طلبنا. والواقع ان هذ التقرير يثبت كيف أعدم هاشم وكم عدد الرصاصات ومن اي مسافة اطلقت عليه النار . والمؤكد انه يدحض ما قاله السيد حسن نصرالله عن ان "هاشم قتل مظلوماط ، والواقع انه قتل عن سابق تصور وتصميم . والمؤكد ايضا ان التقرير الطبي يفضحهم لانهم لم يجدوا طبيبا شرعيا يفبرك تقريرا على مزاجهم .. فاخفوا التقرير لانه يثبت ان شخصا وضع المسدس في بطن الشهيد واطلق النار مرات عدة . وفي كل الاحوال فان المستشفى المذكور خاضع عمليا لسلطة حزب الله ايضا .

لم يتم تعيين قاضي تحقيق في الجريمة . ولا اعتقد ان أحدا يجرؤ على تولي هذه القضية خوفا من سطوة حزب الله . من جهتنا تقدمنا مع أخوة الشهيد بشكوى ضد حزب الله وضد بعض المسؤولين في الدولة ونحن نتابع المسألة ولكن ليس لدينا اوهام ، وانما هي شكوى للتاريخ بانتظار تغير الظروف . فنحن نعتقد ان هذا الوضع لن يستمر ويوما ما سيكون لدينا دولة تحفظ الحقوق وتحقق العدالة .

وعن قراءته تفجير بئر العبد اتعبر الاسعد انه يأتي كردة فعل طبيعية من القوى المعارضة السورية على غزو حزب الله للاراضي السورية ومشاركته في القتال الى جانب النظام الدكتاتوري ضد الشعب السوري . ونحن حذرنا مرارا من حدوث ذلك . اما اتهام الحزب لاسرائيل بهذا الحادث فسخيف. ويثبت مرة أخرى كيف أنه يختبىء خلف اصبعه ويرمي على "شماعة" اسرائيل كل أخطائه بدلا من مواجهتها وتصحيحها. هذا التدخل العسكري في سوريا يخالف جوهر التشيع الذي يرفض الظلم وينصر المظلوم . فكيف يبرر حزب الله ، وهو الذي يزعم ، انه شيعي ، هذا الامر .

اضاف : لقد سبق وهددت المعارضة السورية بالرد ، واخشى ان يكون انفجار بئر العبد ، بداية مسلسل الرد على تورط حزب الله ، بناء على امر ايراني ، في سوريا ، وتوريط لبنان كله في هذه المغامرة .

وردا على سؤال عن التداعيات السلبية لسياسة حزب الله على لبنان قال : على المستوى الاقتصادي كان لبنان يحافظ على حد أدنى من الثقة تتيح له الاستفادة من الاستثمارات الخارجية لتنشيط الاقتصاد . الا ان سلوك حزب الله ، قضى على ذلك نهائيا ، ونشهد اليوم هذا الجمود والشلل الاقتصاديين وانعدام فرص العمل . طبعا حزب الله لا يأبه لذلك لان تمويله مؤمن من ايران ، ومناصروه واعضاؤه يقبضون رواتبهم . اما بقية اللبنانيين ، وخصوصا الشيعة الذين يرفضون نهج الحزب فانهم يعانون الويلات . واذا اضفنا تهديد مصالح المغتربين ، والكثير منهم شيعة ، وخصوصا في دول الخليج فان الكارثة تكتمل فصولا .

وأكد الاسعد ردا على سؤال عن مصير اللبنانيين العاملين في الخليج : اتخوف من ترحيل لبنانيين شيعة من دول الخليج كرد فعل على سياسة حزب الله . لقد اثير هذا الموضوع قبل فترة ولم يعد الاعلام يتناوله في الآونة الاخيرة . ولكن ما نخشاه ان القرار متخذ في الخليج ويتم تحضير آليات تنفيذه . للاسف ثمة صورة سلبية للشيعة في دول الخليج وغيرها بسبب سلوك حزب الله ، الذي خلق شرخا بين الشيعة والاخوان في الطائفة السنية في الدول العربية سيستمر لعشرات السنين . فالمواطن العادي في تلك الدول لا يميز بين ابناء الشيعة وبين عناصر او مناصري حزب الله . كما يجهل ان اكثرية الشيعة اللبنانيين يرفضون نهج وسلوك حزب الله . وهذا ما سينعكس سلبا على الطائفة الشيعية ككل . وما يفاقم الامر ان الحزب نفسه يروج انه يمثل كل الشيعة.

وختم الاسعد : على المستوى السياسي يساهم سلوك حزب الله بشكل رئيسي في عرقلة تشكيل حكومة جديدة لانه لا يرغب بقيام حكومة قد تعارض او تستنكر مغامرته في سوريا . ولن يسهل هذا التشكيل الا اذا اطمئن انها ستكون على شاكلة عدنان منصور ، تنفذ سياسة ايران والنظام السوري .
 

السابق
حزب الله ينعي ويشيع أربعه من عناصره
التالي
ما بعد متفجرة الضاحية: ضرب الاعتدال السنّي