زواج اللبناني بأجنبية

لبنانيون كثر سافروا مع ذويهم الى الخارج في هجرة دائمة، لكنهم تزوجوا لاحقاً بلبنانيات، إما ما عن اقتناع وإما بضغط من الأهل رغبة في ربطهم بوطنهم الأم. أما آخرون، وخصوصاً الذين كانوا يسافرون الى دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، فغالباً ما ارتبطوا بأجنبيات سهلن لهم الاقامة وسبل الحياة اليومية. ومنهم من تزوج بأجنبية في اميركا للحصول على الجنسية. هل هو اقتناع أم مصالح؟ ماذا يقول الشباب اللبنانيون اليوم بعدما تبدلت الاوضاع والظروف؟

على رغم سعي الشاب اللبناني الى الخروج من فكرة "الضوابط الإجتماعية والدينية" التي تفرض شروطاً على حياته الشخصية، لا يزال عدد من الشبان يعيش في صراع بين حياته ما قبل الزواج و"لحظة الجدّ" كما يسميها البعض، أي عندما يختار زوجته. هنا تبدأ سلسلة من الأسئلة تجول في رأسه، ليعود طيف "العقلية الشرقية" يلاحقه فيفكّر مرّتين قبل الزواج بفتاة أجنبية بعيدة من السلوكيات والقيم المحيطة به.
يعتبر بيار سمراني (28 سنة) أن للفتاة الأجنبية "طريقة تفكير غريبة"، الأمر الذي سيشكل حاجزاً ما بين الثنائي. فهو يرفض الزواج بغير لبنانية، ولا يقبل اطلاقاً فكرة الحرية التي تتمتع بها والتي "تتخطى الخطوط الحمر" أحياناً.
يشاطره الرأي فادي رحمة(36 سنة) ويرى أن الفتاة الأجنبية متحررة لدرجة أنها لا تقبل بالشروط التي يفرضها مجتمعنا على الزوجة والأم. "فهي مثلاً تفضّل النوم والإستراحة في غرفتها بدلاً من استقبال الضيوف والأقارب، الأمر الذي لا أستطيع القبول به، ولاسيّما انني من منطقة جبلية معروفة بالكرم وحسن الضيافة".
كارلوس باسيل (25 سنة) يقول: "الفتاة الأجنبية لا يعرف أصلها من فصلها، وأنا لا أرضى بامرأة أقامت علاقة جنسية مع رجل غيري. أنا أقمت علاقات مع أجنبيات لكنني لن أتزوج بهنّ".
وعن موضوع العائلة والأسرة، يعتبر سامر النجار (27 سنة) ان الزوجة الأجنبية ولاسيما الأوروبية يمكن أن "تخرب العيلة" فهي تهتم بنفسها "وما بتحسب حساب لحدا لا لأهل الزوج ولا للأصدفاء". تفعل ما تريد وتهدد بأخذ الأولاد الى بلدها عندما يزعجها أحد. لكن في حال الفتاة اللبنانية، فمن الممكن أن يتدخّل الأهل في حال حصول مشاكل، "فيكلّم الأب الصهر والأم الكنّة وبيمشي الحال". وأنا أتكلم عن تجربة شخصية حصلت مع أحد أفراد عائلتي، كان متزوّجاً بامرأة روسية، سافرت وأخذت أولادها معها ولم تعد".
الزميل فرج عبجي(31 سنة) يقول أن الأجنبية "وجعة راس. المشاكل مع اللبنانيات كثيرة فكيف إذا كانت البنت من برّا؟ فالانسجام والتأقلم مع المجتمع اللبناني أمر ليس سهلاً أبداً".
ويوافق جهاد متّى(29 سنة) عبجي كلامه مضيفاً ان "تربية الأولاد لن تكون سهلة وسيصبحون ضحايا اختلاط عادات ويتشكل لديهم خلل في تكوين هويتهم".
وعلى رغم الرفض القاطع للزواج المختلط لدى بعض الشبان، الا ان بعضهم يعتبر أن الفكرة مقبولة طالما ان الحب موجود والاحترام والثقة المتبادلة متوافرة. وهذا ما أكّده الشاب طارق رعيدي (28 سنة) الذي يقول "الحب لا يعرف جنسية، واذا تم الاتفاق على تفاصيل العيش بين الثنائي قبل الزواج، فلن يكون هناك مشاكل". وشجّع العلاقة الطويلة قبل الزواج "ليتعرف الحبيبان الى بعضهما أكثر بالإضافة الى اقامة الأجنبية في لبنان وعملها فيه، فتقرر بعد التجربة اذا ما أرادت العيش في لبنان أم لا".
ويقول رامي يونس (25 سنة) أنه يفضل الزواج بأوروبية لأنها ببساطة أقرب اليه من اللبنانية ببساطتها وعمق تفكيرها. "الفتاة اللبنانية لديها اهتمامات ساذجة مثل التسوق والموضة ومساحيق التجميل التي لا تهمّ الأجنبية بهذه الدرجة". ويعتبر رامي بيلان (22 سنة) أن ثمة أجنبيات أفضل من اللبنانيات،
أما شربل الحاج (23 سنة) فيصف الفتاة الأجنبية بأنها صريحة وصادقة أكثر من اللبنانية، وهي جريئة بما فيه الكفاية لتقول أنها أقامت علاقات جنسية سابقة، "بس البنت اللبنانية بتعمل العملة وما حدا بيعرف شي". فالعلاقات الجنسية في الغرب أمر طبيعي، وبالنسبة له الأمر سليم أكثر لأن العلاقة الجنسية الخفية فوضويّة ولا تتم عن وعي ونضج.
الزواج ليس "نظرة، فابتسامة، فسلام، فكلام، فموعد فلقاء… ثم زواج"، انما هو اتفاق مبني على علاقة تفاهم بين الشريكين والأسس يجب أن تكون واضحة ومتفقاً عليها قبل "النعم الأبديّة"، أكانت العروس لبنانية أم اجنبية.

السابق
عين سوريّة على ميادين مصر
التالي
حرص خليجي على مصر