حكومة الرئيس تمام سلام العتيدة : لا أحد يريدها

انحسر التفاؤل المصطنع الذي أشيع أول أمس عن اقتراب تشكيل الحكومة الجديدة . وحلت محله مجموعة تساؤلات جدية عما اذا كانت القوى السياسية الرئيسية صادقة في مواقفها المعلنة والمؤيدة للاسراع في التشكيل .
وفي نظرة تحليلية سريعة لهذه المواقف يظهر بالتأكيد أن لا مصلحة لحزب الله بقيام تركيبة سياسية جديدة لا تناسبه من حيث التوجه او السلوك لاسيما وانه المخالف الاول والصريح للاجماع اللبناني الذي تجلى في اعلان بعبدا . أما الرئيس نبيه بري فيتمترس في مجلسه النيابي منازعا ومساجلا مع الرئاسة الثالثة على صلاحيات التشريع عله يستطيع الحلول محلها ، ولكن من دون نجاح حتى الآن . ويبقى العماد ميشال عون في ائتلاف 8 اذار المنحل حديثا ، وغير المأسوف عليه ، فيقاتل على جبهة مسيحية عريضة مزايدا على الجميع في "صحة التمثيل المسيحي " ، ويقارع على جبهة السنة لانتزاع الاعتراف بدوره التمثيلي الحصري، والا فلا حكومة قبل انتهاء الولاية الممدة للمجلس النيابي. وقد قالها عون حرفيا .
في المقابل يجدر ذكر قوى 14 اذار ، ليس لانها موجودة فعليا ، وانما على قاعدة الشيء بالشيء يذكر . واذا ذكر عنوان 8 اذار استدعى ذلك اسم الطرف الخصم . هذه القوى لم تلملم بعد جراح الاقتراح الارثوذكسي وان كانت قد تخلصت من سمومه بجهود الرئيس بري . اما في الموقف من الحكومة فيتصرف الرئيس فؤاد السنيورة ، رئيس تيار المستقبل البديل للرئيس سعد الحريري ، على قاعدة اما حكومة تخرج حزب الله من السلطة واما لا حكومة . والمستقبليون ينتظرون مثل غيرهم تطورا اقليميا ما يبدل في التوازنات ، فاذا تأخر، تمسكوا بشرطهم التعجيزي ، واستراحوا من عبء الحكم في هذا الصيف الحار مناخيا وسياسيا واقليميا . اما حلفاء المستقبل فيسجل غياب تام للقوات اللبنانية التي طالبت بحكومة امر واقع وغابت عن السمع بعد ذلك . اما حزب الكتائب فيحاول التمايز دون جدوى . وييقى المسيحوين المستقلون ومعهم رئيس الجمهورية…فـ" لا حول ولا" ..
وحده النائب وليد جنبلاط مع الرئيس تمام سلام يريد ان تولد الحكومة وحصته فيها محفوظة . ولكن من موقعه التوفيقي لا يريد ان يحرق اصابعه في لعبة النار التي يمارسها حزب الله في سوريا وتاليا في لبنان . ولا يريد أيضا ان يكسر الجرة مع الرئيس الحريري ، استمرارا للنهج الجنبلاطي الشهير بالحفاظ على خط الرجعة .
لا أحد يريد هذه الحكومة، وليذهب البلد الى المجهول … ولا أحد في الواقع يحفظ خط الرجعة للبنان .

السابق
نضال سيجري في ذمة الله
التالي
نضال سورية الضائعة