النهار: انفجار بئر العبد هل يكون أول المسلسل؟ الفراغ يُحاصر الجيش

اجمعت القوى السياسية في الداخل، كما المجتمع الدولي، على التنديد بالانفجار الذي هزّ أمس منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت عرين "حزب الله"، وأوقع 53 جريحا إصاباتهم بسيطة. ويلي الانفجار اطلاق صاروخين في أيار الماضي سقطا في منطقة الشياح مستهدفين المنطقة ذاتها، وسلسلة تهديدات جاءت رداً على مشاركة الحزب في المعارك الدائرة في سوريا. وسواء كان وراءه اسرائيل، التي وجهت إليها اتهامات امس نفتها تل ابيب، أم أحد أفرقاء المعارضة السورية، فان الثابت ان خرقاً أمنياً طاول منطقة الحزب على رغم الاجراءات التي اتخذها في المدة الأخيرة وأوقف بموجبها عدداً من المعارضين السوريين، وأبعد آخرين من المتشددين ينتمون الى "جبهة النصرة" وتنظيم "القاعدة".

واذا كان الانفجار قد أسفر عن أقل خسائر ممكنة، أي دون سقوط ضحايا بشرية، فان التخوف بدأ يسود الأوساط السياسية والأمنية من ان يكون حادث بئر العبد فاتحة سلسلة من الانفجارات والحوادث الأمنية حذر منها وزير الداخلية مروان شربل قبل نحو شهر، وهو ما عبّر عنه الرئيس نبيه بري بقوله "ان ما حصل أكثر من رسالة، وربما بداية لمسلسل تفجيرات متتالية تقض الحياة اليومية للبنانيين".

وقد يزيد وقع الأحداث الفراغ الأمني، بعد السياسي، الذي بدأ يهدد المؤسسة الامنية الأم في لبنان، اي الجيش، مع تعثّر التوصل الى حل يوفر التمديد لقائده العماد جان قهوجي، وتعذر الاتفاق على بديل منه وتعثّر مسيرة التأليف الحكومي، وتقييد حكومة تصريف الاعمال بالصلاحيات. وربطت مصادر هذا الخرق بالفراغ الأمني الناجم أيضاً عن تناقص عدد العناصر المكلفة الرقابة الأمنية في الضاحية بعد دفع الحزب بنحو 5000 مقاتل منه للانخراط في الحرب السورية.

وقال مصدر أمني لـ"النهار" ان التحقيقات الأولية في الانفجار أفضت الى خيوط قوية قد تدل على الجناة المتورطين . وأوضح ان " التحقيقات تجري بشكل مكثف ومشترك بين الأجهزة الأمنية المعنية ، وبالتنسيق مع حزب الله .

ويبلغ وزن العبوة التي وضعت في احدى السيارات في مرأب تابع لمركز التعاون الاسلامي قرابة 35 كيلوغراماً.
وفي معلومات لـ "النهار"من مصادر التحقيق ان العبوة من نوع "سي 4" ويبدو انها وضعت داخل سيارة "كيا" لونها زيتي لم يبق منها شيء سوى محركها وحتى ان رقمها لم يتبيّن بالكشف على الشاسي، وبينت التحقيقات الميدانية ان السيارة كانت مفخخة بالعبوة في داخلها. اما سيارة "نيسان" فهي السيارة التي كانت الاقرب الى السيارة المفخخة.

وأوضحت المعلومات ان الانفجار حصل بعد دقيقتين من ركن السيارة في المرأب وبساعة توقيت، مع استبعاد فرضية ان تكون فجّرت من بعد، نظراً الى وضع المنطقة. ويجري الكشف على الكاميرات الموضوعة في المنطقة لتزويد المراجع المعنية كل المعطيات الميدانية. وتركزت قوة عصف الانفجار في اتجاه المباني الواقعة عند زاوية الموقف مما ادى الى تصدعها الى حد كبير.

في المقابل، نفى وزير الداخلية مروان شربل لـ "النهار" تعرضه لاعتداء، وقال إن الجميع استقبلوه بالقبلات، لكن شاباً خرج من بين الشبان الغاضبين (وهو لم يكن طبيعياً ولا ينتمي الى "حزب الله" او الى حركة "امل")، ورمى أحد العسكريين بعبوة مشروب غازي فما كان من الاخير الا ان أطلق النار في الهواء، مما أدى الى حال من الخوف لدى العسكريين المواكبين له من اعتداء محتمل فأحاطوا به ورافقوه بسرعة الى أحد المباني حيث مكث بعض الوقت مع مواكبة من "حزب الله".

مجلس الأمن
في نيويورك ("النهار")، استعد مجلس الأمن لإصدار بيان صحافي كان متوقعاً في ساعة متقدمة من مساء أمس بتوقيت نيويورك (فجر اليوم بتوقيت بيروت) للتنديد "بأشد العبارات الممكنة" بـ"التفجير الإرهابي" الذي شهدته الضاحية الجنوبية لبيروت. كما باشر مشاورات لإصدار بيان رئاسي اليوم أو غداً يدعم استكمال تنفيذ القرار 1701 ويركّز بصورة خاصة على حماية لبنان من الامتدادات المحتملة للأزمة السورية ومساعدته على استضافة اللاجئين السوريين.
واستمع أعضاء المجلس في جلسة مغلقة الى المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي الذي قدم موجزاً عن الأوضاع الراهنة في لبنان.

وقدمت الولايات المتحدة أيضاً مشروع بيان رئاسي طويلاً يدعو إلى احترام القرارات الدولية 1559 و1680 و1701. ويعبر عن "القلق العميق" من "كل الانتهاكات لسيادة لبنان". وجاء في البيان الذي وضع تحت الإجراء الصامت لاقراره بالإجماع خلال الساعات المقبلة، أنه "فيما يصير اثر الأزمة السورية على استقرار لبنان وأمنه أوضح، يشير مجلس الأمن الى قلقه المتنامي من الزيادة الملحوظة في إطلاق النار عبر الحدود من سوريا في اتجاه لبنان". ويعبر عن "القلق العميق من التطورات الجديدة المتصلة بمشاركة أطراف لبنانيين في القتال داخل سوريا"، داعياً الى إعادة التزام سياسة النأي بالنفس والاتحاد خلف قيادة الرئيس ميشال سليمان. كذلك يحض كل الزعماء اللبنانيين على الانخراط مع رئيس الوزراء المكلف تمام سلام لتأليف الحكومة الجديدة.
  

السابق
إعتداء على وزير الداخلية مروان شربل أثناء تفقده موقع التفجير في الضاحيه
التالي
السفير: الانفجار ـ الرسالة : رد وطني يحتوي الفتنة