انفجار بئر العبد رسالة تخريبية برسم حزب الله؟

هز انفجار كبير قلب المربع الامني السابق لحزب الله في منطقة بئر عبد في الضاحية الجنوبية لبيروت، ناجم عن سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المواد الناسفة . وسمع دويه في كل انحاء الضاحية وبيروت .
تسبب الانفجار بحريق هائل طاول عشرات السيارات المتوقفة في مرآب مركز التعاون الاسلامي وهرعت سيارات الاسعاف والاطفاء الى المكان حيث سجل اصابة 53 شخصا بجروح متفاوتة وحروق

وادى الانفجار الى احتراق عدد من السيارات حيث النيران امتدت من سيارة الى اخرى، وتصاعدت اعمدة الدخان وشوهدت من مناطق مختلفة من العاصمة والضواحي، وخلف حفرة بعمق مترين وقطر 3 امتار، اضرارا مادية كبيرة.
كذلك ادى الانفجار الى تشقق في جدران الابنية في المنطقة وتحطم الزجاج.
. كما ضربت القوى الامنية طوقا حول المنطقة وباشرت تحقيقاتها في الحادث .

وافاد مصدر مطلع ان المعلومات الاولية تشير الى ان الانفجار عشوائي ولا يستهدف اغتيال احد، وانما الهدف ايقاع الضرر في مكان هو الاقل اكتظاظا بالمقارنة مع شارع بئر العبد الرئيسي او الشوارع المحيطة .
وبالنظر الى المنطقة المستهدفة وطبيعة انتمائها السياسي والحزبي فان الانظار توجهت فورا الى حزب الله والى امكانية ان يكون الانفجار رسالة تخريبية له على خلفية مشاركته في معركتي القصير وعبرا ـ لا سيما وان تهديدات عدة بهذا المعنى كانت قد صدرت عن جهات سورية معارضة وغيرها .
ودان رئيس الجمهورية ميشال سليمان الانفجار الذي استهدف منطقة الضاحية الجنوبية اليوم وأوقع اصابات وأحدث اضراراً كبيرة في الممتلكات، معتبراً ان العودة الى هذه الاعمال تعيد التذكير بصفحات سود عاشها اللبنانيون في فترات سابقة وهم يريدون محوها من ذاكرتهم.
وجدد رئيس الجمهورية الدعوة الى التفاهم والحوار بين اللبنانيين وإلتزام اعلان بعبدا والاقلاع عن مثل هذه الاساليب في الرسائل السياسية، مشدداً على وجوب احترام امن المواطنين اللبنانيين مهما بلغت حدّة الخلاف السياسي.
وطلب الرئيس سليمان الى الاجهزة الامنية والقضائية تكثيف تحرياتها من اجل كشف الفاعلين الذين يزرعون الخوف والرعب في نفوس اللبنانيين واحالتهم الى القضاء المختص.
وأدلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بما يأتي: "إن التفجير الارهابي المجرم الذي استهدف الضاحية الجنوبية اليوم، كان بهدف إيقاع الكثير من الموت والدمار لولا تدخل العناية الالهية التي جنبتنا وقوع مجزرة في منطقة كثيفة السكان وأمام مكان تجاري شديد الازدحام.

إننا نوجه عناية الجميع الى أن هدف التفجير الإيقاع بين اللبنانيين، وهو الأمر الذي يستوجب الوعي واليقظة والانتباه، فالضاحية منذ الثمانينات كانت هدفا للجريمة المنظمة والارهاب والتخريب الاسرائيليين، وكذلك هدفا لأسلحة العدو الجوية والبحرية التي دمرت وقتلت خلال حرب تموز. أكرر أن الهدف من هذه الجريمة النكراء هو إيقاع الفتنة بيننا. حذار ثم حذار".

من جهة ثانية، أجرى بري اتصالا بوزير الداخلية مروان شربل مستنكرا ما تعرض له من "فورة غضب غير مبررة على مسؤول يشارك اهلنا غضبهم وحزنهم"، ومعتبرا أن "هذه من اسباب الفوضى المقلقة في الاوضاع الراهنة، وعلى الجميع ان يتحلوا بالوعي والحذر ليس من المتآمرين فحسب، بل من الغوغائيين".

واعلنت فرنسا ادانتها الشديدة لحادث التفجير الذي وقع في بيروت و"كررت التزامها باستقرار لبنان ورفضها للارهاب" كما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب لاليو.
واضاف لاليو في مؤتمر صحافي ان "فرنسا تدعو اللبنانيين كافة الى العمل على تجنب اي تصعيد للعنف والحفاظ على الوحدة الوطنية".

ودانت السفيرة الأميركية لدى لبنان مورا كونيللي بشدة تفجير بئر العبد الذي وقع بشكل مأساوي في بيروت اليوم عشية شهر رمضان المبارك، معربة عن عميق تعاطف الولايات المتحدة وقلقها ازاء الذين جُرحوا او قتلوا في هذا الهجوم.
وأكدت إدانة الولايات المتحدة بأشد العبارات لأي عنف في لبنان، داعية جميع الجهات إلى "ممارسة الهدوء وضبط النفس واحترام أمن واستقرار لبنان، مشجعة الحكومة اللبنانية على "إجراء تحقيق شامل في هذا الحادث".
من جهته، دان مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الانفجار الذي وقع في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية وذهب ضحيته عدد من الجرحى. ووصف الانفجار "بالعمل الإجرامي ومحاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في لبنان للنيل من وحدة أبنائه وسلمهم الأهلي"، ودعا اللبنانيين إلى "الهدوء وضبط النفس وعدم الانجرار إلى الفتنة".
ورأى المفتي قباني "أن انفجار الضاحية هو مؤشر خطير يهدف إلى الدس والوقيعة بين اللبنانيين ويأتي ضمن المؤامرة على لبنان وشعبه".أما وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال فيصل كرامي قال: "الإنفجار الآثم الذي استهدف منطقة بئر العبد في ضاحية بيروت الجنوبية".
واعتبر في بيان "أن اليد التي تعبث بأمن لبنان وأرواح اللبنانيين وأرزاقهم هي واحدة، سواء في الضاحية او في صيدا او في طرابلس أو في بيروت او في أي بقعة لبنانية، وهي يد الغدر والجريمة التي ترتبط سواء بشكل مباشر او غير مباشر بالعدو الاسرائيلي ومشاريع تفتيت لبنان والمنطقة ونشر الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وبين المسلمين بعضهم البعض".
وناشد كرامي القوى السياسية اللبنانية "التعالي على كل الخلافات والكف عن الخطاب التحريضي والمذهبي الذي يشكل استدراجا مباشرا لأعداء لبنان، والاستقواء بالوحدة الوطنية الحقيقية المنزهة عن الاغراض السياسية، لكي ننتصر على هذه الجريمة التي اراد فاعلوها ان تكون عيدية مسمومة عشية شهر رمضان الكريم".
واستنكر جعجع الانفجار في الضاحية فقال: لا أمن للبنان الا بتطبيق سياسة "النأي بالنفس" بكل حذافيرها

وأعلن وزير الصحة العامة علي حسن خليل، أن عدد الاصابات جراء الانفجار الارهابي الذي استهدف منطقة بئر العبد بلغ 53 إصابة نقلوا الى مستشفيات المنطقة، غادر منهم 41 إصاباتهم طفيفة، فيما بقي 12 لتلقي العلاج وجروحهم غير خطرة.
وقد أوعز الوزير خليل الى جميع المستشفيات تقديم العناية الفضلى للمصابين الذين ستتكفل وزارة الصحة بتغطية كامل نفقات العلاج لهم، مشيرا الى ان اصاباتهم طفيفة.
وكان الوزير خليل تفقد مكان الانفجار وجال على المستشفيات واطمأن الى الجرحى ودان "الجريمة التي استهدفت الناس وامن الوطن"، داعيا الى "الابتعاد عن رمي الاتهامات".


السابق
درس من مصر
التالي
لنحرر الاسرى الفلسطينيين