سلام: لا تقدم ولم اتسلم شيئا من 8 آذار

اشاد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بالدور الوطني الكبير الذي يقوم به الجيش اللبناني في منع الفتنة ووأد الاضطرابات والتوترات الامنية حفاظاً على السلم الاهلي واستقرار المواطنين وامنهم.

واذ ثمن التضحيات الجسام التي يقدمها الجيش الى حدّ استشهاد ضباط وعناصر غدراً من المسلحين ومرتكبي الفتن والمجازر، فإنه شدد على ان المطالبة بالمحاسبة على اخطاء تقع تحت وطأة المواجهات يجب الا تتم موازاتها في المحاسبة مع الدور الوطني للجيش وان لا تتحول حملة سياسية تستهدف دوره الوطني الذي يعترف له به الجميع ويلجأون اليه عند استشعارهم باشتداد وطأة الوضع، في وقت ينتشر ضباطه وعناصره في كل المناطق وعلى الحدود دفاعاً عن السيادة وحفاظاً على الامن في الداخل.

ودعا رئيس الجمهورية الى ترك هذه الاخطاء المرتكبة من قبل افراد الى آلية محاسبة يقوم بها الجيش نفسه ويتخذ التدابير اللازمة في شأنها على المستويين القضائي والعسكري.

وفي نشاطه، عرض الرئيس سليمان مع الرئيس المكلف تمام سلام للأوضاع ولمسار المشاورات والاتصالات التي يقوم بها بهدف تشكيل الحكومة الجديدة.وبعد اللقاء دار بين سلام والصحافيين الحوار الآتي:

* هناك اجواء تشير الى بعض الحلحلة، فهل لا زلتم غير محددين لفترة زمنية لتأليف الحكومة؟

– احب اولا ان اتوجه الى جميع اللبنانيين، والى اخواني المسلمين خصوصا، بالتهنئة بقدوم شهر رمضان المبارك علينا جميعاً، وهو شهر الصوم والعبادة والحكمة والتعقّل.ونتمنى ان تشمل اجواؤه الجميع كي نتمكن من الاستفادة من المزيد من الرحمة والهدوء اللذين ينعكسان على بلدنا ومستلزماته، خصوصا في هذه المرحلة على تشكيل الحكومة اي ملء فراغ السلطة التنفيذية.نحن نسعى ونتواصل من اجل ذلك لكن، بصريح العبارة، ليس هناك من تقدم بعد، وهذا لن يمنعنا من مواصلة السعي.قلت في مناسبات سابقة ان لهذا الأمر حدوده لأن الاستحقاق يبقى امانة لدي، وربما اخذ هذا الأمر وقتاً.وسبق وذكرت انني لن اطيل به وليست رغبتي ان انتظر او ان ادع البلد ينتظر.إن شاء الله يحمل هذا الشهر الفضيل الخير لنا ولالتزاماتنا كما لمستلزمات البلد كافة.

وردا على سؤال قال: طبعا لكل شيء حدود وللصبر حدود، ان شاء الله ان لا ينفذ صبر البلد وليس صبري انا.اشعر ان المواطنين باتوا تواقين اكثر فأكثر الى حكومة ترعى شؤونهم وتشعرهم ان هناك مرجعية في البلد على مستوى السلطة التنفيذية، موجودة وتقوم بما يترتب عليها من مسؤوليات.

* يقال ان فريق 8 آذار لم يسلمكم بعد ايّاً من الأسماء، فهل صحيح هذا الأمر؟

– صحيح، فانا حتى اللحظة لم استلم من احد الاسماء.كانت هنالك بعض الاقتراحات من هنا او هناك في بداية التأليف، لكن بالنسبة الى الأسماء لم استلم من قوى 8 آذار حتى الآن اي شيء.

* هل ينتظرون تصوركم لشكل الحكومة قبل ان يسلموا الأسماء؟ وهل هناك شروط أسقِطت…؟

– هذا جزء من كل، والموضوع الذي اتحدث عنه هو انه ليس هناك من تقدم حتى هذه اللحظة لأن هنالك مجموعة من الامور، وليس الوضع متوقفا على امر واحد محصور بالأسماء او الحقائب.انا كنت واضحا منذ البداية ولا زلت على مواقفي ومن ابرزها السعي الى تشكيل حكومة يشارك فيها الجميع لكن ان لا تكون تحت خطر التعطيل او تحت هاجس عدم التوافق، بقدر ما تكون تحت هاجس التوافق.وقلت في وقتها ان من جملة العناصر الأساسية المداورة في الحقائب، وآمل ضمن هذه الاجواء ان ينتج امرٌ مفيد.لكن الى اللحظة ليس هناك من تقدم.

* هناك من توقّع اعتذاركم قريباً…

– تحدثت قبل قليل عن موضوع الانتظار حيث ان الانتظار والاعتذار ربما يعاكسان بعضهما بعض.قلت انني لست مع الانتظار، والاعتذار هو احد الخيارات ولكني لم اقل، في اي لحظة، انني انوي الاعتذار.وفي الوقت عينه انا واقعي وموضوعي، وقلت هناك انتظار، هناك اعتذار وهناك تشكيل حكومة حيادية، وهناك تشكيل حكومة تشارك فيها القوى السياسية…هنالك هذه الخيارات وهي ليست بخافية على احد.ان شاء الله في وقت غير بعيد نتمكن من اتخاذ خيار مفيد للوطن.

* هناك من يعزو التعثر في تشكيل الحكومة الى انتظار عملية التموضع الجديدة للعماد ميشال عون.ماذا تقولون؟

– موضوع القوى السياسية ومشاركتها وتموضعها السياسي لا بد ان يكون له تأثيره بشكل او بآخر لكن ليس هو الأساس في موضوع تشكيل الحكومة.فالقوى السياسية تتصرف حسبما ترى في مواقفها فائدة لها او فائدة لوجودها او لمكانتها.لكننا نفتش، طيلة الوقت، عن الفائدة التي تعود الى البلد والى كل لبنان من خلال تشكيل حكومة في وقت قريب.

وعن موقفه من الثلث المعطل والدور الذي يضطلع به النائب وليد جنبلاط، قال: ان موقفي من الثلث المعطل لا زلت عليه، اما بالنسبة الى وليد بك فأنتم تعرفون انه كان له منذ البداية دورا محوريا وربما دورا فاصلا في عملية التكليف والمضي في المساعدة على التأليف.وان الحرص على التواصل معه امر اعتني به واقدر الجهود التي يبذلها.

واطلع رئيس الجمهورية من كل من وزيري الطاقة والعدل في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل وشكيب قرطباوي على عمل وزارة كل منهما في هذه المرحلة وعلى عدد من المواضيع الملحة التي تحتاج الى اصدار قرارات ومراسيم في شأنها من مجلس الوزراء كموضوع التنقيب عن الغاز والنفط.

واستقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي اطلعه على الاتصالات الجارية مع الجهات السورية في شأن الساتر الترابي في منطقة القاع اضافة الى موضوع الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها الجيش في اليومين الاخيرين.

وزار بعبدا سفير سلوفينيا المعتمد لدى لبنان ميلان يازبيتش حيث تم عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين.  

السابق
فايز غصن: إذا استمرت التفرقة والشرذمة فستجعل لبنان في مهب رياح الفتنة
التالي
الهراوي: سليمان متمسك بالحوار وبتشكيل الحكومة لحل الازمة