المواقف المسيحية تتوحد ضد السلاح … وحزب الله قلق

 أعاد الظهور الصوتي للشيخ احمد الاسير تحريك الشارع السني المناوىء لحزب الله وان بنسب متفاوتة بين المناطق . ودفع القوى السياسية الى مزيد من تصعيد النبرة حيال سلاح الحزب المسؤول عن تفريخ "ظاهرة الاسير " وفقا للرئيس فؤاد السنيورة . وبانتظار "عراضة" 14 اذار يوم الاحد المقبل ، برزت زيارة موفد بكركي الى عاصمة الجنوب ، والتي رغم مراعاتها على التوزان الصيداوي ، فانها عبرت عن استياء بطريركي ماورني من تفلت السلاح غير الشرعي ، كترجمة للمواقف الاخيرة للبطريرك بشارة الراعي ومجلس المطارنة المنتقدة والرافضة لسلاح حزب الله وكل سلاح آخر .

الحزب الذي رأى نفسه ، على لسان السيد نواف الموسوي ، غير معني بالتحذيرات البطريركية ، باعتبار ان سلاحه مشرعن في البيان الوزاري ، ينظر بضيق واستياء الى هذه النبرة المسيحية المستجدة حيال سلاحه ، وقد اعاد تذكير من يهمه الامر ، ان تورطه في سوريا "دفاعي واستباقي" منعا لوصول "التكفيريين " الى لبنان . ومع ذلك فان المعضلة التي تؤرق الحزب هي مدى التناغم والتكامل بين اعادة تموضع العماد ميشال عون وبين موقف الكنيسة ، معطوفا على موقف سابق لرئيس الجمهورية حين جرد حزب الله من شرعيته عندما اعتبره خارجا عن اجماع اعلان بعبدا .
 
اعتدءات مناصري الاسير الغاضبين بحق بعض وسائل الاعلام لاقت الاستهجان والاستنكار ، الا انها بينت ، مرة جديدة ، حجم الاحتقان الموجود في بعض "الشوارع" اللبنانية ، بسبب المواقف المتشجنة هنا وهناك ، وايضا بفعل التحريض المكشوف او التخبيص الذي يمارسه بعض الاعلام . لقد وقع هذا البعض في شر اعماله .      
 
الاوساط السياسية لا تزال تنتظر الخطوة التالية للعماد عون يستكمل فيها اعادة تموضعه من خلال لقاء مرتقب مع الرئيس المكلف تمام سلام قد يحقق اختراقا ما في الجدار الحكومي المسدود . وفي الانتظار تتواصل المساعي الصامتة لانقاذ مجلس النواب من الدخول في الكوما على غرار سنوات ما بعد حرب تموز 2006 التي تقترب ذكراها السابعة. ويجري العمل على صيغة ترضي الرئيس نبيه بري بعدم حصر جدول اعمال جلسة 16 الجاري ببند التمديد لقائد الجيش ، وتقنع المعترضين فيرفعون مقاطعتهم . الا ان اكثر من قطبة مخفية تتربص بهذه المساعي أبرزها التلويح بشمول اللواء اشرف ريفي بالتمديد المقترح .
 
الحقيقة ان الطبقة السياسية تختلق ذرائع مختلفة لهدر الوقت تعبيرا عن عجزها المزمن في تغيير حرف واحد في المعادلات المرسومة في الخارج .

 

السابق
المرشد العام لجماعة لإخوان بمصر يطالب بإعادة مرسي لمنصبه
التالي
مصر: الانقلاب واحتمالات ما بعده!