سامي الجميل: التوتر في المنطقة فرصة لبناء لبنان على أسس جديدة

أقامت إذاعة "صوت لبنان" 100.3 – 100.5، عشاءها السنوي في فندق "هيلتون حبتور"، في حضور ممثل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المستقيلة وزير الاعلام وليد الداعوق، ممثل رئيس مجلس النواب الدكتور علي حمدان، رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل وعقيلته جويس، ممثل الرئيس المكلف تمام سلام نافذ قواص، ممثل البطريرك الماروني الخوري عبده ابو كسم، الوزير غازي العريضي، منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وحشد من النواب الحاليين والوزراء والنواب السابقين ووجوه ثقافية وفنية واعلامية، وأسرة اذاعة "صوت لبنان".

بعد النشيد الوطني، افتتح العشاء الممثل ميشال أبو سليمان، وأدت فرقة "ما في متلو" مقاطع مختارة من مسرحيتها، وقدمت الاحتفال الاعلامية مجدلا خطار.

وتخلل العشاء كلمة لجوزف ابو خليل الذي تحدث عن الانطلاقة الأولى للاذاعة عام 1958 وأهميتها في المفاصل التاريخية التي مر بها لبنان.

ثم كانت كلمة للمدير العام للاذاعة سام منسى الذي أثنى على الجهود التي يبذلها فريق العمل، مؤكدا أن الإذاعة "ليست حيادية وانما موضوعية، وهذه رسالتها وأهميتها، وهي أول من بدأ بتطبيق مبدأ الاعلام الشفاف".

وفي الختام كانت كلمة للاعلامية نوال ليشع عبود عرضت فيها للمحطات الاساسية التي مرت بها الاذاعة، وأعلنت عن باقة من البرامج الجديدة تطل اعتبارا من الأسبوع المقبل.

سامي الجميل
ثم كانت كلمة للنائب الجميل الذي وصف رسالة "صوت لبنان" بأنها "الحقيقة والموضوعية التي يا للاسف، بدأت تفقد من لبنان"، معتبرا أن "أهمية صوت لبنان هي أنها تحافظ على صدقيتها على الرغم من ارتباطها الوثيق بحزب الكتائب، الا ان الحزب يترك لها الحرية المطلقة والصدقية من اجل المحافظة على كل الجمهور اللبناني المستهدف".

وشدد على أن "صوت لبنان اذاعة لكل الناس ولكل شخص لديه رأي يريد التعبير عنه بطريقة حرة، ولبنان بحاجة الى إذاعة يطل عليها كل السياسيين والاحزاب والفئات والطوائف من دون اي استثناء، ونفتخر ان صوت لبنان فتحت ابوابها للجميع".

ولفت الى أن "دور صوت لبنان كبير في الرقابة لأننا في لبنان فقدنا السلطات الرقابية منذ زمن، والاعلام فقط يمكنه ان يكون السلطة الرابعة التي تحاسب وتراقب وتتابع"، داعيا جميع الصحافيين "إذا اكتشفوا خطأ او فضيحة الى ألا يتوقفوا، بل أن يطرحوا هذا الخطأ كل يوم الى حين الوصول الى جواب".

وقال: "لدى الاعلام مسؤولية كبيرة في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به لبنان، لانه في خلال هذا الظرف الامني لا شك ان الاخبار لها دور اساسي في تجييش الناس واطلاق الاشاعات وتوتير الشعب وهجرته او بقائه، فكل وسيلة اعلامية بامكانها الوصول الى كل شخص في لبنان من خلال هاتفه، واضافة الى قول الحقيقة يجب ان ننتبه الى عدم بث الخبر إلا بعد التأكد من صحته".

وفي الشأن السياسي، حذر الجميل من ان "لبنان يمر في فترة صعبة جدا، فكل شخص يتعاطى الوضع السياسي على طريقته، وكل الذين يراهنون على التحالفات الاقليمية ويجرون لبنان الى اتفاقات او احلاف في المنطقة، عادة نقوم بهذه الاشياء مع بلدان افضل منا، لكن لم أجد في هذه البلدان ما يميزها عن لبنان. لماذا يتطلع اللبنانيون الى الخارج؟ أليس هناك ما يستأهل؟ في لبنان تداول للسلطة وانتخاب رئيس للجمهورية كل ست سنوات، وتتبدل الحكومات بطريقة ديموقراطية. في لبنان حرية اعلامية وأهم الصحف في العالم، الانسان في لبنان يولد حرا، إذا نريد التمثل بمن؟ بدول لا تعتمد تداول السلطة او الحرية الاعلامية؟ هل بدل أن نحصن ما نملك نقوم بتدميره؟"

ودعا "الجميع الى المحافظة على لبنان كما يجب، وتحييده، وأن نفكر في كيفية تطويره وتحسينه. وللقيام بذلك هناك ملفان اساسيان: الاقتصاد والسياسة".

وقال: "الملف الامني أساسي، إذ دونه لا اقتصاد، وما دام هناك من لديه لذة حمل السلاح في لبنان والاستقواء على الآخر، فبالتأكيد لن يفكر أحد في الاستثمار في لبنان، وبالتالي لا توظيف واستثمار، وفي النهاية تتوقف الدورة الاقتصادية".

واعتبر الجميل أن "الامن هو الباب لتحريك الاقتصاد وتطوير المجتمع، وغيابه يجعلنا نفقد الرؤية الى المستقبل. والعنصر الاساسي لإنقاذ لبنان هو تجريده من كل سلاح، السلاح الشيعي والسني والمسيحي والدرزي، إن كان لبنانيا او غير لبناني".

وأشار الى أن "الاقتصاد لا يبنى الا اذا توافرت المقومات الاساسية التالية: اولا وقف الفساد في الدولة، وما نوفره يتم صرفه على البنية التحتية لكي نتمكن من التطور على مختلف المستويات، وثانيا إعطاء كل انسان القدرة على الاستثمار في لبنان".

وأكد أن "لبنان يمكنه استعادة عافيته، وهو في حاجة فقط الى أشخاص يؤمنون به ويحبونه أكثر من الطائفة ومن الحزب ومن الذات في بعض الاوقات، لبنان في حاجة الى أشخاص يعتبرون أن مصلحة البلد فوق كل اعتبار. ويجب أن نؤمن بأننا أقرب من بعضنا البعض أكثر من الخارج، وانه لا يمكن مقارنة لبنان بالبلدان الاخرى، وان لبنان لا يمكن ان يكون جزءا من احلاف اقليمية".

وأشار الى أن "التوتر في المنطقة هو فرصة لبناء البلد على أسس جديدة وطبيعية مبنية على مصالحة حقيقية بين اللبنانيين، وان نتطلع الى المستقبل انطلاقا من نظام سياسي جديد وتطلع جديد الى مستقبل العلاقة بين اللبنانيين تكون مبنية على الاحترام المتبادل والاعتراف بالاختلاف".

ولفت الى أن "أمام لبنان حلا من اثنين: إما القيام بخطوة انقاذية قبل تأزم الامور وإما بعدها، ان نطور البلد قبل المشكل او بعده. نحن مع ان نطور بلدنا اليوم لانه اذا لم نضع خطة استثنائية فلدى الشعب الللبناني دور كبير يجب ان يلعبه".

وتخوف من "استمرار منطق الغاء الآخر في لبنان"، داعيا الى "التفتيش عن حلول تنقذ لبنان من الازمة التي يتخبط فيها".
  

السابق
الاسد: الغرب ارسل مجموعات ارهابية تكفيرية الى سوريا للتخلص منها
التالي
ابي رميا: وثيقة التفاهم مع حزب الله تبقى المدماك الاساسي للعلاقة