الجميل من مجدليون: لا امن واستقرار الا بالعودة الى كنف الدولة

زار رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل النائب بهية الحريري في دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مجدليون يرافقه نائب رئيس الحزب سجعان القزي، حيث عقد اجتماع دام اكثر من ساعة شارك فيه مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ومنسق عام تيار "المستقبل" في الجنوب الدكتور ناصر حمود ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ورئيس بلدية عبرا المهندس وليد مشنتف. وتم التشاور في ظروف وتداعيات أحداث عبرا والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

بعد الاجتماع قام الرئيس الجميل بمشاركة الحريري والحضور بتوقيع عريضة حملة "بيكفي خوف" التي اطلقتها مجموعة من ناشطي المجتمع المدني الشباب من صيدا على اثر الأحداث الأخيرة.

وتحدث الرئيس الجميل الى الصحافيين، فقال: "من واجب اي مواطن لبناني من اي منطقة ان يتضامن في هذا الظرف بالذات مع ابناء صيدا بعد هذه المعاناة التي تعرضوا لها وعاشوها خلال الأيام الأخيرة، وزيارة هذا البيت هي زيارة طبيعية لأننا نعتبره بيت اللبنانيين جمبعا، ولا ننسى انه بيت الشهيد رفيق الحريري الذي منه انطلقت شرارة ثورة الأرز والمرحلة الجديدة التي نعيشها، وكذلك الأمر، الدور الذي تلعبه السيدة بهية على الصعيد الوطني وكلنا نقدر الجهود التي بذلتها في الآونة الأخيرة حتى تعالج هذه الأزمة الخانقة التي تعرضت لها صيدا والمنطقة وتصرفت بكل شجاعة وحكمة ودراية ومحبة لكل الناس، من جهة تعمل على وقف هذا النزف ومن جهة ثانية تبلسم الجرح وتكون الى جانب هذا الانسان اللبناني الذي كان يتألم في هذه الفترة بسبب الأحداث التي مرت بها صيدا".

اضاف: "لا ننسى في هذه المناسبة الشيخ سعد الذي ايضا حيث هو في الخارج يتابع يوميات الأحداث في صيدا وهو الى جانب اهل صيدا في هذه المرحلة بالذات حتى نتعاون سويا لتجاوز هذه المحنة وتعود الأمور الى مجراها ونبلسم هذا الجرح ونهتم بهذا الانسان الذي يعذب، سواء الجريح الذي في المستشفى او الذي تهجر من بيته او الذي خرب بيته حتى يعود الى بيته في اسرع وقت ممكن، فهذه مأساة كبيرة ونحن جميعا نطلب ان نبقى الى جانب صيدا في هذه المرحلة بالذات".

وتابع: "نحن موجودون على هذه الأرض الطيبة التي هي ارض اللقاء الوطني الكبير حيث لا مسلم ولا مسيحي، كلنا في هذه المدينة نشعر اننا أخوة وهذا امر مهم جدا. المسلم والمسيحي يتعاونان معا في هذه المنطقة وفي هذه الأرض التي هي نموذجية على الصعيد اللبناني ككل، وايضا هذا يطمئننا اكثر ويساعدنا حتى ننظر الى المستقبل بتفاؤل اكثر وبتشبث بحقنا وبمستقبل لبنان الموحد الحر السيد المستقل المسالم ويكون هو رسالة للعالم ونموذجا لهذا العيش المشترك. نحن فخورون بهذا الأمر وهذا البيت بالذات هو رمز لهذا اللقاء الوطني ونحن نفتخر به".

وعلى الصعيد السياسي، اعتبر الرئيس الجميل "ان ما حصل في صيدا يجب ان يوعينا لمسؤولياتنا، وعندما نقول ان ليس امامنا الا العودة الى كنف الدولة وان لا يكون هناك الا الدولة واجهزتها الرسمية من جيش وقوى امن وغيرهم من المسؤولين عن مصير المواطن والأمن والاستقرار والانماء وعن طمأنة كل الناس. ما حصل في صيدا دليل جديد وقاطع ان لا حل ولا امن ولا استقرار ولا سلام الا بالعودة الى كنف الدولة التي تتحمل مسؤوليتها تجاه المواطنين ولا يكون هناك الا سلاح الدولة، السلاح الشرعي الذي يحمي كل الناس ونتخلص نهائيا من كل هذه البؤر الخارجة عن سلطة الدولة".

اضاف: "العبرة التي اخذناها من احداث صيدا هي ان لا مجال الا بالتخلص من كل البؤر الأمنية بأي صيغة او صفة كانت او لأي مرجع كانت. هذه البؤر الأمنية تتناقض مع مفهوم السيادة اللبنانية ومفهوم المواطنية الحقيقية، لذلك نحن بأمس الحاجة الى خطة وطنية والى لقاء وطني واسع لنعالج هذا الأمر ونتخلص من كل ما هو خارج عن اطار الشرعية وما هو على حساب السيادة الوطنية وهذا شيء يؤسس لحروب دائمة. فاذا كنا نريد السلام والاستقرار وطي احداث صيدا الأليمة، فالحل هو بالعودة الى كنف الدولة".

وختم: "شكرا للسيدة بهية على كل الجهود التي تبذلها، ونحن الى جانبها ويدنا في يدها لمعالجة ذيول هذه الأحداث فتكون نموذجا لتفادي ومعالجة اي اشكال شبيه بما حصل في صيدا".

وردا على سؤال عن زيارة السفير السعودي للنائب ميشال عون، قال الرئيس الجميل: "هذا موضوع يسمونه تكتكة سياسية لا نتوقف عنده. يهمنا ان تستوعب كل القيادات اللبنانية مسؤوليتها الوطنية وان يكون لديها الحس الوطني فلا ننظر الا الى السيادة والمصلحة اللبنانية. كل هذه التكتكات السياسية هي على حساب مصلحة الوطن وأمن وطمأنينة المواطنين، وبقدر ما نتخلص من كل التأثيرات الخارجية بقدر ما نعود لنرفع شعار لبنان أولا، هذا الشعار رفعه الشيخ سعد ومنذ البداية كنا ملتزمين به وهو لخلاص الجميع. علينا ان نكون منفتحين على الجميع، نعم منفتحون على كل الناس وعلى كل الدول شرط ان لا يكون ذلك على الاطلاق على حساب المصلحة الوطنية".

وسئل الجميل عن التطورات في مصر وانعكاسها على لبنان، فقال: "هي رسالة قوية جدا يجب ان نتعظ منها، ان هذه الأحزاب الأحادية التي قد تتسلل من خلال الديموقراطية لا يمكن ان تؤدي الى تحقيق المصلحة الوطنية. فما حصل في مصر يجب ان نتعظ منه وان نمارس الديموقراطية الحقيقية، ونتجنب الدعوات المتزمتة والمتطرفة لتيارات ترفض الآخرين. اذا كانت لا تحترم الآخر ولا تقبل بان تشاركه وان تكون هناك شراكة حقيقية على صعيد الوطن لا يمكن ان يستقر الوضع. ففي مصر هناك فريق حاول ان يستأثر بالسلطة على حساب الأفرقاء ألآخرين وحاول ان يلغي الآخر وهذا ادى الى هذه الثورة المضادة التي حصلت في مصر بالأمس، وهذه يجب ان تكون عبرة للجميع وللبنانيين بالذات وان نتخذ العبرة منها بأن لا احد في النهاية يستطيع ان يلغي الآخر، والاستقرار الحقيقي ومصلحة الجميع بما فيها مصلحة هؤلاء الذين يحاولون ان يستأثروا بالسلطة، مصلحتهم في ان يعودوا الى منطق الشراكة الحقيقية، والشراكة تقتضي احترام الآخر وان نبني معا وطنا يكون حاضنا للجميع يطمئن له الجميع ويعطي لكل ذي حق حقه، وبهذه الطريقة نخلق السلام الللبناني الحقيقي الذي نطمح اليه".

وعن تشكيل الحكومة، قال: "نحن نريد ان تتألف الحكومة منذ الامس قبل اليوم، نحن الى جانب دولة الرئيس المكلف ومع الاسراع في تشكيل حكومته. اعرف ان هناك بعض الصعوبات يجب ان نتجاوزها. وبرأيي، وقلت للرئيس المكلف ان علينا ان نتجاوز منطق الأعداد والأرقام والحسابات الضيقة، وفي هذه المرحلة يجب ان ننظر الى المصلحة الوطنية ككل ولا تكون حسابات انانية وانما وطنية، ولو ان البعض منا اضطر ان يضحي، علينا ان نسهل مهمة دولة الرئيس المكلف ليشكل حكومة. البلد اليوم في وضع دقيق جدا، هناك استحقاقات خارجية وداخلية وربما هناك عواصف اتية من الخارج ، يجب ان نحصن ساحتنا الداخلية وهذا يكون بتشكيل حكومة قادرة في بأسرع وقت ممكن لتواجه كل هذه المخاطر المحدقة بالبلد".
  

السابق
حرب من المصيطبة : لحكومة أكفياء يتمتعون بثقة الناس
التالي
قبلان:المسلمون في حاجة ماسة الى اصلاح اوضاعهم