هل يتـحول عون بيضة القبان في المعادلة السـياسية؟

كشفت أوساط واسعة الاطلاع لـ"المركزية" ان كوادر في التيار الوطني الحر تعد جدولاً يتضمن ملاحظات ومآخذ حول العلاقة بين التيار وحلفائه بعدما تخطت بعض القضايا حدود التباين في وجهات النظر ولامست الخلاف الحاد من دون ان تؤدي الوساطات التي باتت شبه مشلولة الى اعادة وصل ما انقطع بين مكونات قوى 8 آذار التي بات لكل منها أجندته وتطلعاته ولم تعد تجمعها سوى النظرة الاستراتيجية للمشروع الوطني بعدما سقطت وحدة الموقف.

وقالت الاوساط ان جردة الحساب "العونية" تتضمن عودة الى الوراء بكل المحطات السياسية والأمنية ومعادلات الأخذ والعطاء، وقد سجل أكثر من مسؤول في التيار مآخذه على مدى الغوص في تقديم تنازلات وتضحيات أكلت في الكثير من الأحيان من رصيد التيار في الشارع المسيحي لم يحصل تكتل التغيير والإصلاح في مقابلها على ما يعزز موقعه. واعتبرت ان كل المقاعد الوزارية والنيابية التي حصل عليها التيار لم تكن الا نتاج سياسة العماد عون ومناوراته الذكية ولا يمننا احد بمقعد وزاري او نيابي. ودعا المسؤولون الى اعادة النظر في التحالفات التكتيكية المتصلة بالعمل اليومي وليس بالتحالف الاستراتيجي.

واشارت الأوساط الى ان الحال المستجدة في التيار تعززت في ضوء مشاركة حزب الله في حوادث سوريا التي أحرجت الحليف المسيحي وخلقت نقمة على مستوى الشارع المسيحي عجز العماد عون عن احتوائها. وكان التيار في كل محطة يدفع الثمن من دون ان يحصّل اي مكاسب سياسية، وتجلى الانزعاج العوني بوضوح وفق الاوساط بتأكيد زعيم التيار ان احدا لا يقرر عنه او يمون عليه.

واعتبرت الاوساط ان العماد عون يعيد دراسة خياراته التكتيكية ويتجه الى مواقف اكثر استقلالية وتمايزا عن حلفائه في 8 اذار لا سيما بعدما انقطعت اللقاءات المباشرة بين الحلفاء الاربعة عون والرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية والسيد حسن نصر الله. وخفت الى درجة كبيرة حركة الموفدين الذين لطالما عملوا على ترميم جسور التواصل في حين كسرها امس اتصال مسؤول الامن والارتباط في حزب الله وفيق صفا بالعماد عون الذي لم يدم اكثر من بضع دقائق.

وتوقفت الاوساط عند اهمية توجيه العماد عون الدعوة الى السفير السعودي في هذه المرحلة بالذات معتبرة انها تشكل تحولا واضحا في التوجهات العونية، وتؤسس لمرحلة يمكن البناء عليها لاحقا حيث يلعب فيها العماد عون دور بيضة القبان في اللعبة السياسية الداخلية، بعدما اثبت عبر مواقفه الاخيرة قدرة على لعب هذا الدور "المستقل" وامكان الاسهام في تفعيل الدولة ومؤسساتها، بدءا من تشكيل الحكومة وعقد طاولة الحوار والرهان يكبر كل يوم، وفق الاوساط، على هذا الدور لكسر حال الاصطفاف واعادة خلط الاوراق على المسرح اللبناني الداخلي.  

السابق
مصر: مروحيات حربية تحلّق فوق قصر الاتحادية في وسط القاهرة
التالي
السعودية تسعى الى علاقة مباشرة مع عون من دون وسطاء