جنبلاط: تدمير سجلات حمص لتحويل الاكثرية أقلية

اعرب رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، في حديثه الاسبوعي لصحيفة "الأنباء" الصادرة عن الحزب، لذلك، عن استغرابه واستهجانه "لصمت المجتمع الدولي حيال ما يجري في سوريا، ووقوفه مكتوف الأيدي إزاء الانتهاك اليومي لسجل حقوق الانسان التي لطالما إدّعى حمايتها وصونها، وأيضاً إزاء المساعي الحثيثة التي ترمي إلى تقسيم سوريا وشرذمتها مع ما سيتركه ذلك من تداعيات كبيرة على الشرق الأوسط والمنطقة العربيّة برمتها، وسيؤسس لفوضى إقليميّة وحروب ونزاعات طائفيّة ومذهبيّة".
ورأى ان "سياسة الانكفاء الدولي لم تعد خياراً لأن تكلفتها باتت مرتفعة ومرتفعة جداً وهي أدّت وتؤدّي إلى إستمرار النزيف اليومي والى خيانة طموحات الشعب السوري وهو الذي ناضل سلميّاً طوال شهور مطالباً بحقوقه المشروعة في الحرية والكرامة والديمقراطية والعيش الكريم والتخلص من نظام الاستبداد والقتل، فكان أن جوبه بالحديد والنار والرصاص والقذائف والقصف والتدمير والتهجير والاعتقال والقتل. فإلى متى؟".
وإذ اشار الى "تسجيل المجتمع الدولي لأعلى مستوى من التخاذل غير المسبوق حيال الأزمة السوريّة التي تزّف كل يوم نبأ إستشهاد المئات في مجازر موصوفة يمارسها النظام"، لفت الى ان "هذا المجتمع إعتاد كذلك التغاضي عن أمور فائقة الأهميّة مثلما يجري في مدينة حمص التي يبدو أنها بمثابة المعركة الفاصلة وستشكل منعطفاً مستقبليّاً على أكثر من صعيد".
وقال انه "بالاضافة إلى القصف المركز والقتل المنهجي لأبناء المدينة وسكانها، ها هو يدمر السجلات العقارية في حمص التي تشكل وثائقها مرجعاً تاريخياً لملاكي المنطقة بحيث يساهم تلف هذه المستندات الهامة في إستكمال المخطط الأساسي الذي رسمه النظام وينطلق من خلال تحويل الأكثرية إلى أقليّة وذلك عبر العديد من الخطوات وفي مقدمها القتل والتهجير إلى دول الجوار الذين أصبحوا بالملايين".
واعتبر ان "خطوة إحراق السجلات العقاريّة ستتيح إستبدال الملكيّات بأخرى لمنتمين إلى مذاهب أخرى بما يسهّل عمليّة التواصل المذهبي والسياسي بين الساحل ودمشق"، لافتا الى ان "مجازر البيضا وبانياس وسواهما وضعت من المناطق السوريّة لتأمين شكل من أشكال الانسيابيّة الجغرافيّة بين مناطق معيّنة وخلق واقع ديموغرافي جديد وإحاطة المدن الكبرى بمجمعات سكنيّة من غير سكانها الأصليين، فيما يبدو أنه مقدمة لاستيراد مجموعات بشرية متجانسة غير سورية من داخل وخارج سورية بهدف محو كل أثر عن الواقع السكاني الاساسي".

السابق
إخوان مصر بين الخيار التركي والكارثة الجزائرية
التالي
كيري بعد لقائه لافروف: المحادثات مع روسيا بشأن سورية احرزت تقدماً