صباحو يا وطن

صباح الخير يا وطن… المذيعون والمذيعات على الشاشات في ختام نشرتهم يتمنون لنا ليلة هادئة… مش انو ليلة صاخبة وسهرة عامرة حتى الفجر لأ… صار الهدوء أمنية في هذا الزمن القبيح والمشوه مثل مسخ عجيب شبيه بمصاصي الدماء، يصول ويجول ويزرع الموت في المدن والمناطق. كان الوطن في الأيام المنصرمة يتخبط تلفزيونياً بين الموت والحياة. "سبلاش" واطفال يمارسون "الشك" مقابل آخرين يغدرون بحماة الوطن ويستبيحون الدم… "آراب آيدول" يتوج المشترك الفلسطيني الغزاوي محمد عساف، مفجراً الفرح في المدن والمخيمات الفلسطينية التي سهرت حتى الفجر رقصاً وفرحاً مقابل اقفال طرقات واشعال الدواليب في بعض المناطق اللبنانية من قبل مسلحين يريدون فقط الفوضى وفرض الرأي على الآخر.

"موركس دور" في بث حي يوزع الجوائز ونجوم من لبنان وسوريا ومصر ضيوف سهرة الفرح وحب الحياة مقابل مجموعة توزع الرصاص والقذائف العشوائية مهددة البشر ومهدمة الحجر… السباق عنيف ومتهور بين ثقافة الحياة وثقافة الموت، فرح للاحتفالات، وحزن في تشييع شهداء الوطن المغدورين… مطرب أتته الدعوة فترك كل الملذات الدنيوية وترهب للصلاة ومطرب تاب عن الفن الحرام فحمل السلاح… ونحن يا وطن مش ناقصنا تطرّف "ويللي شايفينو عند غيرنا" ما بدنا ياه عندنا… ربنا سبحانه وتعالى لم يوكل احدا بالقتل لا بالسيف ولا بالنار… ربنا محبة وتواضع وتسامح ولم يكلف كائنا من كان ممارسة القتل والحرق والتدمير. كثر انتقدوا الشاشات لأنها لم توقف برامجها الحية المتزامنة مع الموت والدم، لكن التمسك بالحياة لا يكون فقط بالحداد عليها وما عدا ذلك عيب… فهذا الوطن اعتاد كل المحن وبقي متمسكاً بالأمل. وبالنهاية "لقلبكم" خبرية: الجيش سيرسل فرقته الموسيقية للقبض على المطرب التائب!  

السابق
ليدي غاغا بعد العملية
التالي
ميامو الكهرباء قطعوا مدخل المؤسسة الغربي بالاطارات المشتعلة