اللواء: عون: أولويات بري وحزب الله ليست بناء الدولة

يذهب الرئيس نبيه بري لترؤس الجلسة النيابية اليوم، فإذا تأمّن النصاب يطرح على الجلسة جدول الأعمال، وإذا لم يتأمّن، وهذا هو المرجح، يرفع الجلسة ويغادر، بعد أن يكون قد أدى قسطه للعلى.

وما أن الاتصالات رطّبت أجواء التبلك الذي سبق وأعقب المؤتمر الصحافي للرئيس بري، فإن المجلس النيابي يبدأ ولايته الممددة ضمن خريطة جديدة للتحالفات، ليس أقله إعادة تموضع كتلة "الاصلاح والتغيير" التي يترأسها النائب ميشال عون وعددها 19 نائباً، بعد تموضع كتلتي "المردة" وطلال أرسلان اللتين قررتا حضور الجلسة إلى جانب كتل "التنمية والتحرير" والوفاء للمقاومة وكتلة وليد جنبلاط، ليصبح عدد النواب الذين سيتوافدون إلى الجلسة بين 45 و47 نائباً، في حين كانت حسابات عين التينة تتأرجح بين 64 و66 نائباً في حال شاركت كتلة عون، لكن الموقف الذي أعلنه ليلاً من أنه لن يشارك لا هو ولا كتلته، مع أن الجلسة هي شرعية ودستورية، قد أطاح بالجلسة.

أما على الصعيد الميداني فقد أفادت آخر المعلومات أن منطقة مسجد بلال بن رباح عادت منطقة تخضع لاجراءات عسكرية، مع أن الجيش سلم المسجد إلى دار الفتوى في صيدا وتم تعيين إمام جديد له، وترددت أصداء عمليات قنص وتوتر على محور البقار – جبل محسن في طرابلس.

وعلى صعيد الاتصالات الديبلوماسية، وفيما يصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد غد الأربعاء إلى بيروت، في زيارة تستمر ثلاثة أيام تكتسب أهميتها بالظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، سواء بعد اشتباكات عبرا ومحيط مخيم عين الحلوة، ولجوء اللاجئين السوريين إلى لبنان.

وصل مساعد وزير الخارجية الأميركية وليم بيرنز إلى بيروت على رأس وفد، في زيارة أعلن عنها مسبقاً واستهلها بلقاء النائب جنبلاط، ثم عقد اجتماعاً مع الرئيس فؤاد السنيورة في حضور النائب نهاد المشنوق والوزير السابق محمد شطح، للوقوف على وجهة نظر الحزب الاشتراكي وتيار "المستقبل" من التطورات التي تشهدها الساحتين اللبنانية والسورية.

ولم يشأ بيرنز الإدلاء بأي تصريح بعد اللقائين، مرجئاً ذلك إلى المؤتمر الصحفي الذي سيعقد في مطار بيروت في الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم، وبعد أن يستكمل لقاءاته في بيروت مع الرؤساء الثلاثة.

وعلم ان الدبلوماسي الأميركي أكد لمن التقاهم أمس دعم واشنطن لرئيس الجمهورية في تعاطيه مع الأزمة السورية، وتأييدها لسياسة النأي بالنفس، معرباً عن استيائه لمشاركة "حزب الله" في القتال في سوريا.
وفهم ان جانباً كبيراً من أسئلته تركز على وضع اللاجئين السوريين، واعداً بزيادة المساعدات الأميركية لهم. وأشار بيرنز الي احياء عملية السلام في الشرق الأوسط والجهود الأميركية في هذا الصدد، لكن المسؤولين اللبنانيين الذين التقوه، لمسوا المخاوف الأميركية من تمدد الأزمة السورية إلى لبنان.

وكان الرئيسان ميشال سليمان ونجيب ميقاتي عادا بعد الظهر من الدوحة التي توجهوا إليها صباحاً لتهنئة أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بتوليه منصبه كأمير للبلاد.

ونقل بيان المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية عن الأمير تميم قوله أن الوجود اللبناني في قطر مصان، وأن اللبنانيين في قطر هم بين اهلهم وهم يلتزمون قوانين دولة قطر ويحترمونها.

ولم يُحدث اللقاء الذي جمع الرئيس سليمان بالرئيس المكلف تمام سلام السبت، أي اختراق في مسألة تأليف الحكومة، من دون أن يطرأ أي جديد، فلا تشكيل ولا أسماء، باستثناء المزيد من التشاور، والحرص من قبل الرئيس المكلف على ضرورة تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد.

وبدا أن إشارة عون ليل أمس إلى أن عملية التأليف "غير مقلعة"، زادت من قناعة المراقبين، بأن ثمة معادلة جديدة بدأت تتحكم بالبلاد، وهي معادلة المجلس النيابي مقابل الحكومة، بمعنى أن لا جلسات لمجلس النواب من دون تأليف حكومة، ولا تسيير للمؤسسات بشكل طبيعي أو التشريع بغياب حكومة أصيلة.

ولوحظ أن قطبي الخلاف على الجلسة النيابية، أي الرئيس برّي والرئيس ميقاتي، حرصا على إبقاء الجدل في إطاره الدستوري، بعيداً عن اعطائه أي ابعاد مذهبية.. وعلمت "اللواء" أن الرئيس ميقاتي اتصل بالرئيس برّي، بعد انتهاء مؤتمره الصحفي امس الأوّل، وهنأه على موقفه بأن المشكلة بينهما دستورية وليست مذهبية أو طائفية، مؤكداً له بأنه حتى اذا كان هناك تباين في وجهات النظر فهذا لا يفسّد في الود قضية بينهما.
وأكدت مصادره أن الخلاف حول الجلسة هو على القوانين التي يرغب مجلس النواب باقرارها، مشيرة إلى ان التوصّل إلى تسوية معينة ممكنة اذا تمّ الاتفاق على بنود محددة، لأن التوسع في البنود ضمن جدول الأعمال هو الذي أدى إلى المشكلة.

ومع أن الحل ممكن بصدور مرسوم فتح دورة استثنائية، بحسب رغبة الرئيس سليمان، الا أن ميقاتي يرفض أن تكون الدورة مفتوحة.

في المقابل، أكدت مصادر مقربة من الرئيس برّي انه سينزل اليوم إلى ساحة النجمة والتصرف على أساس ان الجلسة قائمة، فان تأمن النصاب تطرح بنود جدول الأعمال على النقاش، وفي حال لم يكتمل النصاب يكون قد قام بما يتوجّب عليه، وعلى الجميع ساعتئذ تحمل المسؤولية.
وأوضحت المصادر أن الرئيس برّي ليس هو من تفرّد بوضع جدول الأعمال حتى يعترض عليه البعض، بل إن هذا الأمر حصل الأربعاء الفائت خلال اجتماع هيئة مكتب المجلس في عين التينة.

وإذ رأت مصادر نيابية أن جلسة اليوم، هي بحكم المؤجلة لعدم إمكانية تأمين النصاب القانوني، فان مصادر أخرى أكدت أن الاتصالات تكثفت أمس وستستمر اليوم في سبيل تأمين النصاب، من دون استبعاد حصول ذلك من خلال حضور نواب عون الجلسة ومغادرتها لحظة طرح اقتراح قانون رفع سن التقاعد للقيادات العسكرية.

لكن عون أعلن ليلاً لتلفزيون الجديد أن نواب "التيار الوطني الحر" سيقاطعون الجلسة اعتراضاً على جدول الأعمال وليس على عقدها، معتبراً أن الجلسة شرعية، لكنها قد تكون غير ميثاقية، في حال غاب عنها النواب السنّة، مشيراً إلى أن كلام برّي في مؤتمره الصحفي لم يقنعه، خصوصاً لجهة حجب المشروع الارثوذكسي عن جدول الأعمال، مكرراً رفضه لبند التمديد لقائد الجيش، واصفاً اياه "بالصفقة السياسية".

وكشف عون عن انه يتجه إلى إعادة نظر بتحالفاته السياسية القائمة، خارج التحالف الاستراتيجي، مشيراً إلى أن أولويات الرئيس برّي و"حزب الله" ليست بناء الدولة، لكنه لم يشأ الدخول في جدل حول الموضوع، وسأل النائب سليمان فرنجية، عمّا إذا كان مثل والده، فهل الإبن "يَنشُر" والده في الصحف؟  

السابق
الأنوار: عون ينضم الى مقاطعي الجلسة النيابية اليوم
التالي
الشرق: بري: الجلسة قائمة والمجلس في عقد استثنائي وكامل الصلاحيات