السفير: بري وميقاتي لا يتنازلان لعنة الفراغ تصيب المجلس

أصابت لعنة الفراغ والاحتقان المذهبي المتصاعد الجلسة التشريعية المقررة اليوم، حيث من المتوقع ان تفتقر الى النصاب الضروري لالتئامها، مع قرار نواب "14 آذار" والعماد ميشال عون بعدم المشاركة فيها، كلٌ لحساباته.
وإذا كان الاشتباك حول الجلسة مغلفاً بقشرة دستورية، إلا أن جوهره يتصل باعتبارات من نوع آخر، إذ تقاطع قوى "14 آذار" الجلسة تحت شعار "الدفاع عن صلاحيات الرئاستين الاولى والثالثة في مواجهة الرئاسة الثانية"، بينما يقاطع "الجنرال" رفضاً لبند التمديد لقائد الجيش.

أما الرئيس نبيه بري فقد قال لـ"السفير" إن الجلسة التشريعية قائمة في موعدها اليوم، "ولن أغير حرفاً واحداً في جدول أعمالها". وأضاف: سأنزل الى المجلس بشكل طبيعي لترؤس الجلسة، فإذا وجدت أن نصابها غير مكتمل، سأرفعها الى موعد آخر.
وعما إذا كان سيستمر بالجلسة إذا توافر فيها النصاب العددي وافتقرت الى النصاب الميثاقي، في حال غياب مكوّن اساسي عنها، قال: هذه جلسة تشريعية لمناقشة قوانين عادية، وفي هذه الحالة، فإن الشرط الميثاقي ليس إلزامياً لانعقادها.

ورداً على سؤال حول مصير الجلسة إذا تأمن نصابها، وغاب عنها رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي، أجاب: المجلس النيابي يصبح سيد نفسه حُكماً في لحظة انعقاده، وعندها بإمكانه أن يقوم بواجباته التشريعية، بمعزل عن أي أمر آخر.
إلا أن الرئيس نجيب ميقاتي أبلغ "السفير" ليلاً أنه على ثقة في أن الرئيس بري ليس من النوع الذي يتخطى الثوابت الوطنية والميثاقية، "وبالتالي لا يمكن أن يمضي في عقد جلسة عامة إذا افتقرت الى النصاب او إذا غاب عنها رئيس الحكومة او أي مكوّن لبناني رئيسي".

وإذ أكد ميقاتي حرصه على العلاقة الثنائية مع بري، أثنى على مبادرة رئيس المجلس الى وضع التباين الحاصل حول الجلسة التشريعية في قالب دستوري. ولفت الانتباه إلى أن اعتراضه على انعقاد الجلسة "ينطلق من قاعدة أنه لا يجوز أن نأتي الى جلسة تكون فيها السلطة التشريعية مكتملة والسلطة التنفيذية مشلولة بفعل وجود حكومة مستقيلة". وتابع: انطلاقاً من هذا الواقع واستناداً الى رأي هيئة الاستشارات والتشريع، طرحت على الرئيس بري حصر جدول الأعمال في ما هو ضروري وعدم التوسع فيه.
وأوضح انه يعتقد شخصياً أن مجلس النواب ينعقد حكماً، في ظل وجود حكومة مستقيلة، ولا يحتاج بالضرورة الى صدور مرسوم دورة استثنائية.

في هذه الأثناء، أكد رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون في مقابلة مع محطة "الجديد"، ليل أمس أن "الجلسة التشريعية اليوم شرعية، لكنني سأقاطعها بسبب جدول الأعمال".

ورأى عون أنه "عند التمديد لقائد الجيش، لن تعود لدى العديد من الضباط حوافز للتقدم أكثر". وأشار إلى أن "قائد فوج المغاوير في الجيش اللبناني العميد الركن شامل روكز لديه سيرة ذاتية، وعند تعيين قائد الجيش يمكن النظر في سيرته الذاتية وسيرة غيره فاذا كان هو الأفضل يستحق عندها تولي قيادة الجيش، ولكن لا احد يجب أن يقول إنه "صهر" العماد عون، وأتحدى أن يكون اسم شامل روكز قد ورد على لساني أمام أحد". ووصف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بأنه معتوه وفاقد لعقله.

الفيصل: "حزب الله" عدونا
أما على خط التأليف الحكومي، فإن الشلل لا يزال يصيب مفاصل هذا الملف، بعدما أخفقت زيارة الوزير وائل أبو فاعور الى السعودية في كسر الحلقة المفرغة.
وبينما قال الرئيس المكلف تمام سلام لـ"السفير" إن "الموقف الرسمي السعودي الذي تبلغته، هو عدم التدخل في تشكيل الحكومة وتركه لحكمة اللبنانيين"، نُقل عن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قوله لإحدى الشخصيات اللبنانية التي التقته مؤخراً: إذا كنا لا نصنف إيران دولة عدوة فإن "حزب الله" أصبح عدونا بعد تدخله العسكري في سوريا.

وإزاء الانسداد المستمر في أفق التأليف، يبدو أن سلام بدأ يعطي إشارات متزايدة الى احتمال ذهابه نحو خيار حكومة الأمر الواقع، لا سيما أنه بات يشعر بشيء من التخلي عنه في منتصف الطريق. وفي سياق متصل، أبلغت مصادر واسعة الإطلاع "السفير" أن سلام أبلغ رئيس الجمهورية أنه بات ضرورياً نقل النقاش من مرحلة النسب والثلث المعطل الى مرحلة الأسماء، "وقد حان الوقت كي تزودني الأطـــراف المعنـــية بأسماء مرشحيها للتوزير".
  

السابق
النهار: المجلس الممدد لنفسه يبدأ بـدعسة ناقصة
التالي
المستقبل: مجلس التعاون يدين مجددا تدخل حزب الله في سوريا