اختفاء الاسير يتحول الى لغز والجلسه التشريعيه في مهب “التطيير”

فيما نددت الولايات المتحدة بالهجمات المستمرة التي ينفذها نظام الرئيس السوري بشار الأسد على حمص ودمشق، ودعت المجتمع الدولي لأن يوضح له أن عليه وقف ذلك، مطالبة حزب الله وغيره من المقاتلين الذين تدعمهم إيران إلى مغادرة سوريا فوراً،  وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قرابة الثالثة والنصف بعد ظهر أمس آتياً من بغداد، يرافقه وفد أميركي على متن طائرة عسكرية أميركية، واستقبلته في المطار السفيرة الأميركية لدى لبنان مورا كونيللي، وسط تدابير أمنية مشددة.

وبدأ بيرنز سلسلةاجتماعات مع المسؤولين اللبنانيين فالتقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في منزله في بيروت ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس ميشال سليمان اليوم على أن يتحدد اللقاء مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في ضوء مصير الجلسة العامة للمجلس. ويختتم بيرنز زيارته لبنان اليوم بمؤتمر صحافي يعقده في الثالثة والنصف في المطار.

الجلسه التشريعيه

وحول أزمة الجلسة التشريعية المقررة اليوم،فمن المتوقع ان تفتقر الى النصاب الضروري لالتئامها، مع قرار نواب «14 آذار» والعماد ميشال عون بعدم المشاركة فيها، كلٌ لحساباته.

وإذا كان الاشتباك حول الجلسة مغلفاً بقشرة دستورية، إلا أن جوهره يتصل باعتبارات من نوع آخر، إذ تقاطع قوى «14 آذار» الجلسة تحت شعار «الدفاع عن صلاحيات الرئاستين الاولى والثالثة في مواجهة الرئاسة الثانية»، بينما يقاطع «الجنرال» رفضاً لبند التمديد لقائد الجيش.

أما الرئيس نبيه بري فقد قال لـ«السفير» إن الجلسة التشريعية قائمة في موعدها اليوم، «ولن أغير حرفاً واحداً في جدول أعمالها». وأضاف: سأنزل الى المجلس بشكل طبيعي لترؤس الجلسة، فإذا وجدت أن نصابها غير مكتمل، سأرفعها الى موعد آخر.

وعما إذا كان سيستمر بالجلسة إذا توافر فيها النصاب العددي وافتقرت الى النصاب الميثاقي، في حال غياب مكوّن اساسي عنها، قال: هذه جلسة تشريعية لمناقشة قوانين عادية، وفي هذه الحالة، فإن الشرط الميثاقي ليس إلزامياً لانعقادها.

ورداً على سؤال حول مصير الجلسة إذا تأمن نصابها، وغاب عنها رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي، أجاب: المجلس النيابي يصبح سيد نفسه حُكماً في لحظة انعقاده، وعندها بإمكانه أن يقوم بواجباته التشريعية، بمعزل عن أي أمر آخر.

إلا أن الرئيس نجيب ميقاتي أبلغ «السفير» ليلاً أنه على ثقة في أن الرئيس بري ليس من النوع الذي يتخطى الثوابت الوطنية والميثاقية، «وبالتالي لا يمكن أن يمضي في عقد جلسة عامة إذا افتقرت الى النصاب او إذا غاب عنها رئيس الحكومة او أي مكوّن لبناني رئيسي».

صيدا وهاجس الاسير

ما زال هاجس الشيخ احمد الاسيرولغز اختفائه يؤرق بالل اعدائه ويثير حماسة مريديه وقد عاشت صيدا أمس على وقع الإشاعات عن توقيفات يقوم بها الجيش اللبناني على خلفية قضية ملاحقة الشيخ أحمد الأسير وأتباعه، في وقت بدأت ورشة كبيرة لتنظيف شوارع عبرا وطرقها التي كانت مسرحاً لاشتباكات عنيفة الأحد الماضي. وأمر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر بتسليم المباني الأربعة في داخل المجمع الأمني للشيخ الأسير إلى أصحابها، كما سلم مسجد بلال بن رباح إلى دار الفتوى، بعدما انتهت الأدلة الجنائية من رفع البصمات وإنهاء التحقيقات الميدانية.

ولم يتبين بعد مصير الشيخ الأسير نفسه، وسط إشاعات عن مكان تواجده، غير أن مصادر رسمية تؤكد أنه حتى انتهاء العمليات العسكرية مساء الإثنين الماضي ضبط له اتصال عبارة عن رسالة لجماعته عن أن «حي التعمير خذلنا في المعركة»، في وقت تؤكد المعلومات أن فضل شاكر وشقيق الأسير أمجد الفارين لا يزالان في منطقة صيدا. ولا تزال هناك ثلاث جثث لقتلى سقطوا في الاشتباكات في مستشفى قصب لم يجر التعرف إلى أصحابها.

وكان زوج شقيقة زوجة الشيخ الأسير الثانية طلب من السلطات اللبنانية تسهيل سفرها إلى الدنمارك حيث تقيم شقيقتها، مؤكداً أن زوجة الأسير تحمل الأوراق التي تخولها دخول الدنمارك.

وكانت لافتة رفعت على دوار صيدا – الهلالية للإشادة بقتيل لـ «حزب الله» يدعى محمد فايز صالح كان سقط في معارك عبرا أثارت امس مواقف مستنكرة، فجرت اتصالات جرى التجاوب معها وإزالة اللافتة.

غصن مع التمديد لقائد الجيش

وبرز أمس موقف لافتل وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن، اذ أعرب عن قلقه من حملة التشكيك التي تطال الجيش اللبناني، ناصحا المشككين بالتوقف لأن الندم لا ينفع، معربا عن إعتقاده بأن "الأيام المقبلة صعبة، وقيادة الجيش الحالية أدرى بشعاب البلد، لذا التمديد لقائد الجيش أفضل".

وعن موضوع تسليح الجيش اللبناني، قال الوزير إن الحكومة أمنت مشروع التسليح لخمس سنوات، "لكن المبلغ المطروح (مليار وستمئة مليون دولار) لا يكفي أبداً، أمام الجيش مهمات كبيرة جداً". ولا يقول الوزير جديداً إذا أكد أن "الجيش يجد مع المسلحين الذين يحاربونه أسلحة أكثر تطوراً من تلك التي في حوزته".

وأكد غصن أن الدول التي أعلنت أنها ستموّل الجيش لم تدفع إلا أجزاءً بسيطة لا تذكر. ويشير غصن إلى أنه كان منتظراً أن يعقد الاتحاد الأوروبي مؤتمراً دولياً الشهر المقبل في بيروت لدعم الجيش بمبلغ 4 مليارات و400 مليون يورو، "لكن الأحداث أجّلته".

وعن رأيه في مواقف رئيس الجمهورية الأخيرة من سوريا؟ قال غصن: لا تعليق.

السابق
2 > 1 مرسي بعد حسني
التالي
هل بدأ الربيع السوري يزهر حروبا طائفية