أسيريات أسيرة الخِرْج الوهابي

الرياح الخماسينية التي تضرب بلادنا في الربيع يبدو أنها استطابت الإقامة هذا العام واتخذت قرارها بأن تستمرّ في أيام الصيف وربما تتعداها الى خريف وشتاء مقبلين فالحرائق التي نفثها ابو لهب السعودي ستستمرّ لتأكل الاخضر واليابس. الاخضر تكفّلت به موجات الجراد التي حملتها هذه الريح من الشيشان والافغان وشمال افريقيا واليباس عبثت به ايادي فتيان تهوى اللعب بالنار مسترشدة انابيب بترول وأوراق دولار صحراوية المنشأ.
جاء كلام وزير «الباركنسوز» طبيعياً ومنسجماً مع قناعاته وتاريخ عائلته وأصوله العقائدية الوهابية. «سورية محتلة» من قبل السوريين هي جريمة في عرف شعب الله المختار وفي عرف الوهابية التي تكشفت في مسارها الاخير انها احتلت مكان السبط الضائع او المضيّع من اسباط اليهود زيادة في التورية وإمعاناً في الباطنية. ألم يُقْتل «ناصر السعيد» على ايدي القوات «الاسرائيلية» عندما اجتاحت بيروت عام 1982 لصالح العائلة المالكة فقط لأنه كشف هذا السر؟ في كتابه «تاريخ آل سعود». ألم تقم المملكة بعلاقات سرية مع الكيان اليهودي منذ قيامه؟ ألم تسكت عن احتلال جزيرتي «تيران» و«صنافير» من قبل «اسرائيل» حتى اليوم؟
جاء كلام هذا الوزير المهتز عضوياً وغير المهتز في مركزه السياسي رغم تغير العهود وتبدل الملوك لأنه امين على الامانة التي يحملها وعلى الملف الذي ينفذه. فهو مكلف بضرب الاسلام من افغانستان الى لبنان بتحويل الدين الحنيف الى فرع من فروع اليهودية. وهو المكلف بتجريد اصحاب الارض من حقهم في ارضهم وخيراتها وثرواتها من فلسطين الى باكستان على طريقة جده الاكبر «يهوه». وهو الذي سعى ويسعى الى الانتقام من سورية لانها اعطت الاسلام البعد الحضاري المديني بإنشائها اول دولة في الاسلام هي الدولة «الاموية». وهو الذي دمر العراق لانها تحمل شريعة حمورابي واول مدنية اعتمدت فصل الدين عن الدولة بفصل دور العبادة عن قصور الحكام. وجاء لتدمير لبنان لانه نموذج المجتمع المتحد المعاكس «لاسرائيل» الثيوقراطية الاستدمارية الاستيطانية.
هذا «العجي» المربّى على حليب النوق دلالاً المبرمج على الوصايا التكفيرية تلقيناً وممارسة الممثل لمملكة العائلة الذي اخذت الحكم بالسيف والغدر و طوعت البلاد بحقدها وطوّبت الجزيرة العربية باسمها وطوقت الدين باسلوبها ومنهجها. تحاول ان تعمم ظاهرتها الشاذة على محيطها فكانت منذ قيامها في التاريخ الحديث مصدر فرقة ومنبع قلق ومورد خلاف لكل عالمنا العربي.
هذه المملكة الوهابية وشقيقاتها يتولون مهمة الحراسة على ابار النفط والغاز لصالح «المستدمر» الغربي والصندوق الصهيوني العالمي ويقومون مقامه في استثمار الحروب واشعال الفتن وتدمير القيم واحلال الفوضى وتغذية التشرذم وارساء مفاهيم التفلت من الاخلاق المجتمعية والعودة الى النهج والسلوك الوثني الجاهلي القبلي.
«أسير صيدا» وكل اسير مماثل في بلادنا هو نتاج الافكار والاموال المتدفقة من مملكة العهر وهو جزء من آلة التدمير والقتل والنحر والاغتصاب من دولة اللات والعزة وهبل وابو لهب المتجدّدة المتلبسة راية الاسلام زوراً وتمويهاً.
«أسيرصيدا»وأمثاله يغرفون من الخرج السعودي مالاً وينشرون الصنمية الوثنية رسالة كونية جديدة ويقدمون ابناءهم وبناتهم ذبائح لكهنة الكفر في الهيكل.
ألا يوجد في هذه البلاد من يحمل السوط لإخراج زبانية الهيكل؟   

السابق
ميشال سليمان آخر رئيس لم لا؟
التالي
كأنه الفخ: حزب الله أم فتح أخرى؟