الشريك المضارب

من يقود الحرب في سورية لصالح النظام، هو جهاز المخابرات الإسرائيلية «الموساد»!

هل هذا الاستنتاج معقول وواقعي وموضوعي؟

نعم هو كذلك، معقول وواقعي وموضوعي.

فليس في قدرة النظام السوري ولا في ذكائه ولا فطنته أن يحول الاحتجاجات السلمية البسيطة التي ظهرت في شوارع المدن السورية في مارس 2011 والمطالبة بالحرية وبالإصلاحات السياسية المشروعة، إلى حرب لها هوية مذهبية فئوية طائفية تتجاوز التراب السوري لتحلق بأجنحتها فوق البحار والمحيطات الإسلامية ولتصل إلى أصقاع في أودية يابسة غير ذات زرع ولا ضرع! لم يصلّ فيها إمام صوب الشرق ولم يولّ آخر وجهه شطر الغرب!

مصر التي تكاد تخلو من الشيعة إلا من نفر تشيعوا قبل قليل من السنوات، تحدث فيها أبشع مجزرة مذهبية، كان وقودها شيعة أربعة جلدوا وذبحوا وسلخوا وسحلوا، في مشهد مقزز!

كما ان دخول إيران وتويبعها حزب الله إلى اتون النار السورية ما جاء إلا لمذهبة الحرب وإسباغ الهوية الطائفية عليها ولتأجيج السنة المتعطشين للدماء تحت راية الجهاد والحور العين، فصار القتل على الهوية المذهبية، وتلذذ من تلذذ بمضغ الكبد الإنسانية الشيعية أو العلوية وربما السنّية دون أن يدري، لأن طعم الكبد الإنسانية طعم واحد لا فرق بين كبد سنّيّة أو شيعيّة!

ما أقوله جازما، إنه ليس في مقدور النظام السوري العبثي، أن يحول تلك الاحتجاجات الشعبية العفوية إلى حرب مذهبية، ولكن الموساد قادر على ذلك، وعين إسرائيل في ذلك ليست على سورية فقط بل على ذلك الطوق المحيط بها والكاره لها لتجعله كما يقول العامة «فخار يكسر بعضه»!
  

السابق
“جنيف 2” وانتقال السلطة في سورية الخيار الأقل سوءا
التالي
بداية انهيار المشروع الطائفي