تعقب الاسير مستمر.. وحزب الله اخلى شقق عبرا

بعد الانتهاء من المعركة المسلحة في عبرا، يجري حاليا البحث عن احمد الاسير ومن معه. وتكون القوى الامنية بمتابعة هذا الامر على مستويين: على المستوى الميداني من خلال المداهمات واستجواب من كانوا على علاقة به، وعلى المستوى التقني من خلال مراقبة حركة الاتصالات لخطوط هاتفية كانت بحوزته، ولخطوط من الممكن ان يتصل بها، اضافة الى حركة الفايسبوك وتويتر.

وأكد مصدر قيادي في قوى "14 آذار" لصحيفة "السياسة" أن الوضع في لبنان ينزلق بسرعة نحو الهاوية وفقاً لخطة محكمة وضعها حزب الله وبدأ تنفيذها، مشيراً إلى أن الحزب كسب جولة صيدا وجوارها بسبب "غباء" الأسير الذي كان قد أعد العدة لطرد حزب الله من المنطقة، إلا أنه لأسباب مجهولة سقط في فخ استهداف الجيش اللبناني، فكان كمن يوقع رسالة انتحاره بيده.
في حين، أكدت مصادر بارزة في "عصبة الأنصار" داخل مخيّم عين الحلوة أن "الأسير لم يدخل الى المخيّم، وأن عين الحلوة ليست طرابلس ولا البقاع كي يتوارى فيها عن الأنظار، وأي شخص يدخل الى المخيّم تعلم به القوى الأساسية المعنية بأمن المخيّم".

وشددت على أن "الجيش اللبناني بالنسبة للمخيّم هو خط أحمر ومن يتعرّض له لا يمكن لعين الحلوة أن تأويه إذا كان فلسطينياً فكيف إذا كان لبنانياً، وأحمد الأسير لم يترك "للصلح مطرح" وهو لم يستشرنا في أي عمل، لذلك عليه أن يتحمّل وحده تبعات عمله، وعين الحلوة لا يجوز أن تعاقب على فعلته من خلال دسّ الدسائس وبثّ الإشاعات وتصوير المخيّم على أنه مأوى لقتلة الجيش وملاذ لهم. ونحن نتمتع بالوعي الكافي حتى "ما نجيب الدبّ ع كرمنا" ولطالما تعارضنا مع الأسير في سياسته، وكنا دائماً نقول له كفى تطاولاً على رموز البلد".

واوضحت أن "التعاون بين مخابرات الجيش اللبناني والكفاح المسلّح لا سيّما في الشهور الماضية أرسى عامل استقرار كبير داخل المخيّم وفي محيطه، وقد تلمّس الجميع هذا الأمر حيث بات المخيّم في حكم المسيطر عليه
بشكل شبه كامل على رغم وجود بعض المتطرّفين الذين يقومون بخروقات نسارع الى احتوائها".

وفي موضوع متصل اخلى "حزب الله" اليوم اثنتين منها ووضعهما في عهدة الجيش اللبناني، بعد اشتباكات دامية ومدمرة عاشتها عبرا هجّرت المئات وقتلت العشرات.

وفي التفاصيل، أن الشقة الأولى تقع في نقطة استراتيجية في الطابق الخامس من أحد المباني المطلة على مربع الاسير الامني، وتشرف على شرحبيل والاولي. عند مدخلها، علقت صورة لعماد مغنية، وهي محترقة بالكامل وتعرضت لاضرار جسيمة وتخلو من الاثاث، وبدت عليها آثار القنص والقصف والقذائف، التي تشير الى المعارك التي دارت في الايام الماضية. كما تظهر فيها بقايا المعدات والمستلزمات العسكرية من فرش اسفنجية وبعض الخرطوش الفارغ.

أما الشقة الثانية، فتقع في شارع مكسيموس، على نحو 200 متر من مجمع الاسير القائم على يمينها فيما تطل من اليسار على مسجد بلال بن رباح، واللافت غياب آثار المعارك فيها، فهي سليمة ونظيفة ومفروشة حديثا.

وفي وقت أكدت مصادر حزب الله تسليم الشقتين الى استخبارات الجيش، أعربت مصادر عضو "كتلة المستقبل" النائب بهية الحريري لـ"المركزية" عن ارتياحها للخطوة، معتبرة أنها تنفّس الاحتقان لكن يجب أن تستكمل بخطوات أخرى. وعما اذا كان التسليم صوريا والشقتان ليستا فعلا لحزب الله، قالت المصادر "هذا برسم الجيش والقوى الامنية".

من جهته، وضع المسؤول الاعلامي في التنظيم الشعبي الناصري طلال أرقدان في حديث مع "المركزية" هذه الخطوة في اطار التهدئة ورأى فيها بادرة حسن نية معتبرا أنها تنعكس ارتياحا في المدينة.

كما نوّه رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري بخطوة إغلاق المكاتب التابعة لحزب الله في عبرا معتبراً إياها بادرة جيدة تجاه المدينة وأهلها، ودعا كلاًّ من 14 و 8 آذار الى لقاءٍ مشترك في مدينة صيدا كي يؤكدا قناعتهما بأن صيدا والجيش اللبناني ضحيا نيابة عن الوطن بجميع مكوناته، وأن انتصارهما برسم الوحدة الوطنية والعيش المشترك والتعددية، وكل ما يقوم عليه لبنان من قيمٍ ورسالة. وأضاف ان التطورات التي حصلت اليوم على الساحة الصيداوية خصوصاً لناحية نزع فتيل محاولات إثارة الفتنة ستُعطي نتائج إيجابية. وناشد القوى السياسية الصيداوية واللبنانية الاستفادة مما حصل في صيدا، والبحث عن المساحة المشتركة لا محاولة استغلال معاناة المواطنين واستثمارها في الصراع المذهبي والطائفي.

الى ذلك، ذكرت المعلومات أن اخلاء حزب الله الشقق جاء نتيجة مساع قام بها مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي جال ليل الاربعاء ممثلا رئيس الجمهورية على فاعليات صيدا ومنهم النائب بهية الحريري وامين عام التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد ورئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري، وأشارت المعلومات أيضا الى أن جهود ابراهيم لاخلاء الشقق جاءت تلبية لرغبة النائب الحريري وهو يستكمل مساعيه للوصول الى لقاء موسّع يجمع كل فاعليات صيدا، تمهيدا لارساء التهدئة واعادة الحياة الى طبيعتها في المدينة.

بالتزامن، واصل الجيش عمليات التمشيط في عبرا والتي يتوقع أن تنتهي خلال 48 ساعة، وهو فجّر اليوم عبوات ناسفة عثر عليها في مجمّع الاسير، كما سير دورياته في المنطقة وأقام نقاطا ثابتة.

ميدانيا أيضا، عثر الجيش على أكبر مستودع للأسلحة يحتوي على قذائف هاون عيار 120 وعيار 60 ومتفجرات من نوع c4 و TNT وعمل على تفريغ المخزن من محتوياته .

قضائيا، تابع مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر اشرافه على التحقيقات التي تجريها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني مع الموقوفين في حوادث عبرا والذي بلغ عددهم حتى الان 180 موقوفا حيث يتم ترك كل شخص يتبين ان لا علاقة له بالحوادث وقد ترك 35 شخصا.

والتحقيقات مستمرة وتستغرق وقتا نظرا الى كثرة العدد.

السابق
سيرا: إدراج حزب الله على قائمة الارهاب لن يهدد اليونيفيل
التالي
باسيل: لا مبرر لطرح مسألة التمديد لقهوجي الآن