اسامة سعد: لنعمل جميعا على تصفية ذيول الأحداث

عقد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد مؤتمرا صحافيا في مكتبه في صيدا، قال فيه: "نلتقي اليوم لنتحدث عن مرحلة ما بعد الأحداث الأمنية في صيدا، ولكي نشدد على أهمية العمل على تسريع عودة أجواء الحياة الطبيعية إلى المدينة، وتصفية ذيول الأحداث، وبلسمة الجراح. على الرغم من الأثمان الباهظة التي تم دفعها، نجحت صيدا في تجنب الدخول في نفق مظلم كان يراد لها أن تدخل فيه، ونجحت في تجنب الوقوع في مستنقع حرب عبثية بين أبنائها ومع جوارها. كما نجحت في منع اصطناع خطوط تماس بين أحيائها ومع محيطها. ونجحت أيضا في إحباط مخطط الفرز المذهبي والاستئصال السياسي".

أضاف: "هذا النجاح جاء بفضل وعي أبناء صيدا والجوار وصمودهم، وبفضل تضحيات الجيش اللبناني الباسل. وهو نجاح للبنان كله الذي تمكن من إحباط حلقة من حلقات مؤامرة تخريب السلم الأهلي، وإشعال الفتنة المذهبية، ونشر الفوضى الأميركية الهدامة. غير أن هناك، للأسف الشديد، من يحاول تصوير هذا النجاح بأنه انهزام للمدينة. وهناك من يعيد مرة أخرى استخدام لغة الشحن المذهبي التي سبق وأن أدت إلى ما أدت إليه. لذلك لا بد من تحذير هؤلاء من مغبة ما يمارسونه من شحن وتحريض. ولنقل لنعمل جميعا على تصفية ذيول الأحداث، وإذا كان هناك من تجاوزات، أو ممارسات خاطئة فلنعمل جميعا لمعالجتها".

وتابع: "اليوم هو وقت التسامح والمحبة والانفتاح، مع رفض الحقد والكراهية والانتقام والتشفي، ونشدد على دعوة الجميع إلى التلاقي من أجل انطلاقة جديدة ترتكز على مراجعة نقدية موضوعية وشفافة لأبعاد المأزق الذي عانينا منه جميعا خلال المرحلة السابقة، كما ترتكز على القبول بالتنوع والتعدد مع رفض نهج الإقصاء والاستئثار. وأننا في التنظيم الشعبي الناصري نمد أيدينا إلى الجميع للعمل معا لما فيه مصلحة هذه المنطقة الأساسية من لبنان، ولما فيه المصلحة الوطنية عموما، وان تواصلنا مع سائر القوى والفاعليات في المدينة قائم ومستمر، بغض النظر عن الإختلاف في الرؤى والتوجهات السياسية والفكرية. وقد بادرت إلى الاتصال بالنائب السيدة بهية الحريري للاطمئنان فور معرفتي بما أصاب منزلها. وأيضا أتوجه بالتعزية إلى عائلات سائر ضحايا الأحداث الأخيرة، بغض النظر عن إنتماءاتهم، وأتمنى الشفاء العاجل لجميع الجرحى".

وشدد سعد على ما يأتي:
"- ضرورة التسريع بإصلاح البنية التحتية، من مياه وكهرباء وغيرهما، في مناطق الاشتباكات إضافة إلى التعويض على المتضررين، لا سيما في عبرا والتعمير وبقية المناطق المتضررة، لكي يتمكنوا من المباشرة بإصلاح منازلهم ومحلاتهم.
– التسريع بتسليم جثامين الضحايا إلى عائلات أصحابها لكي يتمكنوا من دفنها.
– الإسراع في كشف مصير المفقودين.
– نطالب أجهزة التحقيق والقضاء بالبت بسرعة بمصير الموقوفين والمتهمين، وتأمين محاكمة عادلة ونزيهة لهم.
– مطالبة الجيش والقوى الامنية بمنع اي ظهور مسلح، أو مربعات امنية، أو أي تجاوز من أي نوع كان، في حال وجوده".

وقال: "نؤكد للجميع ان مساعي التنظيم منذ البداية حتى اليوم قد أثمرت عن معالجة جدية لما هو مصدر شكوى وتذمر عند الناس، ولما يمكن له أن يتسبب بالتوتر".

حوار
سئل: بعد الاتصال بالنائبة بهية الحريري هل هناك امكانية للقاء مع تيار المستقبل؟
اجاب: "من المهم اليوم المراجعة النقدية لما جرى، وهناك افكار عديدة وعمل كبير لمعالجة الأمور، ليس بالضرورة اللقاء هو الأساس، وإنما بالضرورة المراجعة النقدية من كافة القوى لما جرى والتصرف على أساسه، لا نريد شيئا مظهريا بل جديا وثابتا وراسخا يستلزم مراجعة نقدية".

سئل: هيئة علماء المسلمين بحثت أمس موضوع الاعتقالات، فهل هناك مبادرة من التنظيم حول الموضوع؟
اجاب: "نحن ضد أي ملاحقة بسبب الانتماء السياسي أو المعتقد الديني، وإذا وجدت حالات من هذا النوع نتدخل من أجل تصويب الأمور".

وعن الدعوات للصلاة في جامع بلال بن رباح، قال: "كنا دائما نأمل أن نصلي فيه ولكن تحوله الى ثكنة عسكرية جعل ذلك أمرا غير متاح. وندعو الى تأهيل هذا الجامع، ونطلب من سماحة المفتي تعيين الإمام المناسب لهذا الجامع".

وفي ما يتعلق بموضوع الشقق، قال: "الشقق ستسكن فيها عائلات، وتم إخلاؤها منذ اليوم".

وعن المظاهر المسلحة في صيدا، قال: "طالبنا الجيش والقوى الأمنية بألا يسمحوا بوجود أي مظاهر مسلحة. ومنذ يوم أمس لم نشاهد أي مظهر من المظاهر المسلحة. كان هناك وبسبب الفوضى والأحداث الكبيرة التي حصلت، بعض التفلتات المحدودة وتم السعي لمعالجتها بسرعة. ولكن هناك بعض القوى سعت إلى تضخيم هذه المسائل للكسب السياسي".
  

السابق
ميقاتي: لفتح تحقيق بافلام عن احداث صيدا
التالي
السفارة الاميركية: آن ريتشارد زارت بيروت وثمنت وفاء لبنان بالتزاماته