امير قطر يسلم نجله السلطة.. تحديات وصعوبات للمرحلة المقبلة

أثارت خطوة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بتسليم الحكم رسميا لإبنه وولي عهده الشيخ تميم، وذلك في عملية انتقال للسلطة جرى الترتيب لها منذ مدة ليست بالقصيرة. الكثير من ردود الفعل.
حيث أكد محللون ان غياب حمد بن جاسم سيترك فراغا يصعب ملؤه، فهو من "أفضل الديبلوماسيين الذين جادت بهم هذه المنطقة من العالم بعمله الجاد وحصافته وشخصيته الجذابة".

وفي حقيقة الأمر فإن موهبة الديبلوماسية صفة ذاتية تتعلق بشخصية المرء، قدر تعلقها بالخبرة المكتسبة. وبالنسبة للشيخ تميم، فقد تعلم الكثير من فنون الديبلوماسية بسرعة وقد يصبح أميرا عظيما، ولكن النفوذ الذي تتمتع به قطر على المسرح الدولي سيضمحل حتما بمغادرة حمد بن جاسم في الوقت الذي تتعرض البلاد فيه لانتقادات متزايدة.

فمنطقة الشرق الأوسط، التي كانت يوما ما تكن الصداقة لقطر ومنفتحة على نفوذها، تنظر اليوم إلى الإمارة الخليجية نظرة ريبة وشك بل وحتى بخوف وكراهية. ففي منطقة الخليج، فقدت البحرين والإمارات الثقة التي كانتا توليانها لقطر وتحالفاتها ومبادرتها السياسية.

وتشعر دولة الإمارات بشكل خاص بغضب إزاء تنامي علاقة قطر بحركة الإخوان المسلمين، وبدأت بالعمل على تقويض النفوذ القطري في كل المجالات.

ويأمل بعض القطريين في أن يعمل الأمير تميم على تصحيح علاقات البلاد مع الدول الخليجية المجاورة وإعادة البلاد إلى كنف مجلس التعاون الخليجي في السنوات القادمة.

اما في ليبيا وتونس ومصر، فقد انقلب الرأي العام ضد قطر بالرغم – أو ربما بسبب – مليارات الدولارات التي ضختها الدوحة في هذه البلدان إبان ثورات "الربيع العربي" التي أفضت إلى الإطاحة بالانظمة في هذه البلدان الثلاث. ولكن استمرار قطر في دعم الأنظمة الإسلامية التي أمسكت بزمام الحكم في ليبيا وتونس ومصر أغضب الكثيرين.

ففي ميدان التحرير بالقاهرة، أحرق المتظاهرون الاعلام القطرية، وأصبح القطريون مثار تندر واستخفاف وتهجم لتدخلهم في شؤون مصر السياسية والمالية. فالكوميدي الساخر باسم يوسف مثلا تطرق إلى القطريين غير مرة لهذه الأسباب.

وسيلقي الامير الجديد خطابه الاول اليوم، على ان يقوم بتشكيل حكومة جديدة فور تسلمه السلطة.

السابق
حزب الله وأمل لم يشاركا في أحداث عبرا: وجودنا اقتصر على المناطق التي نحن فيها أصلاً
التالي
إشتباكات في شرقي مصر ودعوات لإنتخابات مبكرة