عين الحلوة.. لن يكون نهر بارد آخر

يقول شابٌ في مخيم عين الحلوة: «نحن كفلسطينيين مقيمين في المخيم نقول إنّ كل من تسول له نفسه الاعتداء على الجيش اللبناني هو خائن وعميل. ونحن لسنا مع طرف ضد آخر». يضيف: «عدوّانا الأساسيان هما إسرائيل وأميركا. ولن نسمح أن يكون مخيمنا نهر بارد جديداً، ولن نسمح لأحد باستباحة دمائنا، وتهجير أهلنا.. ولن نكون وقوداً لفتيل حرب أهلية».
وكان عناصر من «جند الشام» و«فتح الإسلام»، أقدموا على ضرب حواجز الجيش اللبناني المحاذية للمخيم بكل أنواع الرشاشات المتوسطة والثقيلة والقذائف المدفعية، بعدما أقدمت جماعة الأسير على ضرب الجيش في عبرا.
وعقب الاشتباكات شهد المدخل الجنوبي لمخيم عين الحلوة، درب السيم، حركة نزوح كثيفة. وعلى الفور عقدت القيادات الإسلامية والوطنية في المخيم اجتماعاً أكدت فيه عدم انجرار المخيم لأي مواجهات مع الجيش. وأقيمت غرفة عمليات تضم جميع القوى للعمل على تجنيب المخيم الانجرار إلى أي فتنة، ومنع أي كان من مساندة الأسير. وقامت الجماعات الإسلامية بوضع مجموعة من الشباب في الشارع التحتاني ـ التعمير، لمنع أي مواجهات مع الجيش.
إضافة إلى ذلك، سارع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاتصال بمختلف قيادات المخيم، مؤكداً عدم جر المخيمات الفلسطينية إلى أي اشكالات لبنانية، لأن هدف الفلسطينيين الوحيد في لبنان هو العودة إلى فلسطين، وحماية مخيماتهم من أي فتنة، حتى لا تكرر تجربة مخيم نهر البارد المريرة مرّة جديدة.
وقال عباس: «إنّ الشعب الفلسطيني ليس ورقة في جيب أي فريق، يستخدم لخدمة أهداف هذا وذاك. فشعار الشعب الفلسطيني هو شعار تحرير فلسطين، وعلينا جميعاً أن نحمي مخيم عين الحلوة من الزّج به في أتون فتنة كبرى هدفها جرّ المخيم والفلسطينيين إلى الفتنة».
إلى ذلك، انطلقت مبادرة شعبية من أهالي المخيم ناشدت المسلحين والجيش اللبناني وقف إطلاق النار، حتى لا تتكرر مأساة نهر البارد. وذكّرت المبادرة بـ«ضرورة الوعي، وتحييد المخيم عن المشروع الفتنوي الذي هو أكبر من التعمير وأكبر من عين الحلوة، وأكبر من لبنان حتى».
وشددت على أنها «ستعمل على حماية المخيم بأي طريقة كانت، من أجل حماية ثمانين ألف نسمة تسكنه، في كيلومتر مربع واحد».  

السابق
من أجل تعليم رسمي سوي: دعوة إلى الإصلاح
التالي
جزين: التبرع بالدم للجيش أقل الواجب