الديار: دم الجيش لم يعد سائبا والرد سيكون عنيفا منه على كل الاعتداءات

دم الجيش لم يعد سائبا والرد سيكون عنيفا على كل الاعتداءات وان مرحلة احمد الاسير لن تكون كما قبله بالنسبة للتعامل مع الاوضاع الامنية وان قيادة الجيش اللبناني تملك احتياطا من فوج المغاوير ومغاوير البحر والفوج المجوقل والذي اصبح عدده كبيرا وهذه القوة تستطيع مكافحة اي توتر امني في اي نقطة من لبنان اضافة الى اشتراك القوة الضاربة في شعبة المعلومات معه.

بدأ تنفيذ الخطة الامنية من صيدا وكان مقررا ان تبدأ من طرابلس الا انها بدأت من صيدا وستكمل طريقها باتجاه كل من يخالف القانون وليس على اساس مذهبي او طائفي.
الجيش اللبناني اثبت اليوم قدرته ومناعته والقوة التي يملكها في القتال ضد الفئات المسلحة كلها واتخذت قيادة الجيش وفق ما ابلغ قائد الجيش العماد جان قهوجي الضباط انه حان الوقت للضرب بيد من حديد وعدم السماح باسقاط او هدر دم الجنود اللبنانيين واذا كانت الدولة تريد تنفيذ سياسة غير هذه السياسة ولن يتم تغطية الجيش فإن مواقف اخرى ستظهر.

الجيش اللبناني حظي امس بغطاء شعبي من كل اللبنانيين الذين وقفوا الى جانب الجيش اللبناني وقيادته وتضامنوا مع اسر شهداء الجيش والجرحى حتى ان الجيش حظيت عمليته في صيدا واجراءاته في طرابلس لضبط الاوضاع بغطاء من القيادات السنية في لبنان بالاضافة الى مختلف القيادات اللبنانية، فقد عقد رؤساء الحكومة السابقون اجتماعا في السراي الحكومي وحضره الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تمام سلام والرؤساء عمر كرامي وسليم الحص وحضر الرئيس فؤاد السنيورة ممثلا لتيار المستقبل وكونه رئيس حكومة سابقا وقد اصدر المجتمعون بيانا اعلنوا فيه التأكيد على التمسك بالدولة ومؤسساتها ورفض المحاولات المتكررة والفاشلة لوضع الجيش في مواجهة المسلمين السنة وتصويرهم انهم جماعة متطرفة رافضة للدولة فيما هم اهل الدولة والتمسك بتطبيق القانون، كما اعلنوا صراحة تضامنهم مع اهلنا في كل المناطق الذين يشعرون ان القانون يطبق على فريق من اللبنانيين دون سواهم وادانوا ورفضوا اي اعتداء على الجيش، ودعوا الى تطبيق القانون على جميع اللبنانيين دون تفرقة ودعوة الجيش للقيام بمهامه الامنية على كل الاراضي اللبنانية.

كما زار وفد من هيئة علماء المسلمين الرئيس ميقاتي واعلنوا تأييدهم لما تضمنه كلام الرئيس الدوري لهيئة علماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي مؤكدين انهم ضد الاصطدام مع الجيش لكنهم طالبوا بتحقيق عادل يظهر من افتعل المشكلة في صيدا.
اما النائبة بهية الحريري فقد اعلنت انها مع التمديد لقائد الجيش جان قهوجي وحذرت من الفراغ وحيت شهداء الجيش وكذلك حيا شهداء الجيش معظم القادة الذين طالبوا ايضا بالتحقيق بشكل شفاف لما جرى في صيدا.

الوضع الميداني
اما على صعيد الوضع الميداني، فقد تمكن الجيش اللبناني من حسم ظاهرة الشيخ احمد الاسير والسيطرة على المربع الامني في صيدا بعد معارك عنيفة سقط فيها للجيش 18 شهيدا وعددا من الجرحى، فيما ذكر الصليب الاحمر اللبناني انه نقل اكثر من مئة جريح لجماعة الشيخ احمد الاسير، فيما القتلى كان عددهم كبيرا وقد تفقد عصر امس وفد علمائي سني برفقة ضباط من الجيش اللبناني المربع الامني واضطلعوا على حجم الاسلحة الموجودة في المكان والقذائف الصاروخية ورشاشات القناصة كما دخلوا الى مسجد بلال بن رباح ووجدوا كميات كبيرة من الاسلحة وهذا ما يتعارض مع المبادئ الدينية السماوية، وقد استمر الجيش بتمشيط المنطقة امس بعد ان اصطدم مع بعض الجيوب المتبقية من جماعة احمد الاسير الذي بقي مصيره مجهولا مع الفنان فضل شاكر وهناك روايات ذكرت ان الاسير خرج بسيارة دبلوماسية عربية نقلته الى مخيم عين الحلوة في صيدا، فيما ذكرت روايات اخرى ان الاسير خرج مع فضل شاكر بثياب امرأة وذكرت معلوما اخرى انه خرج من الباب الخلفي لمسجد بلال بن رباح ووصل الى حي التعمير في عين الحلوة وهناك من ذكر انه ما زال في الاحراج المجاورة لمسجد بلال بن رباح، فيما اكد الشيخ سالم الرافعي انه اجرى اتصالا ظهر امس بمدير مكتب الاسير واكد له ان الشيخ الاسير لم يصب كما ذكرت بعض وسائل الاعلام، وفيما كانت الاشتباكات تدور في محيط مسجد بلال بن رباح، فجر مقاتلو جند الشام وفتح الاسلام المعركة ضد الجيش اللبناني في حي التعمير في عين الحلوة وقد رد الجيش اللبناني على مصادر النيران، وذكرت معلومات عن مقتل قائد عسكري من جند الشام الملقب بالشمندر وان الاشتباكات خفت بعد اجتماعات في عين الحلوة للفصائل الفلسطينية التي عملت على تهدئة الاوضاع وحسم الامور.

وكان لافتا تصريح الشيخ سالم الرافعي رئيس هيئة علماء السنة الذي هاجم الجيش اللبناني وحمل قيادة الجيش مسؤولية فشل مبادرته ومبادرة هيئة العلماء، حيث انتقل 50 عالما من طرابلس ليل امس الاول واجتمعوا مع فاعليات المدينة في مركز الجماعة الاسلامية واجتمعوا مع مدير المخابرات في الجنوب العميد علي شحرور ولم تنجح الاتصالات بالتوصل الى وقف لاطلاق النار ولو لمدة ساعة للاجتماع بالشيخ احمد الاسير ونقل المطالب اليه، واتهم الرافعي حزب الله بالتدخل وتأجيج الصراع. في ظل هذه الاجواء، دانت السفيرة الاميركية كونيللي بعد اجتماعها بالرئيس المكلف تمام سلام ما حصل في صيدا ودانت الاعتداءات على الجيش، لكنها دعت الى حماية الاستقرار، فيما ابدت فرنسا قلقها من احداث صيدا ودانت الاعتداء على الجيش من قبل انصار المتشدد احمد الاسير فيما دعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى وقف ما يجري في صيدا من اشتباكات، كما دعا مجلس الوزراء السعودي الى وقف القتال والحفاظ على استقرار صيدا.

فيما اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم الدول الخليجية بتأجيج الخلافات في صيدا معتبرا ان ما شهدته صيدا هو مثال لما حصل في مؤتمر الدوحة، وكان لافتا امس ايضا الاجتماع الذي عقد في القصر الجمهوري وترأسه الرئيس ميشال سليمان الذي دعا الى ضرورة استمرار العمليات العسكرية وتغطية الجيش حتى اعتقال جميع المسلحين الذين اعتدوا على الجيش.

في هذا الوقت، سجل امس ظهور مسلح بالتزامن مع احداث صيدا في طريق الجديدة وجرى اطلاق نار عالجه الجيش، كما عمل الجيش على فتح طرقات الناعمة والبقاع وسهّل مرور المواطنين، وعلم ان قيادتي حركة امل وحزب الله اصدرتا تعليمات صارمة الى مناصريهما بالاختفاء وعدم الظهور المسلح في ظل اصرار البعض على فتح اشتباكات في قصقص والمدينة الرياضية مع الحزب وحركة امل لاعطائها الطابع الطائفي. وليلا، تراجعت الاشتباكات في منطقة عبرا وعين الحلوة، وشهدت مدينة صيدا هدوءا، حيث نزل الناس الى الشوارع مرحبين بانجاز الجيش، وعلم ان ثلاثين مقاتلا من جماعة الاسير سلموا انفسهم للجيش اللبناني، وقد نفى مصدر عسكري احتراق اي الية للجيش عصر امس، فيما ترددت معلومات عن اعتراض سيارة مدنية في صيدا لشاحنة من الجيش وخطف جنديين لكن هذه المعلومة لم تتأكد.

الاجتماعات
وفي ظل هذه الاجتماعات تكثفت الاتصالات في صيدا على اكثر من صعيد لاحتواء الموقف، كما عقد في طرابلس اكثر من اجتماع في ظل ظهور مسلح، وقد حصلت تباينات بين المجتمعين حول فريق يريد التصعيد وفريق يدعو الى التهدئة في حين اعلن مشايخ سلفيون انهم سيقاطعون اي اتصالات مع الجيش اللبناني ووصفوه بالمنحاز.
لكن الهدوء عاد الى طرابلس ليل امس وسط ظهور مسلح.

الحكومة
وفي ظل هذه الاجواء فان الحكومة لن تتشكل في القريب العاجل والازمات كبيرة امامها ولا تستطيع تجاوزها وبالتالي فان لبنان سيبقى دون حكومة لفترة طويلة انما تم التجديد للسلطة التشريعية 17 شهرا ويمكن ان تحدث خلال هذه الفترة مشاكل كبيرة في سوريا ولبنان والعراق ومع اسرائيل وبالتالي فإن المفاجآت كثيرة ولكن يمكن القول ان الحكومة لن تتشكل في القريب العاجل واذا كان تيار المستقبل يطالب بسحب العناصر الشيعية التي قاتلت في القصير فان حزب الله يطالب سعد الحريري بالاعتراف بالاسلحة التي ارسلها الى سوريا والعمل المخابرات الذي قام بتنسيقه عقاب صقر.

وفي الموضوع الحكومي، فقد زار الرئيس المكلف تمام سلام الرئيس نبيه بري وتم البحث في الموضوع الحكومي وعلم ان الرئيس بري سيقوم باتصالات في هذا الشأن وان النائب وليد جنبلاط اوفد وائل ابو فاعور الى السعودية للقاء الرئيس سعد الحريري مع النائب نعمة طعمة وكذلك انتقل غطاس خوري الى السعودية، علما ان اتصالات جنبلاط مع حزب الله وحركة امل لم تفض الى تليين شروطهما للاشتراك في الحكومة والمعروفة وانهما ما زالا مصرين على الثلث الضامن ورفضهما لحكومة 8-8-8 التي يتمسك بها الرئيس تمام سلام لكن جنبلاط سيستمر في مساعيه لانه يعتقد انه لا بديل عن الاسراع بتشكيل الحكومة في ظل الظروف التي يعيشها لبنان.

على صعيد آخر، ورغم الاوضاع الامنية، فان الاسواق المالية لم تتأثر امس وبقي سوق القطع هادئا ولم يسجل اي طلب على الدولار الاميركي والليرة بقيت بمنأى عن اي ضغط.

وفي مجال آخر، اعلن الرئيس نجيب ميقاتي الحداد العام غدا على شهداء الجيش اللبناني، حيث تم تشييع شهداء الجيش في قراهم وسط مظاهر الحزن والاسى والقيت كلمات اشادت بالجيش وبدور قيادته.

اما وزير التربية فقد اعلن عن تأجيل الامتحانات الرسمية في صيدا الى يوم الاحد  

السابق
الحياة: رؤساء الحكومات يدعون الى خطة تطاول كل المربعات
التالي
الشرق الأوسط: صيدا عاشت فصولا من الرعب والنزوح وسط أصوات القذائف