“النهار”: عجلات التأليف الحكومي تدور… وتتعثّر؟

 تفاؤل مشوب بالحذر بقرب ولادة الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس المكلف تمام سلام بعدما حسم المجلس الدستوري مرغماً ملف التمديد لمجلس النواب مدة سنة وخمسة أشهر. هذا التمديد أفسح في المجال مجدداً للبحث في الحكومة العتيدة وفي اطلاق عجلة المحركات التي دفعت بالرئيس المكلف أمس الى قصر بعبدا، وربما تحمله في اليومين الأولين من الاسبوع المقبل الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقد اتصل الاخير برئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد 50 يوماً من انقطاع التواصل المباشر بينهما. وإذا كان الاطمئنان الى صحة الرئيس ظاهر الاتصال، فإنه شكل فرصة لتبادل الآراء في المساعي المبذولة للاسراع في تأليف الحكومة، ودعوة الرئيس مجلس النواب الى الاسراع في فتح ورشة جديدة لانتاج قانون انتخاب جديد.

وكانت الفترة الفاصلة بين اتصالي الرئيسين، شهدت أجواء توتر بين بعبدا وعين التينة.


وعلى خط الاتصالات مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، فمن المتوقع أن تستأنف بداية الاسبوع المقبل بعد الزيارة الاخيرة للمصيطبة التي قام بها بتكليف من جنبلاط وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال وائل أبو فاعور قبل ثلاثة أيام. وأبلغ أبو فاعور "النهار" ان الرئيس المكلف "اطلق مرحلة جديدة لتأليف الحكومة وهو غير مقيّد بجدول زمني بل بجدول جدوى".


وفيما يبدو ان صيغة الثلاث ثمانات تلقى دعماً واسعاً من كل القوى باستثناء 8 آذار، فإن العقدة تبقى مشاركة "حزب الله" التي يرفضها فريق 14 آذار المستعد من أجل تحقيق هذا المطلب ألا يشارك في الحكومة. وتوقعت مصادر مواكبة للتأليف أن تنشط الاتصالات من أجل ابتكار صيغة تتيح تمثيل كل القوى السياسية من دون علاقة حزبية مباشرة على أن يكون سلام هو الضامن لقوى 14 و8 آذار والوسطيين ضمن صيغة الثلاث ثمانات لتنفيذ تعهدات تطمئن الجميع في المسار المقبل للحكومة الجديدة واستعداد سلام للاستقالة شخصياً في حال الاخلال بهذه التعهدات.


وعلمت "النهار" ان الرئيس سليمان أبدى للرئيس المكلف كل تعاون من أجل تأليف الحكومة الجديدة، علماً ان اللقاء الذي جمعهما أمس واستمر ساعة ركز على الاطر العامة للتأليف. ونفت اوساط سلام صحة ما تردد عن طرح صيغ تحاول تسويق فكرة الثلث المعطّل بصيغ مختلفة، وهذا ما دعا سلام الى التأكيد بصورة لا لبس فيها انه مستمر في طرح صيغة الثلاث ثمانات ولن يتخلى عنها والتي تعني ان لا ثلث معطلاً لأي فريق.
وقالت مصادر قريبة من سلام لـ"النهار" ان البحث جار في الصيغ التي يمكن أن "تقلع"، وان اختزالاً للأسماء بدأ، وثمة دفعة كبيرة من أصل 250 اسماً متداولة تمت غربلتها. وأكدت ان التأليف لم يعد بعيداً.

 

العريضي


وقال الوزير غازي العريضي لـ"النهار": "بدأ البحث في موضوع تشكيل الحكومة في الساعات الماضية، بعد صدور قرار المجلس الدستوري. أصبح محسوماً ان الحكومة سياسية، وسيكون شكلها وتركيبتها ووزاراتها محور البحث الجدي. حكومة الثلاث ثمانات مرفوضة من "حزب الله" وفريق 8 آذار. طرأ بين المرحلة السابقة وهذه المرحلة ما جرى في القصير، ووضع "تيار المستقبل" والقوى السياسية الحليفة شرط عدم جلوسهم الى طاولة واحدة مع "حزب الله" وهو يقاتل في سوريا. الحزب لن يعود الآن من سوريا، ولن يوقف معركته هناك. اذا استمرت هذه الشروط المقفلة من هنا وهناك لا أرى تشكيلاً للحكومة. وأي حكومة لا يشارك فيها مكون اساسي من مكونات البلد لا تعيش، بل تكون سبباً اضافياً على الازمة، ولن تكون مدخلاً لحل، بغض النظر عن أحقية الرأي الدستوري الذي لا نناقش فيه، ولكن نتحدث عن واقع قائم. نحن أجّلنا الانتخابات تفادياً لمشكل، فهل نصبّ الزيت على النار؟ برأينا حجج الطرفين غير مقنعة. لا نوافق على ما يقوله "حزب الله" ولا الآخرون، ولا بد من تضييق مساحة الخلاف حول هذا الامر، ويستحق الموضوع العمل، وهذا ما نقوم به سواء مع الرئيس بري أو "تيار المستقبل" أو القوى السياسية الاخرى".

 

 

السابق
الجيش: تعطيل عبوة ناسفة امام احد المكاتب الحزبية في جلالا البقاع
التالي
رعد دعا سلام لعدم تضييع الوقت:صيغة 8-8-8 او الوزير الملك فاشلتان