السفير: “فلتان مبرمج”.. لمحاصرة المقاومة بالفتنة؟

تبدّى مشهد أمني خطير، عبّر عن نفسه بنزول مبرمج ومدروس، إلى معظم "شوارع" لبنان السياسية ــ الأمنية، من أقصى البقاع الشمالي إلى أقصى عكار مروراً بالبقاعين الأوسط والغربي وصولاً إلى العاصمة بيروت، من دون إغفال حقيقة الشرارة التي انطلقت من جرود عرسال، ومرت في صيدا، وأعادت، أمس، تجديد المخاوف على طرابلس التي لم تخرج بعد من تداعيات جولة الموت والعنف والدمار الأخيرة.
لكأن السيناريو نفسه يتكرر: لتفتح كل الجبهات بوجه "حزب الله" وحلفائه، حتماً سيجد هؤلاء أنفسهم أعجز عن خوض كل هذه المواجهات، وتدريجياً سيجد "حزب الله" نفسه مضطراً لسحب قواته من الأراضي السورية، ليدافع عن نفسه على أرضه بدل أن يدافع عن النظام السوري هناك.
غير أن "حزب الله" الذي كان قد بعث برسائل واضحة في كل الاتجاهات منذ اليوم الأول لانخراطه في معركة القصير، ذهب أبعد من ذلك، بأن وضع جهازه المقاوم في الساعات الأخيرة، في حالة جهوزية كاملة على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، في رسالة أراد توجيهها للداخل ولمن أعطى الأوامر من الخارج، "بأنه لو وجدنا أنفسنا في "مواجهة مثلثة الأضلاع"، فلن نتردّد في خوض معركة وجودية، ولكن على طريقتنا وبتوقيتنا وأسلوبنا وليس على طريقة الآخرين وتوقيتهم وأسلوبهم".

وفي مواجهة مخطط انفلات الأمن، وبطريقة ممنهجة ومبرمجة، جاء قرار قيادتي "حزب الله" و"أمل" بضبط النفس وتفادي أي انجرار إلى أي اشتباك والبقاء في موقع الدفاع عن النفس. وقد لاقت قوى سياسية وازنة في "ساحتها" ولا سيما في صيدا، هذا التوجّه، فأعطى أسامة سعد تعليمات واضحة لمناصريه بضبط النفس، لا سيما بعد انكشاف أمر الانتشار العسكري والأمني الذي نفّذه تنظيم إسلامي تاريخي يُسمّي نفسه "وسطياً"، في قلب عاصمة الجنوب، قبل يومين، على هامش الاشتباك الذي جرى في منطقة عبرا.

السابق
النهار: مذكّرة سليمان عن الخروقات الى جامعة الدول العربية
التالي
الأخبار : الفتنة استيقظت والجيش نائم