حزب الله: لن نسمح بالفتنة

يحق لي كمواطنة بقاعية وبعيداً عن صفتي الصحافية بسؤالكما يا فخامة رئيس الجمهورية ويا دولة رئيس مجلس الوزراء : اين انتما مما يحضر للبقاع ولماذا تطبقان في هذه اللحظة الحرجة قاعدة "ابن الست وابن الجارية" في معالجة فاجعة خطيرة المت بأهل هذه المنطقة وانتم تعلمون علم اليقين خطورة الموقف ، لا سيما وان ضبط العشائر لن يكون ممكنا اذا لم يسلم الجناة وينالوا العقاب المناسب ، واكثر من ذلك يحق لي بالسؤال: لماذا لم تتم دعوة مجلس الامن الفرعي للانعقاد لحظة وقوع الجريمة ولماذا لم نسمع كلمة ادانة واحدة لما حدث حقنا للدماء ودرءا للفتنة التي تحضر للبقاع واهله.
يا اصحاب الفخامة والسيادة، ترك المسؤولية للاحزاب لمعالجة هذه الازمة الخطيرة لا يخفف عنكم تحمل وزر ردات الفعل التي قد تنتج اذا لم يعالج هذا الموضوع بذيوله وتداعياته، وعذرا لهذه المقاربة الا ان البقاع ليست طرابلس، وصبر اهل الفيحاء على مأساتهم ليست قاعدة يمكن ان تعمم على البقاعيين، فهم لا يمكن ان يقبلوا تحت اي اعتبار ان تتحول منطقتهم الى ساحة تصفية حسابات طائفية ومذهبية وسياسية حتى لو استلزم الامر ان يعالجوا المسائل بانفسهم .
واذا اردنا يا اركان دولتي حسن الظن بالساعين الى توتير الاجواء في البقاع واسقطنا عنهم تهمة المحرضين للفتنة فان هذه الجريمة النكراء اقله اريد لها تعميق الشعور لدى الاطراف بالتوتر والانقسام والخوف المتبادل بين اهل المنطقة الواحدة ، والاهم من ذلك ظنهم ان ذلك قد يؤدي الى ارباك الوضع امام حزب الله ومن يناصرون الدولة السورية دون الالتفات الى اين يمكن ان تتدحرج الامور في منطقة يتداخل فيها العشائري بالمذهبي بالعائلي بالحزبي بالاقليمي.
لكن حسابات هؤلاء المحرضين لن تتطابق ابدا وبيدر العشائر والقوى الحزبية في المنطقة وتحديدا حزب الله الذي يجزم بان البقاع يمثل تحدي لكل هؤلاء ولا يمكن ان يكون الا البقاع ، فهذه المنطقة لن تكون بؤرة امنية متوترة او منطقة اشتباكات وصندوق بريد، ولا منطقة فلتان امني بالرغم من غض الطرف من قبل الاجهزة على ما يجري من تجاوزات امنية في بعض الاحيان كما لن يسمح النسيج السياسي والاجتماعي والحزبي البقاعي لاحد بان يجره الى حيث يريد وسيتم قطع الطريق على الفتنة لاننا ندرك ابعادها والى اين تريد ان تصل وماذا تخدم ونعمل بكل ما اوتينا من قوة على ان لا تأخذ الامور هذا المنحى من خلال هذه الخطوات:
اولاً: التواصل مع العشائر والعائلات ومحاولة احتواء وتبيان مخاطر المشروع والى اين يريدون ان ياخذوا الناس .
ثانياً: نشر حالة الوعي بشكل عام وهناك تجاوب كبير لدى الناس وادراك بان ما يخطط لهم ولمنطقتهم يريد جرهم الى الفتنة، وبالنسبة الينا وكما بات معلوما ممنوع ان تندلع هذه الفتنة لا في البقاع ولا في اي منطقة في لبنان ونحن معنيين كما العشائر باستيعاب ما يجري وقطع الطريق على اي فتنة داخلية.
ومقابل وعينا لا يبدو ان من في الحكم يتعاطى بروح المسؤولية تجاه ما حصل ويحصل في هذه المنطقة فنحن لم نسمع مبادرة المراجع العليا الى الادلاء بدلوها والحديث عن هذه الجريمة المروعة التي طاولت اناساً ابرياء وهزت البقاع ولبنان ، الا اذا كانت هذه المراجع غير معنية بهذا الموضوع وكان الاحد عطلة وما كان يهمها في هذا اليوم استعراض بطولاتها الوهمية حول مواقفها السيادية دون ان تلتفت الى انه كان من الواجب لحظة وقوع الجريمة الادانة على الاقل بنفس الحرارة التي وجهتها لمسائل اخرى "خاصة عندما يتعلق الامر بموضوع سوريا "، وكان ينبغي على الاقل ان توجه دعوة الى مجلس الامن الفرعي للانعقاد واجراء سلسلة تشاور واعطاء الحدث حجمه الطبيعي دون ان تطالب لاحقا ان لا يتحدث عنها الجميع بانها طرف وليست لكل اللبنانيين.
وخلاصة حديث المقربين جداً من الحزب تؤكد بان التفاصيل الداخلية تبقى مجرد تفاصيل محدودة لا تؤثر على المسار العام في المنطقة وبالجوار وتحديدا مع سوريا ، وكل ما نراه هو من تداعيات الخسارة في القصير ومن تضييق الخناق على المسلحين وانصارهم ، وبعد فترة عندما يصبح الجيش السوري متواجداً على الحدود من القصير الى سرغايا تصبح عمليا المناطق الحدودية اللبنانية معزولة عن الداخل السوري ومحدودة التاثير وتعود الى وضعها الطبيعي.
اما اوهام البعض التي تطفو على السطح عند كل حادثة للحديث عن امكانية نشر اليونيفيل على الحدود ، فعدا عن ان 1701 لا يتضمن هكذا امكانية فانه من الناحية الواقعية والسياسية يعتبر هذا الامر غير ممكن على الاطلاق وبالتالي عليهم ان يوقفوا الحديث عن هذه الدعوات التي لا طائل منها لا الآن ولا في المستقبل، اما بالنسبة للجيش اللبناني فانه يقوم بواجباته في ضبط الحدود بكل قوته ضمن الامكانيات المتوفرة لديه ولا ينسى احد بانه تعرض في تلك المناطق الى اعتداءات من المسلحين ومن يناصروهم في الاونة الاخيرة.

السابق
جدران لبنان المهزوزة بالفتنة
التالي
اختلاف أمريكي_روسي بقمة الثماني.. والاسد يتوعد اوروبا