المرعبي من النيابة إلى “الجبهة”

قُضي الأمر… ودخل التمديد من «خرم إبرة» الممانعة لـ«أبغض الحلال». بالتأكيد لن يكون التمديد بحدّ ذاته الفاجعة، بل المكان الذي أُريد له أن يتوّج هذا القرار الداخلي المجبول بتواطؤ خارجي ضمني بعدم فتح صناديق الاقتراع في موعدها.

لن يكون تفصيلا أن يتحوّل المجلس الدستوري ممرا وليس مقرّرا، بعد أن جرّه السياسيون إلى الفخ القاتل. أما وان المحظور قد حلّ، والطقم النيابي يستعدّ لتجديد شبابه بثلث ولاية، فان نائبا، على الأقل، قرّر أن يسير «عكس التيار».

يدرس نائب عكار معين المرعبي تقديم استقالته «بعد انتهاء ولاية مجلس النواب الشرعية»، كما يقول، رابطا هذا الخيار «بإمكان إجراء انتخابات فرعية بأقرب وقت ممكن»، ومؤكدا لـ «السفير» «طوال أربع سنوات كنتّ اعتمد العدّ العكسي لولايتي النيابية. لكن لا استطيع أن اخلي موقعي قبل أن أتأكد من امكان انتخاب شخص آخر يمثّل عكار».

استقالة المرعبي قد تُحرج نواب «التيار الوطني الحر». الرجل يريد أن يكون منسجما مع نفسه وقناعاته. يرفض التمديد ويتصرّف على أساسه. في الرابية لا تصور واضحاً في هذا السياق، وان كان سيناريو قلب الطاولة طُرح من باب فرض إجراء انتخابات فرعية أو الاتجاه لمقاطعة كل جلسات مجلس النواب المقبلة.

طلب الاستقالة، عمليا، لا يزال قيد الدرس. لكن المرعبي يصوّب على الأساس «لم أوقع على اقتراح التمديد، ولم أصوت عليه في مجلس النواب. لقد عاهدت نفسي بعد أربع سنوات أن أكون إلى جانب من ينتخبه العكاريون لمتابعة شؤون وشجون منطقتي المحرومة. و في كل الأحوال، الله ما خلقنا و كسر القالب».

في عزّ الحملة الانتخابية في العام 2009، يؤكد المرعبي بأنه كان يجاهر بعدم ترشحه لانتخابات 2013، خصوصا انه لم يكن يفكّر أصلا بالنيابة، رافضا نسب هذا القرار إلى رفض «تيار المستقبل» تبنيه مجددا على لائحته».

يرغب المرعبي البقاء «في الخدمة»، وان لم يكن على مقاعد المجلس. يستغرب استماتة النواب لحمل لقب «أصحاب السعادة». صحيح أن قناعات شخصية ومبدئية، تدفعه لرفض التمديد، إلا انه قد يصبح في مكان آخر تماما.

هل من الممكن أن يحمل النائب السابق السلاح ويلتحق بالجبهة؟ يردّ: «يا ريت… سأفعل ذلك، إذا أتيح لي الأمر، دفاعا عن الشعب السوري».

يعترف المرعبي أن الأمر قد يحتاج إلى تدريب ووقت «لكن دفاعا عن المظلومين قد انزل إلى الميدان. وإذا فرضت المعركة عليّ… لا حول ولا قوة».

نائب عكار يعود إلى الأصل. النمرة الزرقاء لم تكن سوى واجهة لنائب «فتح على حسابه» واخذ معه «اخضر» النيابة و«يابسها». هكذا «عاشها». كاد أن يعلن «الجهاد» ضد رموز الدولة أولا، وبعدها ضد «الشبيحة».

المرعبي ضد كل أنواع التمديد من اللواء اشرف ريفي إلى «قائد الجيش (جان قهوجي) الفاشل الذي أوصل البلاد إلى ما وصلت إليه بسبب تقاعسه عن نشر الجيش على الحدود وطلب المساعدة من الأمم المتحدة»، مذكّرا «بأنه منذ العام 1990 تمّ تكليف الجيش بحفظ الأمن الداخلي وضبط الحدود، وفي كل جلسات مجلس الوزراء في ظل الحكومة الحالية كان يتمّ التأكيد على القرار السياسي بإطلاق يدّ الجيش».

يترك المرعبي النيابة في ظل علاقة «جيدة جدا مع الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة»، كما يؤكد. عضو «كتلة المستقبل النيابية» لم «يتجنّد» يوما تحت سقف الالتزام الحزبي مع «تيار المستقبل». يقول: «إنا تلميذ من تلامذة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومعجب دائم بفكره الإنمائي والوطني، ومتأثر جدا بتجربته العظيمة كبان للبنان الحديث».

يصفّ الفرز الحاصل بين مؤيّد للتمديد ورافض له بأنه «طق حنك» والسبب أن «مصير البلد على كفّ عفريت»، معتبرا «أن كل ما يحصل على الأرض من توتير هو لتبرير التمديد، والمسؤول عنه بشكل أساس «حزب الله» صاحب السلاح والقدرة على افتعال الأزمات».

السابق
إيران روحاني بين أملين
التالي
سليمان وقهوجي: بادرا أو ارحلا