الفتنة تطلّ برأسها مجدّداً من عرسال بعد مقتل 4 شبان ثأراً للحجيري

ما حصل في البقاع أمس هو ارتداد طبيعي للخطاب الفتنوي التحريضي الذي تقوده أطراف سياسية لبنانية، خصوصاً وأن ما حصل ليس سوى مؤشرا للعبث الأمني المستمر والمحاولات المتواصلة لاشعال منطقة البقاع الشمالي بفتنة، علماً أن كل عوامل الاحتقانات العشائرية والمذهبية في المنطقة باتت تثير مخاوف من السقوط في هذا المحظور.

وفي هذا الإطار تندرج جريمة اغتيال 4 شبان بقاعيين أمس في جرود رأس بعلبك المتاخمة لعرسال بواسطة كمين مدبّر استهدفهم وهم يسعون إلى عيشهم ورزقهم الأمر الذي أدى إلى ردود أفعال واسعة في المنطقة لا سيما من عائلاتهم وعشائرهم ما جعل الجيش اللبناني يتحرك بسرعة لوأد الفتنة والحيلولة دون حصول ردود أفعال خطيرة وأصدر لاحقاً بياناً أهاب فيه بجميع المواطنين والعائلات البقاعية كافة التعالي على الجراح وضبط النفس والتحلي بالصبر في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد

وأكدت القيادة في بيانها أنها لن تسمح لأي كان باستغلال الحادث الأليم بغية ضرب الوحدة الوطنية وتقويض ركائز العيش المشترك بين أبناء المجتمع الواحد.
وحثّت المسؤولين المعنيين على الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية والعمل على إخلاء المظاهر المسلحة ورأب الصدع بكافة الوسائل الممكنة.
وباشرت قيادة الجيش تحقيقاتها اللازمة لكشف ملابسات الحادث مؤكدة أنها لن تدّخر جهداً في سبيل توقيف الجناة وإحالتهم إلى القضاء المختص.

وفي هذا السياق علمت "البناء" من مصدر عسكري أن خيوطاً أولية تجمّعت لدى أجهزة التحقيق تشير إلى وجود عناصر لبنانية وسورية من التابعين لما يسمى "الجيش الحر" من ضمن المجموعة التي ارتكبت جريمة عرسال وسيتم العمل على ملاحقتهم تمهيداً لإلقاء القبض عليهم.

وقالت مصادر عشيرة آل جعفر لــ"الجمهورية" إنّ "ما حصل هو جريمة بحقّ اهلنا وناسنا، ولن نسكت عنه، على الرغم من أننا نعلم الهدف من ورائها، لكنّنا لن نقبل ان نكون دائما العقلاء على حساب دماء شباننا". وأكّدت انّ العشيرة تعرّفت الى بعض هويات المسلحين داخل المجموعة التي نصبت المكمن، وقالت: "كيف سيغفر لنا شهداؤنا اذا اسقطنا حقهم؟ فما تعرّضنا له هو رسالة ورسالة قوية، اكبر من الجريمة، ومَن يُرِد اختبار ردّات فعلنا، فهو يعلم انّها مجنونة، لكنّنا سنعطي مجالا للاجهزة الامنية وأهالي عرسال، لتسليم الفاعلين".

في موازاة ذلك جرت اتصالات على أرفع مستوى لتدارك الموقف بعد هذه الجريمة البشعة ولتسليم الجناة مع العلم أن أهالي عرسال أصدروا بياناً أعلنوا فيه عدم مسؤوليتهم عن الحادث.
ولهذه الغاية تابع الرئيس نبيه بري شخصياً الوضع وأجرى اتصالات مكثفة مع القيادات المعنية وقيادة الجيش مشدداً على دعم المؤسسة العسكرية في إجراءاتها وملاحقة الجناة.

ومساء اتهمت قيادتا حركة "أمل" وحزب الله ونواب منطقة بعلبك-الهرمل بعض المأجورين بارتكاب الجريمة التي أودت بحياة أربعة مواطنين في منطقة البقاع الشمالي بعد ظهر أمس بهدف "إشعال الفتنة في المنطقة تحت ذرائع وعناوين مصطنعة".
وأهابت القيادتان "بالعقلاء وأصحاب الرأي والحكمة وبأهلنا ألاّ ينجروا إلى ردات الفعل لتفويت الفرصة على المراهنين لإيقاع أهل المنطقة في دوامة من الاقتتال الداخلي التي تخدم الأعداء".

وسارع أهالي بلدة عرسال إلى إصدار بيان نفوا فيه أي علاقة لهم بالحادث. وأكدوا أن "مقتل أربعة من أبناء منطقتنا الكرام هدفه الفتنة، ونحن براء من الفاعلين أيا كانوا، ولن نتوانى عن تقديم ما يصل إلينا من معلومات". وقالوا إن "الاعتداء يرمي إلى الإيقاع بين أهالي عرسال وأهالي المنطقة وإشعال الفتنة".

ويأتي هذا الاعتداء بعد يومين على إطلالة لأمين عام حزب الله حسن نصر الله حذر فيها من مخطط لإيقاع الفتنة بين أهالي بلدة عرسال السنية ومنطقة الهرمل الشيعية. وحذر نصر الله من السعي "لإيقاع فتنة بين السنة والشيعة"، على خلفية التباين في الموقف السياسي، موجها النداء لكل العقلاء في المنطقة من أجل قطع الطريق على الفتنة.

السابق
السيد حسن نصر الله في القصير !!
التالي
شربل: لعدم الاستعجال في الاحكام