المستقبل: حزب الله أكد أن هويته وجنسيته ومرجعيته إيرانية بامتياز

ردّ الرئيس سعد الحريري على ما أورده الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمس في ما يتعلق باتهامه "تيار المستقبل" في أنه "سبق" الحزب في المعارك الدائرة في سوريا، معتبراً أنه "لم يكن موفقاً ولم تحالفه البلاغة في إسقاط الجرائم التي يشارك حزبه في ارتكابها في سوريا، على تيار المستقبل وادعائه أن التيار يرسل المقاتلين ويدفن القتلى في الأراضي السورية…

أقل ما يمكن أن يقال في هذا الكلام إنه كلام من انتاج مخيلة السيد حسن نصرالله، ولا مكان له على الإطلاق في مراتب الصدق والحقيقة"، مشدداً على موقف "تيار المستقبل" السياسي من الصراع في سوريا حيث "أعلنا منذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة السورية تضامننا الكامل مع حقوق هذا الشعب وتضحياته، ولم نخفِ في يوم من الأيام موقفنا السياسي الذي نتمسك به حتى هذه اللحظة، أما أن نكون قد نظمنا أو أرسلنا فرداً واحداً للقتال داخل سوريا، فهو ادعاء يرقى الى حدود التلفيق والتضليل".

وأشار الحريري إلى أن زعم نصرالله أن انخراطه في الحرب إلى جانب نظام الطاغية الدمشقي "ليس دفاعاً عن سوريا إنما دفاعاً عن لبنان والدولة والسيادة والاقتصاد"، يجعل السؤال البديهي الذي يطرح في هذا المجال "مَن هي الجهة التي كلفت السيد حسن بالمتابعة والمواكبة، وهل طلب اجتماعاً لمجلس الوزراء لسؤاله عن حاجة لبنان لخوض معركة الدفاع عن النفس فوق الأراضي السورية، وهل بادر الى سؤال رئيس الجمهورية عن رأيه بإمكانية مشاركة الجيش اللبناني في معركة الدفاع عن لبنان؟".

وفي مجال تهكّم نصرالله على أصحاب الجنسيات المزدوجة، قال الرئيس الحريري "لا يحتاج السيد حسن الى استخدام بلاغته في الحديث عن المقيمين في الخارج وقوله في مجال رمي الآخرين بتعدد الجنسيات إن حزب الله يمتلك فقط الجنسية اللبنانية، لأن هوية الحزب وجنسيته ومرجعيته إيرانية بامتياز". ووجه كلاماً مباشراً إلى نصرالله قائلاً "حرام توريط لبنان وتعريض مصالح أبنائه للخطر، وحرام الإصرار على مسار مجهول نهايته الخراب… ومع كل ذلك، تريد حكومة فيها الثلث المعطل؟! وتريد من سائر اللبنانيين أن يرتاحوا لقرارك مواصلة حرب الدفاع عن نظام بشار الأسد؟!".

وكان نصرالله تقصّد في خطابه المتلفز أمس تجاهل الانعكاسات السلبية التي بدأت تتظهّر نتيجة انغماسه في قتال الشعب السوري إلى جانب نظام الطاغية الأسدي، مؤكداً استمراره في هذا المسار وأنه "سنكون حيث يجب أن نكون، وما بدأنا بتحمّل مسؤولياته سنواصل به للنهاية" من دون أن يوفّّر اللبنانيين والعرب من تهكّم على مواقفهم وقراراتهم إزاء ارتكاباته.

وقال نصرالله "لن نغير موقفنا بالتضليل والقتل والترهيب، وما بعد القصير بالنسبة لنا كما ما قبل القصير. سنكون حيث يجب أن نكون وما بدأنا بتحمل مسؤولياته سنواصل به للنهاية"، مكرراً أن انخراطه في الدفاع عن الطاغية الأسدي لن يتأثر بأي قرارات عربية أو خليجية "نحن ليس لدينا مشاريع في دول الخليج ولكننا مستعدون لتحمل جميع تبعات القرار الذي أخذناه".

في هذه الأثناء ومع أن وزارة الخارجية لم تتحرك بعد لتلبي طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بتقديم شكوى ضد الانتهاكات السورية للسيادة اللبنانية إلى مجلس جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة، فإن الرد السوري على هذا الطلب جاء أسرع من المتوقع مع التفاف وزير الخارجية وليد المعلم على الطلب اللبناني مسارعاً الى إرسال مذكرة الى الخارجية اللبنانية تؤكد الحرص السوري على أمن لبنان وتطالب بتنفيذ البنود الرئيسية لاتفاق الدفاع والأمن المعقود بين البلدين، وتزامن مع شّن قوى "8 آذار" حملة على الرئيس سليمان واتهامه بالانحياز.

لكن مصادر قصر بعبدا لفتت لـ"المستقبل" إلى أن الشكوى التي طلب الرئيس سليمان تقديمها "هي الآن في عهدة وزارة الخارجية التي من المفروض أن تقوم بدراستها ورفعها إلى الجهات المختصة، وبالتالي فإن الوقت لم يفت بعد لتقديم هذه الشكوى، وفي حال لم يتم ذلك، سيُبنى على الشيء مقتضاه".

وفي هذا المجال، قالت مصادر بارزة في قوى 8 آذار لـ"وكالة الأنباء المركزية" إن الرئيس سليمان يقف منذ مدة طرفاً ويرسل رسالة حسن سلوك الى الأميركيين، معتبرة أن مواقفه الأخيرة لا تخدم البلد. وأكدت أن فريق 8 آذار والرئيس نبيه بري وحزب الله "لن يسمحوا بتضرر العلاقة مع سوريا وسيتصدون لأي محاولة من هذا النوع، ناصحة باعتماد سياسة التروي والحكمة".

بالتزامن، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس من مغبة مشاركة عناصر من "حزب الله" في الصراع الدائر في سوريا، مشيراً إلى أن "مشاركة حزب الله في القتال الدائر في سوريا هو أمر مقلق للغاية ويؤثر على الدول المجاورة لسوريا ولا سيما لبنان".

حكومياً، استقبل الرئيس المكلف تمام سلام وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور بعد لقائه أول من أمس مع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وكان استكمال للبحث في المواضيع التي عرضها جنبلاط وما يتصل تحديداً بالملف الحكومي.

وشددت مصادر مطلعة على أن لقاء الرئيسين سليمان وسلام الأربعاء الماضي فتح الطريق أمام ورشة جديدة من الاتصالات استكملها سلام بلقائه مع جنبلاط حيث كانت جردة للمواقف التي رافقت مرحلة تكليف سلام منذ اللحظة الأولى حتى الساعة والعراقيل التي حالت دون البت بالتشكيلات التي وضعت، مؤكدة أن جنبلاط عرض وجهة نظره للتشكيلات الحكومية، ولفت الى استحالة تشكيل حكومة من دون مشاركة حزب الله، وعبّر عن قلق أمني كبير معتبراً أن كل ما جرى بالنسبة لتمديد ولاية مجلس النواب أسبابه وجيهة مرتكزة الى التورط اللبناني الفاضح في حوادث سوريا ومدى انعكاسها على الساحة اللبنانية، وقد وعد جنبلاط الرئيس سلام بتقديم المساعدة في بعض جوانب الاتصالات الجارية، على أن ينطلق الرئيس المكلف في حركة مشاورات موسعة بعد التثبت من قرار الدستوري وسيلتقي الرئيس سليمان مرة جديدة الأسبوع المقبل بعد إجراء اتصالات بعيدة من الأضواء مع مختلف الأفرقاء.

ومن الجانب الأمني، عقد قائد الجيش العماد جان قهوجي أمس في اليرزة اجتماعاً مع أركان القيادة وقادة الأجهزة والوحدات الكبرى، حيث وضعهم في صورة التطورات الراهنة وزوّدهم بالتوجيهات اللازمة. وقد شدد قهوجي على وجوب "مواكبة المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان بأقصى درجات اليقظة والجهوزية وبمضاعفة الجهود والتضحيات لقطع دابر الفتنة البغيضة والحفاظ على المكتسبات الوطنية" مشيراً إلى أن "تماسك الجيش وصموده أمام التحديات والأخطار هو الضمانة الأكيدة لعدم عودة عقارب الساعة إلى الوراء وإدخال لبنان مجدداً في أتون الصراعات الدولية والإقليمية"، داعياً الوحدات العسكرية إلى "عدم التهاون مع أي اعتداء يطال أرواح المواطنين وممتلكاتهم والتدخل الفوري لحسم الإشكالات الأمنية وتوقيف المتورطين فيها".

إلى ذلك، رد المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي على الكلام الذي صدر بحقه على لسان النائب سليمان فرنجية، معتبراً أنه "من المؤسف أن يصل التزوير إلى ملاحقة الشهداء في عليائهم".

وقال ريفي في بيان "تابعت بأسف ما قاله النائب سليمان فرنجية عبر برنامج "كلام الناس"، والذي تناول فيه مؤسسة قوى الأمن الداخلي خلال فترة قيادتي لها، كما تناولني شخصياً، ولم يكتفِ بذلك، بل تعداه إلى التطاول على اللواء الشهيد وسام الحسن عبر تزوير الحقائق المتصلة بإدارته لشعبة المعلومات، وهو تزوير مقصود لا ينفصل عن كونه استكمالاً للاغتيال وما تبعه من حملات غير أخلاقية، سبقت وتلت تشييع الشهيد".

أضاف "وعن العثور داخل خزنة اللواء الشهيد وسام الحسن على مبلغ كبير من الدولارات، كانت مخبأة لمشروع سياسي معين، وإشارته إلى أنني سلّمت المال الى قوى الأمن بعد الاغتيال، فأقول إنه وبعد تعيين العقيد عماد عثمان رئيساً لشعبة المعلومات خلفاً للواء الشهيد وسام الحسن، تم فتح الخزنة التي كانت موجودة في المكتب بحضور زوجة اللواء الشهيد وأحد أشقائه، وما كان في الخزنة هو أقل من نصف المخصصات المالية السرية الشهرية التي كنت أخصصها لشعبة المعلومات، كي تقوم بواجبها في حماية الأمن الوطني، ونستهجن كيف اخترع فرنجية تركيبة الخلافات داخل عائلة اللواء الشهيد".
  

السابق
السفير: الحريري يرد: لم نرسل مقاتلين .. وحرام توريطنا
التالي
الأنوار : نصرالله : سنكون حيث يجب ان نكون