الأنوار : نصرالله : سنكون حيث يجب ان نكون

قال الامين العام ل حزب الله السيد حسن نصرالله مساء امس ان ما بعد القصير مثل ما قبل القصير. وبالنسبة لنا لن يتغير شيء. واضاف: حيث يجب ان نكون سنكون، وما بدأنا بتحمل مسؤولياته سنواصل تحمل مسؤولياته ولا حاجة للتفصيل.

وقد رد الرئيس سعد الحريري على خطاب امين عام حزب الله ليل امس وقال ان نصرالله يقدم دليلا جديدا على ان الدولة ومؤسساتها ورئاساتها وقواها المسلحة غير موجودة في قاموسه.

ففي كلمة القاها في احتفال اقيم احياء ل يوم الجريح المقاوم، قال نصرالله: عندنا الحيثية الاخلاقية أي الوفاء، ولكن هذا ليس الأساس، بل خطورة المشروع. نحن ندافع عن سوريا وشعبها ولبنان وشعبه. ونتيجة مواكبتنا لما يحصل في سوريا، توضحت لنا مسألة الشعب والنظام، فنحن مع الاصلاح وليس مع تدمير سوريا، ولكن هناك معارضة سورية مسلحة تقاتل نظاما، ثم تطورت الى عشرات الآلاف الذين أتوا أو جيء بهم من كل أنحاء العالم للقتال في سوريا، مشيرا إلى الدول العربية التي لا تملك دستورا أو انتخابات، وإذا بها تأتي الى سوريا لتقاتل بحجة إصلاح النظام، والهدف تدمير سوريا مهما كان الثمن.

وتابع: أيها الناس، نحن آخر المتدخلين، فقد سبقنا المستقبل وغيره من القوى. ولو أننا تدخلنا الآن في سوريا الى جانب المعارضة لأصبحنا حزب الله الحقيقي، ورفعت راياتنا في الدول العربية، وارتحنا من الفضائيات العربية. هناك مشروع اميركي – تكفيري لإسقاط المنطقة. نحن أمام هذه الهجمة الكونية، رأينا أن مساهمتنا مثل البحصة التي تسند الخابية، وهي مدروسة ومحسوبة لمواجهة هذا المشروع الكوني الذي لا يستهدف فقط سوريا، بل المنطقة كلها لصالح المشروع الاميركي – التكفيري. لقد تدخلنا لأننا رأينا أن مساهمتنا مجدية.

وأكد أن ما بعد القصير، هو كما قبلها، وقال: نحن لن نتغير، لأن المشروع الذي يستهدف المنطقة لم يتغير، بل بالعكس هناك تطوير لوجودنا، وما كان سيكون، وسنتحمل مسؤولياتنا ولا حاجة للتفصيل.

رد الحريري
وليل امس، رد الرئيس الحريري على نصرالله وقال: قدم نصرالله دليلا جديدا على المسار الخطير الذي يقود البلاد إليه، والذي على حد توصيفه يريد له أن يتخطى حدود لبنان، ليطاول المشرق العربي برمته من فلسطين الى سوريا وكل بلدان المنطقة. ويبدو ان السيد حسن قد بذل مجهودا خطابيا كبيرا لتبرير الانخراط في هذا المسار وتجميل الاهداف السياسية لمشاركة مقاتلي حزب الله في الحرب السورية، وهو اظهر براعة في استخدام آلام الجرحى والمصابين في المواجهات مع العدو الاسرائيلي، لتغطية هذه المشاركة وابتداع الأسباب الموجبة لقتاله الدائر ضد قطاع كبير من الشعب السوري.

اضاف: غير ان السيد حسن لم يكن موفقا ولم تحالفه البلاغة في إسقاط الجرائم التي يشارك حزبه في ارتكابها في سوريا، على تيار المستقبل وادعائه ان التيار يرسل المقاتلين ويدفن القتلى في الاراضي السورية. ان اقل ما يمكن ان يقال في هذا الكلام انه كلام من انتاج مخيلة السيد حسن نصرالله، ولا مكان له على الاطلاق في مراتب الصدق والحقيقة. واذا كان السيد حسن يريد ان يرمي التهم جزافا بداعي البحث عن شركاء له في الجرائم التي تستهدف الشعب السوري، فإننا نقول له ان يفتش عن اهداف اخرى غير تيار المستقبل. لقد أعلنا منذ اللحظة الاولى لاندلاع الثورة السورية تضامننا الكامل مع حقوق هذا الشعب وتضحياته، ولم نخف في يوم من الايام موقفنا السياسي الذي نتمسك به حتى هذه اللحظة، اما ان نكون قد نظمنا او ارسلنا فردا واحدا للقتال داخل سوريا، فهو ادعاء يرقى الى حدود التلفيق والتضليل.

وعلى اي حال فان اوجه التضليل في خطاب السيد حسن لم تقتصر على هذا الامر، بل هي تعمقت في تحديد الأسباب التي حملته على اتخاذ قرار المشاركة في الحرب السورية، وإعلانه صراحة انه وجد بنتيجة المتابعة والمواكبة، وجوب المشاركة في الحرب، ليس دفاعا عن سوريا فحسب انما للدفاع عن لبنان والدولة والسيادة والاقتصاد، والسؤال البديهي الذي يطرح في هذا المجال، من هي الجهة التي كلفت السيد حسن بالمتابعة والمواكبة، وهل طلب اجتماعا لمجلس الوزراء لسؤاله عن حاجة لبنان لخوض معركة الدفاع عن النفس فوق الاراضي السورية، وهل بادر الى سؤال رئيس الجمهورية عن رأيه بامكانية مشاركة الجيش اللبناني في معركة الدفاع عن لبنان ؟

كعادته في كل المراحل، أراد السيد حسن نصرالله ان يختزل الدولة اللبنانية بمجلس شورى حزب الله وان يقدم دليلا جديدا على ان الدولة ومؤسساتها ورئاساتها وقواها المسلحة غير موجودة في قاموسه. لان السيد حسن يقرأ قي قاموس واحد هو قاموس المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي، الذي ذهب السيد حسن خصيصا للاجتماع اليه في طهران وعاد منها بفتوى المشاركة الى جانب بشار الاسد. كذلك لا يحتاج السيد حسن الى استخدام بلاغته في الحديث عن المقيمين في الخارج وقوله في مجال رمي الاخرين بتعدد الجنسيات ان حزب الله يمتلك فقط الجنسية اللبنانية، لان هوية الحزب وجنسيته ومرجعيته إيرانية بامتياز.

لقد اصدر السيد حسن فتوى بتحريم اطلاق الرصاص في المناسبات. فحبذا لو يقتنع باصدار فتوى بوقف استخدام السلاح. فهل اطلاق الرصاص على الشاب الجنوبي هاشم السلمان هو حلال ؟ وهل اطلاق الرصاص على أطفال ونساء وشيوخ سوريا هو حلال ؟ وهل صار القتال في شوارع القصير نوع من انواع المساهمة في بناء سوريا؟ لقد اعتقدنا لوهلة ان المجموعات المسلحة التي يتحدث السيد حسن نصرالله عن وجودها في مدينة القصير، تابعة لفرق العمل في جهاد البناء. وهي لم تشارك باطلاق رصاصة واحدة على المواطنين الابرياء!! هذا هو الحرام بعينه يا سيد حسن. حرام توريط لبنان وتعريض مصالح ابنائه للخطر وحرام الإصرار على مسار مجهول نهايته الخراب….. ومع كل ذلك، تريد حكومة فيها الثلث المعطل ؟! وتريد من سائر اللبنانيين ان يرتاحوا لقرارك مواصلة حرب الدفاع عن نظام بشار الاسد؟!
  

السابق
المستقبل: حزب الله أكد أن هويته وجنسيته ومرجعيته إيرانية بامتياز
التالي
اللواء: المشهد المضطرب: إشتباك كلامي بين حزب الله والمستقبل