قبلان: الاسلام دين الوحدة والعدل يرفض الارهاب والقتل والاعتداء

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالحديث عن فضائل شهر شعبان حيث ذكرى ولادة الامام الحسين وابي الفضل العباس والامام زين العابدين، "فهؤلاء الخيرة من أصفياء الله، نحتفل بذكرى ولادتهم لنتأسى بهم ونسير على خطاهم وتعمل عملهم، ونواليهم ونتقرب بهم الى الله، فهم العمدة والخير المطلق والبركة الوفيرة، فتاريخهم أبيض وسيرتهم كريمة، نعود اليهم في الملمات الصعبة، ندرس سيرتهم ونعمل عملهم ونحب من يحبون ونوالي من يوالون، فالامام الحسين رجل مبارك نفي يجسد الطهر، فهو تصدى للباطل يريد ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يريد طلب الاصلاح في أمة جده رسول الله، فهذه الدعوة الى الاصلاح لاتزال نعيشها في رحابنا".

ووجه نداء الى جميع المسلمين في أقطار الأرض، فقال: "ادعوا الى سبيل ربكم بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلوهم بالتي هي أحسن، إن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخونه، فالمسلم مرآة أخيه، ونتوجه الى علماء الدين العقلاء لنطالبهم ان يخرجوا من كهوفهم فيدعوا الى سبيل الله ويصلحوا ذات بينهم فيأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويدعوا الى الخير ويصلحوا شأن المسلمين، لأننا نعيش في حالة يرثى لها، نتقاتل فيها ونعيش الفتن والشر والمنكر، فمن روحية شهر شعبان المبارك والميمون نطالب جميع المسلمين بأن يتحركوا لطلب الخير والصلاح والابتعاد عن الفتن والدعوة الى الله بالموعظة الحسنة والحكمة البالغة، فنبتعد عن التعصب، فالقتل لا مبرر له، والانسان خليفة الله على الارض والمطلوب منا ان نحافظ على هذا الخليفة، فنتعاون معه ونشد أزره ليبقى صامدا في وجه التيارات المنحرفة والأحقاد الخبيثة والحسد المستشري، وعلى جميع المسلمين في العالم أن يخرجوا عن الصمت واللامبالاة، فلا عذر يدعونا الى الفرقة، فداووا أمراضكم ومشاكلكم بمراهم الحكمة وكونوا في خدمة دينكم. التزموا أوامر الله تعالى وكونوا في خط الاستقامة، نناشد الجميع في كل البلاد أن يتقوا الله في بلاده وعباده، فيكونوا ثابتين بوجه الظلمة والطغاة والمستبدين، وعلينا أن نتعاون لما فيه مصلحة العباد. ندعو الى الاستقامة والسبيل السوي والسلوك المستقيم، فكونوا دائما صوت الحق وابتعدوا عن الفظاظة، فلماذا هذه الجرأة على قتل النفس التي حرمها الله؟ إن الدين عدالة واستقامة وسلام ورحمة ومحبة، فالعنف ليس من الدين والارهاب ليس من الايمان، والفتن وسيلة من وسائل الشيطان الذي هو عدو لكم، فاتخذه عدوا لأنه يفتك بالانسان، فحاربوا الشيطان لانه عدوكم، ونطالب سماحة شيخ الازهر وكل علماء المسلمين بأن يخرجوا عن صمتهم ويدخلوا في رحاب الحق ويقولوا كلمة الحق والصدق والايمان، فيعملوا لجمع شمل المسلمين ورأب صدعهم وتحريم القتل والاعتداء ليكون المسلمون مع الله في رحاب الحق".

وأكد أن "إثارة الفتن والتحدي وانتهاك الحرمات وسبي النساء وقتل الاطفال وعلماء الدين أعمال وحشية ليس لها أي مبرر، والله بريء من كل مجرم وسفاح وقاتل وظالم ومعتد، ونريد أن يخرج المسلمون من صمتهم ليصرخوا بصوت واحد ضد الارهاب والاعتداء، فليكن الجميع مع السلام والوئام والمصلحة العامة، ونقول للجميع في مولد الامام الحسين الذي قال: ما خرجت اشرا ولا بطرا انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي، فأين المسلمون من شريعة الرسول محمد الذي هو ملاك كبير عفى عن قاتل عمه حمزة كما عفى عن المشركين وحطم الاصنام لينشر العدل والمحبة والتعاون والمودة، فالنبي محمد عظيم الانسانية مبارك طاهر جاء بالاسلام ليهدي الناس ويعظهم فيتعارفوا ويتعاونوا، فيكف بالمسلمين يقتلون ويخرجون عن أوامر الله تعالى، الاسلام دين واحد والمذاهب الاسلامية متعددة والاسلام دين الوحدة والعدل والمدنية التي ترفض الارهاب والقتل والاعتداء، فليخرج العقلاء والمسلمون للدعوة الى سبيل الله بالحكمة والاحسان والخير والمودة، فلا يجوز ان تعيش الامة حالات التعصب والفتن والشر والمنكر والبغي، فليعد المسلمون الى رحاب دينهم وخطاب قرنهم يبتعدوا عن الشر ويلتزموا فعل الخير، نريد ان يكون المسلمون على الدوام مع الله تعالى ليكون الله معهم ، وهنا نقول لمن اعطى الفتوى لقتل الناس ان الله قوي ينصر من نصره ويخذل من خذله والحسين قتل مظلوما دون مبرر ومسوغ واستشهد من اجل الدين واحقاق الحق وازهاق الباطل وعلى المسلمين اجتناب القتل لانه دمار ومعصية وليتمسك المسلمون بحبل الله فيكونوا انصار الحق بعيدين عن الباطل".
  

السابق
المشهد المتحوّل حول «حزب الله»: خطره يضاهي خطر «القاعدة»
التالي
عين الزرقا حاجة ملحة لقرى البقاع الغربي وراشيا الـ42