البناء: صراع نفوذ للسيطرة على الطريق الجديدة وتحركات مشبوهة

في وقت تتجه الأنظار نحو ما يمكن أن يصدر عن المجلس الدستوري حيال الطعن بالتمديد لمجلس النواب عاودت العصابات المسلحة استهداف مدينة الهرمل ومحيطها بالصواريخ للتعويض عن الهزيمة التي مُنيت بها في القصير وغيرها كما لجأت هذه العصابات إلى التفجيرات الإرهابية من جديد من خلال استهداف ساحة المرجة في دمشق ما أدى إلى سقوط 14 شخصاً وجرح ما يزيد عن 30 آخرين بينما تواصلت عمليات نقل جرحى المسلحين من الداخل السوري عبر منطقة عرسال إلى عدد من مستشفيات البقاع والشمال رغم عدم قدرة هذه المستشفيات على استيعاب المزيد من هؤلاء بعد أن تجاوز عددهم المئات.

أزمة قرار الطعن
في هذا الوقت يبدو أن الانقسامات بين أعضاء المجلس الدستوري حول كيفية النظرة القانونية لمسألة الطعن في التمديد لمجلس النواب قد تطيح بإمكانية أخذ المجلس لقرار في الطعنين المقدّمين له ولو عبر اللجوء إلى التصويت في ضوء عدم اكتمال نصاب الجلسة التي كان دعا إليها رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان أمس والتي تغيّب عنها ثلاثة أعضاء من أصل عشرة لأن قانون المجلس يحدّد النصاب بحضور ثمانية أعضاء بينما إقرار الطعن يتطلب تصويت سبعة منهم.

وأعلن القاضي سليمان أن جلسة للمجلس ستُعقد عند العاشرة من قبل ظهر اليوم لافتاً إلى أنه لا يعلم ما إذا كان سيتم النصاب أم لا.

وفي المعلومات أن هناك صعوبة لانعقاد جلسة المجلس اليوم لأن غياب الأعضاء الثلاثة سيتكرر مجدّداً. وأوضحت هذه المعلومات أن الانقسام بات واضحاً بين أعضاء المجلس لاعتبارات قانونية وسياسية مشيرة إلى اعتراض الأعضاء الثلاثة على ما تضمّنته مطالعة رئيس المجلس بعد أن جرى تعيينه مقرّراً للنظر في الطعنين والتي تعلل الأخذ بالطعن واعتبارها أن لا موجبات أمنية أو استثنائية توجب التمديد لمدة سنة وخمسة أشهر لمجلس النواب. في حين يطالب الأعضاء الثلاثة بأن يتمّ النظر جدّياً في مسألة الظروف الأمنية الداخلية والمحيطة قبل البتّ في الطعن.

تجدر الإشارة إلى أن المشكلة الأخرى أمام المجلس الدستوري ليست فقط في ضرورة البتّ بالطعن قبل 19 الحالي استباقاً لانتهاء ولاية المجلس لكي يتمكن من إقرار ما يتوجب من خطوات في حال إقرار الطعن وإنما أيضاً أن المجلس الدستوري لم يبق أمامه سوى أسبوعين لإصدار قراره أي حتى 26 الجاري وإلا يصبح عندها الطعن وكأنه غير موجود لأن القانون يعطي مهلة شهر لإبداء مطالعته واتخاذ القرار في الطعن المقدّم له.

العصابات المسلّحة تعاود قصف الهرمل
على صعيد آخر عاودت العصابات المسلحة إطلاق الصواريخ على مدينة الهرمل ومحيطها للتعويض على هزيمتها في مدينة القصير على أيدي الجيش السوري وعمدت أمس إلى إطلاق أكثر من عشرة صواريخ على المدينة ومحيطها ما أدى إلى سقوط أربعة جرحى. وأكدت مصادر أمنية في المنطقة أن المدينة نجت من مجزرة في بعض أحيائها بعد أن تساقطت الصواريخ بالقرب من المنازل وفي محيط أحد مراكز الجيش. وأضافت أن المعلومات تشير إلى أن مكان إطلاق الصواريخ هو مواقع للمسلحين في السلسلة الشرقية وبعضها داخل الأراضي اللبنانية.

إشكال مسلح في الطريق الجديدة
وفي الشأن الأمني أيضاً حصل إشكال مسلح عصر أمس في حي الطمليس في الطريق الجديدة بين عناصر من ميليشيا "تيار المستقبل" ومناصري جمعية التقوى ما أدى إلى سقوط إصابات.
وفي وقت لاحق أعلنت قيادة الجيش في بيان عن سقوط ثلاثة جرحى نتيجة التضارب في هذا الإشكال الذي تدخلت على اثره قوى الجيش المنتشرة في المنطقة وفرضت طوقاً أمنياً حول مكان الحادث كما داهمت منازل مطلقي النار الذين فروا إلى جهة مجهولة.

تحرّكات مشبوهة للمجموعات المسلّحة
وعلم في هذا السياق أن الأيام القليلة الأخيرة سجلت ضبط مجموعات مسلحة وأخرى تقوم بمحاولات "تخريبية" وهي تابعة لـ"جبهة النصرة" و"الجيش الحر" في أكثر من منطقة.
وقالت المعلومات إن هذه المجموعات نشطت في الساعات الماضية وضبط بعضها في تحركات وأماكن مشبوهة.

الطريق الجديدة وصراع النفوذ
واضافت المعلومات أن هناك 3 محاور مسلحة تتجاذب الطريق الجديدة الآن الأول جبهة النصرة التي انتشرت أخيراً وبقوة وتضم عناصر لبنانية وسورية والمحور الثاني أنصار أحمد الأسير الذين يركزون وجودهم في أكثر من منطقة في الطريق الجديدة ورفعوا صوراً له في غير شارع.
أما المحور الثالث فهو "تيار المستقبل" الذي يحاول استعادة نفوذه بعد أن تراجع أخيراً وبشكل واضح نتيجة الشراكة المستجدة في المنطقة من قِبل الأطراف الأخرى والخلافات بين مسؤوليه.

مضايقات للبنانيين في الخليج
وبعيداً عن هذه الأجواء كان اللافت أمس تصاعد الحديث عن مضايقات يتعرّض لها عدد العائلات اللبنانية في بعض دول الخليج على خلفية تعاطفها مع المقاومة.
وأفيد أمس أن وزارة الخارجية تسلمت منذ أيام لائحة من تسعة لبنانيين قيد الترحيل يعملون في دول الخليج بعد أن تقرر عدم تجديد إقاماتهم بسبب انتماءاتهم السياسية.

تفجيران إرهابيان في دمشق
أما في الشأن السوري لجأت العصابات المسلحة التكفيرية أمس إلى استهداف المدنيين في دمشق عبر عمليتين انتحاريتين في ساحة المرجة في محاولة واضحة لرفع معنويات المسلحين بعد الهزائم التي تعرضوا ويتعرضون لها على أيدي الجيش السوري.
وكان إرهابيان فجّرا نفسيهما في ساحة المرجة في دمشق ما أدى إلى مقتل 14 مواطناً وإصابة 31 آخرين بجروح متفاوتة وقالت قيادة الشرطة في دمشق إن الإرهابييْن فجّرا نفسيهما قرب قسم شرطة الانضباط.

مجلس الوزراء السوري
وفي هذا الإطار دانت الحكومة السورية خلال اجتماعها برئاسة رئيس الحكومة وائل الحلقي التفجيرين الإرهابيين. وأكدت أن هذا العمل الأرعن جاء نتيجة إفلاس المجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها بسبب الانتصارات المميّزة للجيش السوري في الأراضي السورية كافة.

موسكو تدين الانفجارين
بدورها قالت وزارة الخارجية الروسية إن تفجيري دمشق تقف وراءهما القوى التي تعرقل الحل السياسي في سورية. ودعت إلى ضرورة وضع حد لمحاولات إطالة المواجهة المسلحة وتحويل سورية السلمية والمتسامحة إلى قاعدة للإرهاب الدولي والتطرف.
كما أعربت الخارجية الروسية عن استيائها من إقدام عناصر مسلحة تكفيرية في سورية على قتل صبي في الـ14 من العمر بتهمة الكفر. وقالت "إن مأساة جديدة وقعت لتؤكد ضرورة تسريع عمل التسوية السياسية للنزاع في سورية".

مقتل عشرات المسلحين
وفي الشأن الأمني أيضاً واصلت القوات السورية ملاحقة المجموعات المسلحة في عدد من المحافظات فاستهدفت مواقع المسلحين في حمص وريفها وألحقت بهم خسائر فادحة كما أعادت الاستقرار إلى حي وادي السايح في مدينة حمص. ودمرت وحدات الجيش السوري تجمّعاً للمسلحين في ريف تدمر.

وفي حلب وريفها واصلت وحدات الجيش السوري عملياتها ضد المسلحين في محيط سجن حلب المركزي ومطار منغ ودمرت كميات من الأسلحة كما أحبطت محاولات تسلل إلى سجن حلب وقضت على مجموعات إرهابية عند مدرسة الصناعة الخامسة وأفادت قناة "روسيا اليوم" عن مقتل أكثر من 20 مسلحاً في محيط مطار منغ.

كذلك دمرت وحدات الجيش السوري عدداً من مستودعات الأسلحة للإرهابيين وقضت على عدد كبير منهم في قرى وبلدات ريف دمشق حيث أحصي مقتل 15 مسلحاً في مدينة الزبداني كما عثر على نفق جنوب شرق مستشفى تشرين في مزارع حي برزة بطول 40 متراً.

بوتين ينتقد دعم الغرب للإرهاب في سورية
في المواقف انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب الذي يحارب الإرهاب في مالي ويدعمه في سورية وقال "إن الغرب يحارب في مالي القوى التي يدعمها في سورية" وأضاف: "إنه رغم الملاحظات على النظام فإن ليبيا مدمّرة والصراع مستمر وفي حال التدخل في سورية فإن هذا سوف يحدث أيضاً".

ولاحظ بوتين "أن "جبهة النصرة" هي مكون أساسي في المعارضة المسلحة وهي مدرجة ضمن قائمة الإرهاب الأميركية" وأضاف "إن الجهود الغربية لفرض الديمقراطية أدت إلى فوضى في الشرق الأوسط".
  

السابق
الشرق: سليمان فاتح الحزب بتداعيات انخراطه في القصير
التالي
الشرق الأوسط: الزياني: التعرف على منتمي حزب الله في الخليج يخضع لإجراءات أمنية