أنت عربي إذن … أنت زومبي!

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن فيلم زومبي وعن قرب عرضه في السينما، وبالبحث عن مصطلح زومبي تحديدا، اتضح أنه أطلق على آكلي لحوم البشر، وكانت المفاجأة غير المتوقعة أن الفيلم يمجد الجيش الإسرائيلي وأنه الجيش القادر على قهر الزومبي وينقذ البشرية من هذه الوحوش، والذي اكتشف العبد الفقير أن الزومبي ليسوا سوى العرب لا ينازعهم الدموية في الفيلم أي قومية أخرى!
وكأن الأمة العربية قد خلت من الهموم والمشاكل حتى يتفرغ لها يهود هوليوود بتشويه السمعة والسخرية والاستهزاء، حملة شرسة متعمدة تحمل في طياتها العدائية والعنصرية بأبشع صورها جعلت من العربي في عقول الغربيين السذج ذلك المتخلف والمتحجر والدموي والباحث عن المتعة المحرمة وغيرها من صفات ألصقت قسرا بالعرب في انتهاك صريح للمبادئ والقيم التي قام عليها ميثاق الأمم المتحدة والذي ينادي باحترام القوميات والعرقيات ومنهم العرب، وليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد اعتادت بؤرة صناعة السينما الأميركية القذرة وعلى مدى العقود الماضية على إهانة العرب على وجه الخصوص دون أن نسمع رفضا أو استنكارا أو شجبا، اللهم إلا من البعض من النقاد الشرفاء في الغرب، الذي استنكر أحدهم علنا هذا الفيلم، واصفا إياه بالعنصري واللاأخلاقي، وأنه يكرس الحال العدائية في الغرب ضد كل ما ينتمي إلى العرب والمسلمين بصلة!
ماذا لو أطلق زومبي على اليهود، وصُـنع فيلم عنهم وأنهم أعداء البشرية ومغتصبو الأراضي العربية وأنهم وحوش بأشكال آدمية، هل يا ترى ستصمت الآلة الإعلامية اليهودية عن ذلك أم ستقيم الدنيا ولا تقعدها وتعد قائمة اتهام طويلة وأولها الاسطوانة الممجوجة معاداة السامية، لأنه تعرض لشعب الله المختار وهم – باعتقادهم – الأرفع نسبا وشرفا، عن بقية شعوب الأرض، أو الجوييم بحسب التلمود وبروتوكولات حكماء صهيون؟!  

السابق
حملة تشجير في صور
التالي
سندفع ثمن خذلان الشعب السوري