قبلان: ما يجري على الارض لا يمت الى الاسلام والأحقاد والظلم

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالحديث عن يوم المبعث النبوي الشريف "حيث ظهر الحق والصدق والعدل والانصاف والرحمة، فالنبي محمد مفتاح الخير والايمان والاسلام ويوم المبعث دعوة للانفتاح على الاخرين والاعتراف بهم، فيه كل الخير والمحبة والرحمة الالهية على الانسانية جمعاء، مما يستدعي أن نتطلع الى مهمات النبي محمد الذي كان نورانيا شفافا قريبا من الناس، ورحلة الاسراء والمعراج النبي التي وصل فيها الى قاب قوسين او ادنى بامر الله تعالى كان ايذانا بتحمل النبي المسؤولية في الدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأشرق نور النبي على المعمورة وانبثق من خلال مبعثه الخير والاصلاح والمعروف لينطلق الرسول المبارك في تبليغ رسالة الله تعالى، فكان خاتم الانبياء ورسالته كانت خاتمة الرسالات السماوية، فوضع الامة على نهجه لتستضيء بنور علمه وورعه وتعمل جاهدة لنشر الدعوة وفق ما أمر الله تعالى، فالنبي انسان روحاني تجلبب بلباس التقوى وتدرع بالورع والخلق الفاضل والصدق والامانة، فكان يلقب قبل دعوته بالصادق الامين فهو كان معتدلا مستقيما مخلصا في توجهاته وعبادته، وعلينا كمسلمين ان نعود الى رسالة الحق ونعمل بها لنضفي على الجميع حياة كريمة واخلاصا وورعا وتقوى، لذلك نطالب الجميع بالعودة الى ربوع الاسلام ولا سيما اننا نعيش المحن فنتعلم من الاسلام كل فضيلة واحسان فندعو الى الله تعالى بالحكمة ونتمسك بحبله ونبتعد عن الحقد والعصبية والانانية فنستقيم من كل امر وسلوك، فالاسلام دين الامن والعدالة والاستقامة والانصاف".

وأكد أن "جميع المسلمين مطالبون بالعودة الى ربهم ونبيهم وأن يتمسكوا بكل خير، فما يجري على الارض لا يمت الى الاسلام، فالأحقاد والظلم والبغضاء ليست من صفات المسلم، إنما هي صفات الانسان الاناني المتعصب المبغض للناس، وعلى المسلمين ان يتمسكوا بأحكام الشرع وبتعاليم القرآن وسيرة النبي واهل البيت، فنعمل بصدق وإخلاص لنكون بعيدين عن كل تعصب، فنحن نعيش جاهلية من جديد حيث تتحكم ببعض المسلمين العصبية والحقد، والاسلام بعيد عن العصبية، وقد سئل الامام زين العابدين عليه السلام عن العصبية فقال: ليست العصبية ان يحب الانسان قومه انما العصبية يفضل شرار قومه على خيار قوم آخرين".

وطالب "وسائل الاعلام عموما والفضائيات خصوصا بتقوى الله في البلاد والعباد فيكونوا عقلاء منصفين ويقولوا كلمة الحق ويقدموا النصيحة، لأن الدين نصيحة، فإثارة العصبيات والغرائز ليست من الدين ولا من الاسلام وليست من مهام ووظائف الاعلام، فالنبي محمد جاء رحمة لكل الناس ليتحابوا ويتعاونوا ويتعارفوا وليس ليتقاتلوا وهو جاء ليقوي المحبة بين الناس ويتواصلوا مع البشرية جمعاء فهو كان قريبا من الناس بعيدا عن كل عيب وحقد فكان متواضعا للناس وعلينا ان ندرس سيرة النبي والائمة لنتعلم منهم الخير والايمان والبركة، ان بلادنا تعيش اوضاعا صعبة وسيئة وعلينا ان نعود الى شريعة الله تعالى ونعمل بسنة النبي واهل البيت وعلينا ان نسلك طريق محمد ونعمل عمله ونبتعد عن عمل الشيطان الذي يقودنا الى الفساد والمنكر والخراب فنكون مع الله ليكون الله معنا فان تنصروا الله ينصركم، لذلك نقول للعرب والمسلمين اتقوا الله واصلحوا بلادكم وشعوبكم وكونوا في خط الانصاف والاعتدال والله معكم ما دمتم بعون اهلكم وشعبكم".
  

السابق
خطة كيري نموذج جديد للشراكة أم سلام اقتصادي؟
التالي
مقتل ستة زوار ايرانيين بانفجار سيارة مفخخة شمال بغداد