السياحة جنوباً.. الخوف من الأسوأ

يفضل أصحاب المؤسسات السياحية في الجنوب، عدم الحكم على الموسم السياحي الحالي، على الرغم من التباشير غير المشجّعة حتى الساعة.
وفيما يقرّ رئيس "نقابة المؤسسات السياحية والمطاعم والملاهي في الجنوب" ونائب رئيس "الاتحاد اللبناني للسياحة" علي طباجة، بأن "بداية الموسم غير مشجّعة إلى الآن، وإذا ما استمرت على ما هي عليه، فإننا نتوقع الأسوأ"، لا يخفي أصحاب المؤسسات الموزعة بين الفنادق والمطاعم والملاهي ومستثمري الخيم البحرية على الشاطئ الجنوبي لصور، قلقهم من استمرار التداعيات الأمنية والسياسية على مستوى لبنان والمنطقة، التي تنعكس مباشرة على النشاط السياحي برمته.
تعتمد صور، التي تتمتع بعناصر الجذب السياحي المختلف، حيث تتميز بشاطئها الرملي وأماكنها الأثرية والطبيعية وأسماك بحرها وهدوئها الأمني، في كثير من نشاطها في الموسم، على المغتربين من أبناء المنطقة وسائر المناطق اللبنانية، إضافة إلى جنود قوات حفظ السلام "اليونيفيل" وعائلاتهم الذين تراجعت حركتهم مؤخراً.
لكن ما يخشاه أصحاب المؤسسات السياحية بأنواعها كافة، البرودة في عودة المغتربين، وتمضية عطلهم الصيفية في المنطقة، أيضاً الأحداث الأمنية المتفرقة، بما فيها قطع الطريق الساحلي بين الحين والآخر، وانعكاس ذلك على الزوار المحليين، الذين يأتون عادة من مناطق بيروت والجبل وحتى الشمال والبقاع، ناهيك عن قدوم شهر رمضان في ذروة الموسم السياحي، وازدياد الصعوبات الاقتصادية والقيود المصرفية على المغتربين خصوصاً.
وتشير الإحصاءات التي يتحدث عنها أصحاب المؤسسات السياحية ونقابتهم، إلى تراجع تعدى 30 في المئة، مقارنة مع أيار العام 2012.
وعلى الرغم من هذا القلق على الموسم، فإن أصحاب مؤسسات عدة، ما زالوا يستبشرون خيراً، ولا يريدون إبرام الأحكام، قبل شهر حزيران، الذي يشهد بداية انتهاء العام الدراسي، وتفرغ الأهالي لقسط من الراحة.
ويبدي صاحب "مطعم وأوتيل الفنار" في صور ريمون صالحة تفاؤلاً ملحوظاً بالموسم السياحي في المنطقة. ويقول لـ"السفير": إن البداية تعتبر مقبولة، حيث تبلغ الحجوزات حوالي 30 في المئة، لكن النسبة، قابلة للارتفاع مع بداية الشهر المقبل، وبالتالي لا يمكننا الحكم على الموسم منذ الآن، مقراً في الوقت عينه بتراجع النشاط السياحي.
ويضيف إن "غالبية زبائننا من قوات "اليونيفيل" وعائلاتهم، وبعض المناطق اللبنانية"، آملاً أن تتحسّن الأوضاع الأمنية والسياسية، التي من شأنها رفع مستوى الحركة السياحية والاقتصادية.
ويشير مدير "استراحة صور السياحية" حليم حداد، إلى أن "بداية الموسم السياحي تعتبر خجولة، مقارنة مع شهر أيار العام 2012"، ويكشف لـ"السفير"، أن "الحجوزات الحالية، لا تزيد على 20 في المئة، وأن ذروة العمل، تنحصر في أيام العطلة"، معيداً أسباب التراجع في النشاط السياحي إلى الأوضاع الأمنية والسياسية العامة.
ويبدو مدير "فندق موركس" هشام جابر أكثر تفاؤلاً بالموسم السياحي للعام الحالي، ويؤكد لـ"السفير" أن "هناك حجوزات مقبولة"، آملا أن تستمر مع قدوم المغتربين وعائلاتهم من أبناء المنطقة، الذين يشكلون النواة الأساسية لمجمل النشاط السياحي، لافتا الانتباه إلى أن "أسباب التراجع السياحي تعود إلى الأوضاع والمشاكل الأمنية والسياسية".
يؤكد صاحب "مطعم ساليناس" حسين الأشقر لـ"السفير" أن "الموسم السياحي الماضي، خصوصاً في أيار، أفضل من أيار الحالي". ويلحظ أن "الوضع في منطقتنا هادئ جداً، ولا توجد مشاكل، لكن المشكلة، تكمن في الأحداث القائمة في لبنان، التي تحرم الزبائن من التوجه إلى المنطقة، جراء الأحداث، وحالات إقفال الطرق وسواها".
وتشكل الخيم البحرية الموسمية الموجودة على الشاطئ الجنوبي لمدينة صور ومنطقة رأس الجمل، البالغ عددها أكثر من 50 خيمة، ذات مواصفات وشكل موحّد، عاملاً رئيساً في جذب السيّاح من أبناء المنطقة وسائر المناطق اللبنانية.
ويعتبر حبيب بدوي أحد مستثمري هذه الخيم الواقعة ضمن محمية صور الطبيعية، وتعود عائدات استثمارها أساساً إلى البلدية، أنه "لا يمكن معرفة نتائج الموسم السياحي، خصوصاً في منطقة الخيم البحرية"، ويوضح أن "البلدية منحتنا 10 أيام للبدء بموسم الخيم البحرية مبكراً، لاعتبارات تتعلق بقدوم شهر رمضان في عز الموسم، حتى نتمكن من تعويض تلك المرحلة، جراء تراجع النشاط والحركة السياحية بفعل الأوضاع السياسية والأمنية".
وليس بعيداً من ذلك، يؤكد طباجة لـ"السفير" مجدداً، أن "المؤسسات السياحية وغيرها في منطقة الجنوب وصور خصوصاً، تعتمد على المغتربين في افريقيا وأوروبا". ويتوقع "أنه في حال استمر الوضع المتأزم، فغالبية المغتربين لن تتشجع للعودة لتمضية الصيف هنا"، موضحاً أنه "إضافة إلى الأوضاع الأمنية والسياسية، وقطع طريق صيدا بين الحين والآخر، هناك مشكلة الوضع الاقتصادي العام والقوانين، من بينها قانون منع التدخين في الأماكن العامة".
وبعدما يقدر أن "تبلغ نسبة التراجع هذا الموسم، إلى حوالي 40 في المئة، مقارنة مع العام الماضي"، يشير إلى أن "التراجع بين أيار 2012 وأيار 2013 تجاوز 30 في المئة".
ويرى طباجة أن "ما نحتاجه للحفاظ على هذا القطاع الحيوي، هو تحسن الأوضاع الأمنية والسياسية، وابتعاد المسؤولين عن حدة التوتر السياسي، لأن النشاط السياحي بحاجة إلى الأمن والاستقرار في الدرجة الأولى، لينمو ويزدهر".
  

السابق
هل تكون صيدا عنوان الانفجار الأمني بعد طرابلس؟
التالي
حزب الله لاعبا في الساحة السورية: الخسائر والأرباح