البناء: طرابلس على برميل بارود والجيش يؤكد الحزم مهما كلّف الأمر

كشفت الإنجازات الاستراتيجية التي حقّقها ويحقّقها الجيش السوري في القصير وريفها بعد أن بسط سيطرته بالكامل على البويضة الشرقية وطهّرها من آثار همجية المسلّحين حالة الضياع والتشتّت والإرباك لدى المحور المعادي وكل أدواته من "ائتلاف الدوحة" إلى العصابات التكفيرية وما يسمّى "جبهة النصرة" التي تركت وراءها ما لا يقبل أي نقاش حول تعاملها مع العدو "الإسرائيلي" من خلال ما ضبطه الجيش السوري من أسلحة وذخائر وأقنعة واقية من صنع "إسرائيلي" وذلك بعد عملية فرار عشوائي للإرهابيين في البراري وفي كل الاتجاهات.

وكانت وحدات من الجيش السوري أعادت الأمن والاستقرار إلى قريتي المسعودية والصالحية في ريف القصير الشمالي وواصلت مهامها في ملاحقة ما تبقّى من الإرهابيين وقامت بعمليات التفتيش والتمشيط كما فكّكت عدداً من العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون في القريتين المذكورتين.

القضاء على إرهابيين في ريف دمشق
وفي ريف دمشق أوقعت وحدات من الجيش خسائر كبيرة في صفوف الإرهابيين في سلسلة عمليات نفّذتها أمس ضد تجمّعاتهم في حرستا ودوما وببيلا وداريا أسفرت عن إيقاع عدد منهم بين قتيل وجريح.

عمليات في محيط مطار منغ وسجن حلب المركزي
وفي محيط مطار منغ والسجن المركزي وخان العسل في حلب دمّرت وحدات من الجيش السوري صهريجاً مفخخاً وعدداً من أوكار الإرهابيين وتجمّعاتهم وأوقعت العديد منهم بين قتيل وجريح.
وأشار مصدر عسكري لـ"سانا" إلى أنه تم القضاء على تجمعات للإرهابيين قرب المدرسة والمقبرة والمزارع في بلدة منغ وفي محيط مركز البحوث الزراعية إضافة إلى تدمير أوكار للمسلّحين في دير جمال والعلقمية.

كذلك نفّذت وحدة من القوات المسلحة عملية نوعية ضد تجمّع للإرهابيين في حلب وأوقعت عدداً من القتلى والجرحى في صفوفهم.
وذكر مصدر مسؤول لـ"سانا" أن من بين الإرهابيين القتلى الملقّب الحاج مارع قائد ما يسمّى لواء التوحيد في سورية واسمه الكامل عبد القادر صالح.

.. وحسم في القنيطرة
وفي القنيطرة حسم الجيش السوري الوضع وعزّز سيطرته على معبرها وكامل المنطقة بعد محاولات مجموعات المعارضة المسلحة احتلال هذا المعبر الحيوي والاستراتيجي.
وكشفت الوقائع أن ما قامت به هذه المجموعات ليس محاولة فقط للثأر من هزيمة القصير أو لمجرد السيطرة على هذا المعبر بقدر ما تعكس حالة التواطؤ والتعامل الكاملين بين هذه المجموعات والعدو "الإسرائيلي" الذي سهّل ونقل العديد من جرحاها إلى المستشفيات داخل الكيان الصهيوني لمعالجتهم.

النمسا وخسائر أوروبا
في هذا الوقت فاقمت خطوة النمسا بسحب قواتها من "الأندوف" في هضبة الجولان المحتل من خسائر الاتحاد الأوروبي بأكمله وزاد في ذلك ما وصفه مصدر في جيش العدو بـ"خيبة أمل" جراء القرار النمساوي هذا.

في المقابل أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده لإرسال قوات روسية لتحل محل عناصر الكتيبة النمساوية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة لمراقبة فصل القوات في الجولان "الأندوف" في حال طلبت الأمم المتحدة ذلك.

وفي وقت لاحق أعلنت الأمانة العامة للأمم المتحدة رفضها العرض الروسي موضحة أن القانون "لا يسمح بنشر مراقبين من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن".
لافروف: نفاق غير مقبول

في المواقف اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "على جميع اللاعبين الدوليين عمل ما بوسعهم لبدء العملية السياسية في سورية" مشيراً إلى أن "هناك مخاطر كبيرة من تدويل الازمة السورية".

وأشار في مؤتمر صحافي الى أن "النداءات التي نسمعها عن التمديد للعمليات الحربية في القصير هي تصريحات منافقة".

وذكر أن "هناك خبراء أجانب لتدريب المسلحين في القصير وأي تحريف لما جرى في هذه المدينة نفاق غير مقبول" معبّراً عن "قلق بلاده الشديد على مصير المدنيين".
وقال: "مصرّون على احترام مبادئ القانون الانساني من قبل الحكومة والمعارضة".
وأكد أن "لدينا تحفّظات كبيرة على ما يسمى الجيش السوري الحر وتصريحات المسؤولين الأميركيين من أن دعم المعارضة مستمر وهذا الطريق مسدود" وقال: "تسليح المعارضة السورية يدخلنا في نفق مظلم".

وشدّد على ضرورة "العودة الى المبادرات كالمبادرة الاميركية الروسية والتفكير بمصير الشعب السوري الذي يعاني من الأزمة".

طرابلس وإجراءات الجيش
أما على الصعيد الداخلي بقيت طرابلس على برميل بارود رغم الإجراءات والتدابير المشدّدة الجديدة التي بدأها الجيش اللبناني في انتشار واسع جاء محصّلة للنداءات والأصوات الصادرة من أجل حسم الموقف وإعادة الاستقرار إلى المدينة.

ويبدو أن القوى المتطرفة ومن يدعمها لم تزل تحاول إعاقة هذه العملية للمؤسسة العسكرية تارة باستهدافها مباشرة وطوراً بإعلان الحرب على كل من هو خارج عن اصطفاف هذه المجموعات ومحاولة تهجير أهالي طرابلس في إطار مشروع تحويل المدينة إلى إمارة لها.

وعلى الرغم من تحقيق الجيش خطوات مهمّة في الـ24 ساعة الماضية على صعيد تعزيز وتوسيع رقعة انتشاره في المدينة فإن هذه المجموعات جدّدت اعتداءاتها على أهالي المدينة في الأسواق الشعبية القديمة وقد تصدّى لها الأهالي أمس وأول من أمس ما أدّى إلى سقوط عدد من الجرحى بينهم إثنان في حال خطرة قبل أن تتحرك قوى مجوقلة ومن مغاوير الجيش وتدخل المنطقة غير أن الأمور بقيت في دائرة التوتر المستمر.

حسم وحزم
إلى ذلك نفذ الجيش عملية انتشار واسعة في أحياء وشوارع المدينة وتحديداً شارع سورية الذي يفصل بين جبل محسن وباب التبانة بعد أن حذّر في بيان من "إصرار بعض الفئات على توتير الأوضاع الأمنية وخلق الحساسيات بين أبناء الشعب الواحد".

وأعلن "عن سلسلة تدابير وإجراءات حاسمة وحازمة بحق المخلّين بالأمن" مؤكداً "العزم على تنفيذ خطته الأمنية مهما كلّف الأمر" ومعلناً أن الأمر "لن يقتصر فقط على طرابلس" ومشيراً إلى أنه تدخّل في صيدا و"بقوة لمنع استثمار تطورات سورية وبعض أحياء جبل لبنان حيث أطلق مسلّحون النار ابتهاجاً وهو مستمر في ملاحقة مرتكبي جريمة اغتيال عسكرييه في عرسال".

وإذ دعا المواطنين إلى التنبّه "لما يُحاك من مخطّطات لاستدراج لبنان إلى حرب عبثية" أكد "أن استعمال السلاح سيقابل بالسلاح ولن ندّخر جهداً لتجنيب الأبرياء ثمن غايات سياسية وفئوية تريد خراب لبنان".

بانتظار الطعون
أما على الصعيد السياسي فلم يُسجَّل في الساعات الماضية أي تطوّر يُذكر في ظل حالة الانتظار التي تخيّم على البلاد لمعرفة قرار المجلس الدستوري في شأن الطعنين المقدّمين له ضد قانون التمديد للمجلس النيابي.

وهذا الأمر ينسحب أيضاً على الوضع الحكومي حيث يبقى مؤجّلاً بعد أن رُبط بمصير الطعن.
  

السابق
الجمهورية: الهزات الإرتدادية للقصير مستمرة وحزب الله يرفض عدم توزيره
التالي
الحياة: ميقاتي لوقف الانخراط المتمادي في الأزمة…