فادي غزلة: لا بديل عن بناء تيار عمالي ديمقراطي

في مقابل اتحاد نقابات الجنوب وهو الاتحاد الرسمي، يبرز اسم اللجان العمالية والنقابية في الجنوب كطرف عمالي ونقابي ناشط، يسعى لاعادة بناء حركة نقابية عمالية ديمقراطية. وقد التقت "شؤون جنوبية" مع عضو هذه اللجان فادي غزلة وكان هذا الحديث :

الوضع النقابي في الجنوب
في تقييم الوضع النقابي في الجنوب، يرى غزلة أنه لا يمكن فصله عن الوضع النقابي العام، "فإن كان الوضع العام منكفئاً فإنه معدوم ولا وجود لعمل نقابي حقيقي في الجنوب. توجد هياكل وتسميات نقابية بشكل رسمي، وهي هيئات مرتبطة بتيارات سياسية سلطوية من جهة، وهناك بعض النقابيين القدماء يحاولون ويسعون لتحريك الأجواء النقابية وهي مهمة صعبة أشبه بالحفر في الصخر".
ويرى غزلة أن مسؤولية الوضع الراهن تتحملها أولاً، أحزاب اليسار والقوى الديمقراطية التي تنظر إلى نفسها وكأنها غير مسؤولة عن بناء حركة نقابية عمالية ديمقراطية حديثة. وثانياً، اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الجنوب الذي فقد دوره التاريخي العمالي التمثيلي بعد أن سيطرت عليه تيارات سياسية سلطوية".

الخروج من الأزمة؟
إذا كان توصيف غزلة صحيحاً لوضع الاتحاد، فكيف تنظر اللجان العمالية لعملية الخروج من هذا الحال المأزوم؟
يوضح غزلة الأمر: "نحاول كلجان عمالية تقديم محاولة جديدة تحت عنوان العودة إلى القواعد، وتشكيل لجان عمالية في الأماكن التي تتوفر فيها الشروط الموضوعية، لتعود هذا اللجان وتبني نقاباتها وتلعب دورها الحقيقي في النضال المطلبي".

المهام المطروحة
وعن المهام المطروحة أمام اللجان العمالية يشرح غزلة :"إنها كبيرة، والأساس فيها اعداد دراسات لمعرفة الواقع ومناطق التواجد والثقل العمالي، في أية قطاعات وفي أية مواقع. ومتابعة ما يصدر من أبحاث ودراسات عن التغيير الديمغرافي الفعلي بعد الحروب ونتائج الانقسامات والاصطفافات المذهبية والطائفية على العمال. ونحن ما زلنا في مرحلة بناء نواة لجان عمالية من خلال انشاء علاقات مع أفراد ناشطين، ولا بد من الاشارة إلى أن الفعل المذهبي والطائفي يصير أكثر شراسة في مواجهة العمل النقابي الديمقراطي، وهي شراسة أعنف مما يمكن أن تكون بين طرفين مذهبيين".

يصمت غزلة برهة ويقول :"ما وصلنا إليه لم يكن بسبب سلوك أحزاب اليسار فحسب، مع أنهم يتحملون جزءاً أساسياً مما نعاني منه، فقد تعاطت أحزاب اليسار مع العمل النقابي وكأنه جزء من الأحزاب نفسها، وكأن النقابات قطاع داخلي تديره وترتبه كما تريد، تجري انتخاباته كما تريد، ويبقى جزءاً من بنيتها الخاصة. لذلك عندما تعرضت النقابات لهجوم على أساس المحاصصة بين القوى الطوائفية، إنهار البناء النقابي لأنه لم يقم على قواعد ديمقراطية في بناء نظام العلاقة مع القاعدة العمالية وفي داخلها".

العلاقة مع اتحاد الجنوب
وينفي غزلة أية صلة بين اللجان العمالية والنقابية وقيادة اتحاد النقابات في الجنوب، "لأنها لم تأتِ بطريقة ديمقراطية وانتخابات فعلية. أتت بقوة السلطة، وبمحاصصة بين القوى الأساسية فيها وبحماية من القوى الأمنية الرسمية (حادثة التسعينات) عندما حوصر الاتحاد وحصلت انتخابات صورية أدت إلى تغيير قيادة الاتحاد".

ويبدو غزلة متفائلاً بالمستقبل، "بالرغم من التحديات التي تواجهنا والهجمة التي تتعرض لها ما تبقى من حركة نقابية، لكني على أمل أن القاعدة العمالية تعرف مصلحتها، وستكون جزءاً أساسياً من التطور الديمقراطي في لبنان، وأن الدفع نحو بلد ديمقراطي حديث، سيكون مدخله الصراع العمالي-الطبقي بديلاً عن النزاعات المذهبية".
ويؤيد غزلة خطوة الاتحاد الوطني التي قضت بانسحابه من الاتحاد العمالي العام، "إنها خطوة جيدة، حتى لو أتت متأخرة، وهي تكشف ادعاء الاتحاد العمالي العام وزيف تمثيله للعمال".
ويختم غزلة قائلاً: "هناك قضايا عمالية نتابعها ومنها نقابة صيادي الأسماك وعمال سبينس وقضايا أخرى متفرقة".
  

السابق
قاووق:الظرف ليس مناسبا لفرض الشروط أمام مشاركة حزب الله في الحكومة
التالي
الجيش : ضبط مخزن للسلاح في سوق القمح