نداء لشخصيات شيعية: مواجهة التحديات واحتواء المخاطر ببناء الدولة

إبراهيم شمس الدين

أصدر عدد من الشخصيات الشيعية، نداء حمل عنوان “مبتدآت ومواقف – لبنانيون شيعة يخاطبون اللبنانيين”، وذيل بتواقيع راشد صبري حماده، خليل كاظم الخليل، يوسف طلعت الزين، لقمان محسن سليم، إبراهيم محمد مهدي شمس الدين، شوقي محمد صفي الدين، ماجد سميح فياض، منى عبدالله فياض، محمد فريد مطر، غالب عباس ياغي.

وشدد موقعو النداء على أنهم يبذلون “جهدا تواصليا تنسيقيا تكامليا، شيعيا ووطنيا سواء بسواء، متوخين من وراء ذلك المساهمة، بمقدار وسعهم، في ما ينهض له لبنانيون آخرون، كل وفق اجتهاده، من سعي إلى المحافظة على لبنان، الكيان والدولة”.

ورأوا أن “المصدر الأساسي للتحديات وللمخاطر التي يواجهها لبنان هو انحلال الدولة، الناتج من استباحتها من طرف حزبيات شتى، سافرة ومستترة، وهو انحلال يعبر عنه تنازلها، الطوعي أحيانا، ومن قلة حيلة أحيانا أخرى، عن امتيازاتها السيادية سواء في الداخل أو في علاقاتها الخارجية”.

ورأوا أن “القوة، مهما عظمت، ليست ضمانا لحاضر أو لمستقبل، وأن الكثرة، مهما حسنت في عين البعض واطمأن إليها، ليست حجة مفحمة. وإلى هذا وذاك لا يرى الموقعون بدا من مصارحة أنفسهم، ومن مصارحة كل من يعنيهم الأمر، بأن الأوان قد آن، إن لم يكن قد تأخر، لمراجعة شاملة لسياسات العقود الماضية، أرباحا وخسائر، لبنانيا وشيعيا”.

واعتبروا أن “التطورات التي تشهدها سوريا، لا تسرع فقط وتيرة ما يشهده لبنان من ارتباك سياسي واجتماعي يترجم عنه اضطراب حبل الأمن بما ينذر بما لا تحمد عقباه، وإنما تسرع أيضا وتيرة اقتراب اللبنانيين، مرة جديدة، من لحظة حقيقة لن يجدوا معها بدا من إعادة صياغة خياراتهم الوطنية ودفتر شروط عيشهم الواحد المشترك.
من هنا، إن اللبنانيين مدعوون، على وجه السرعة، إلى التسليم بأن للشعب السوري كل الحق في أن يحدد بنفسه ما يرتضيه لنفسه من خيارات حاضرة ومستقبلية، ومن نظام سياسي في منأى عن أي تدخل خارجي، أو من أي اتهام لهذا الفريق منه أو ذاك بالخيانة أو بالعمالة أو بسواها من التهم المجانية”.

وتمنوا لشعب سوريا “أن يجد طريقه في أسرع وقت، وبأقل أكلاف بشرية ومادية، إلى الأمن والأمان في ظل الحرية والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان”.

وأضافوا: “إن تشبث بعض اللبنانيين بإنكار حراجة هذه الساعة اللبنانية، وبإنكار أنها لحظة حقيقة تضعهم جميعا على محكها، لا يغني عنهم شيئا. فإن يسعهم التوسل، عن خطأ أو عن صواب، بالنأي بالنفس عن شؤون الغير، لا يسعهم النأي بأنفسهم عن شؤونهم”.

وأكد الموقعون “اقتناعهم السياسي والأخلاقي بأن السبيل الأوحد لمواجهة التحديات، ولاحتواء المخاطر التي تتهدد لبنان واللبنانيين هو السعي إلى بناء الدولة العادلة، القادرة، السيدة، دولة الحق والقانون والمؤسسات، المراعية في خياراتها أمن اللبنانيين ومصالحهم، والحريصة على السير قدما في مناكب التطور والتحديث، وصولا إلى ما ينشده اللبنانيون من إعلاء لقيم المدنية والمواطنية، في إطار جمهورية ديموقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحريات العامة وحقوق الإنسان”.

السابق
موسكو: لم يتم حل جميع القضايا المتعلقة بمؤتمر جنيف الذي لن يعقد قبل تموز
التالي
تلبننَ العرب، وتعربَ لبنان