كرامة الجيش أولاً..

الحادث الإجرامي الذي أودى بثلاثة عسكريين في جرود عرسال، يستحق الإدانة والاستنكار الشديدين، ولكنه يتطلب فتح تحقيق عسكري فوري، لكشف الملابسات المحيطة بالجريمة النكراء، وتبيان الظروف الغامضة التي ساعدت على استفراد الشهداء الثلاثة في مركزهم الجردي.
لا شك أن الأجواء السياسية المسمومة في البلد، تزيد مهمات المؤسسات الأمنية، وخاصة الجيش، تعقيداً، بسبب محاولات كل فريق اعتبار المؤسسة العسكرية، أو على الأقل، بعض ضباطها العاملين على الأرض، متحيزة إلى جانب خصمه السياسي!
هذا ما سمعناه بالأمس من بعض نواب عكار، عندما كانوا يطالبون بانتشار الجيش اللبناني على الحدود مع سوريا، لوقف رمايات المدفعية والرشاشات التي تستهدف القرى والمناطق المتاخمة للحدود السورية.
وهذا ما نسمع مثله اليوم على خلفية التدابير العسكرية المتخذة لوقف مسلسل اشتباكات التبانة وبعل محسن، حيث يشكو بعض قادة المحاور في باب التبانة من عدم تنفيذ الإجراءات بشكل متوازن وحازم على جانب خط الاشتباكات، مراعاة لأوضاع جماعة رفعت عيد في جبل محسن.
وساد مثل هذا اللغط أيضاً اثر حادثة عرسال التي أودت بضابط وعنصرين من الجيش، خلال العملية المعروفة التي أدت إلى مقتل أحد الناشطين في التيارات الإسلامية داخل الأراضي السورية.
واليوم بدأت بعض الروايات حول ملابسات وقوع حادث عرسال الأخير، توحي وكأن المسألة تتعلق بعلاقة عناصر الحاجز بجهات حزبية محلية، ضد عناصر الجيش السوري الحر، ومن يناصره داخل الأراضي السورية.
لذلك، فإن كرامة المؤسسة العسكرية، التي تبقى أساس الكرامة الوطنية لكل لبناني، وكذلك تضحيات ودماء شهداء الجيش تبقى أطهر من كل الحرتقات السياسية، التي تُهدّد أمن واستقرار البلد.
والحفاظ على كرامة المؤسسة أولاً، وصون قداسة دماء الشهداء، لا يتمان إلا بوضع النقاط فوق حروفها الصحيحة، وكشف كل الملابسات بشجاعة!

السابق
مفوضيّة اللاجئين تتعهّد شؤون النازحين السوريين في العرقوب
التالي
افتتاح معرض صور وحرفيات عن جمهورية سلوفاكيا